استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هجوم القطيف الانتحاري نقطة تحول للمملكة وقدرتها على خوض أربع حروب متزامنة

الاثنين 25 مايو 2015 04:05 ص

تعيش المملكة العربية السعودية ظروفا صعبة هذه الايام حيث تخوض حروبا على عدة جبهات في الوقت نفسه، حرب في اليمن، وثانية في سوريا، وثالثه بالنيابة ضد إيران في العراق، ورابعة ضد «الدولة الإسلامية» التي أعلنت عن تغلغلها في العمق السعودي يوم الجمعة الماضي، عندما هاجم أحد انتحارييها مسجدا شيعيا في المنطقة الشرقية.

غالبية هذه الحروب، انفجرت او ازدادت اشتعالا، في أقل من خمسة أشهر أي منذ تولي العاهل الجديد الملك «سلمان بن عبد العزيز» مقاليد الحكم، وإعلانه رغبته في ضخ دماء جديدة شابة في عروقه المتجمدة، ولكن ثورته هذه جاءت أسرع مما هو متوقع في وتيرتها، وخرجت عن نطاق المنهج السعودي في التأني والتدرج المتبع، وربما يعود مرد ذلك إلى حرارة دماء أقوى رجلين في الدولة اللذين يسيطرون عمليا على مفاصل الحكم، ونقصد هنا الأميرين «محمد بن نايف» ولي العهد ورئيس المجلس السياسي والأمني الأعلى، وولي ولي العهد «محمد بن سلمان» وزير الدفاع ورئيس المجلس الاقتصادي.

* * *

اندفاع القيادة الشابة الجديدة في تحويل المملكة إلى دولة مواجهة تتسم بالحزم والحسم والإقدام في غضون أسابيع، تزامن أيضا مع اندفاعه أكبر في المؤسستين الأبرز في المملكة، المؤسسة الدينية والإعلامية، أو معظمها على وجه الدقة.

أصوات بارزة في المؤسسة الدينية، وربما بتعليمات رسمية، قديمة متجددة، أدركت أن حرب المملكة ضد إيران هي حرب ضد المذهب الشيعي، فبالغت في عمليات التحريض ضد هذا المذهب، دون الوعي بمخاطر هذا المنحى على المملكة نفسها وجبهتها الداخلية، ومن المؤلم أن أقلاما سعودية سارت على النهج نفسه، وامتلآت وسائط التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك وانترنت بكل ما يمكن أن يسيء للمملكة ويشوه صورتها كحاضنة للحرمين من تحريض وشتائم للطرف الآخر، ولا نريد الخوض في التفاصيل.

نحن لا ننكر أن الطرف الآخر يتغول في أساليب التحريض الطائفي، ولكن هذا لا يعني أن هذا النهج صحيحا ويجب أن يتبع.

من تابع ردود فعل هاتين المؤسستين تجاه الهجوم الانتحاري على المسجد الشيعي في بلدة القديح، يدرك حجم التخبط الذي نتحدث عنه، فقد تحول الضحايا فجأة من روافض إلى شهداء، وقرأنا معلقات من التأكيد على المساواة، والوحدة الوطنية وقيم التعايش والآخاء، والتشديد على ضرورة مواجهة الفتنة الطائفية، ومن يقرأ هذه المقالات يعتقد أنه يطالع الصحافة السويدية، ويتابع معلقين على التلفزيون السويسري، وليس من كانوا بالأمس يعتبرون أي تناول عقلاني للمسألة الطائفية خارج عن الملة وعميل للروافض وإيران.

في الأسبوع الماضي قرأت مقالا لكاتب سعودي كبير لم يكتبه، أو مثله، أكثر الكتاب البعثيين المتشددين في سورية والعراق زمن الراحلين حافظ الأسد وصدام حسين لما انطوى عليه من تصعيد، وتعطش لسفك الدماء، وتغيب كامل للعقل والمنطق، فقد قال هذا الكاتب في تعليقه على حرب اليمن التي اشعلت بلاده فتيلها، وأطلقت طائرات «عاصفة الحزم» لضرب البنى التحتية اليمنية، وتدميرها بالكامل.

وأنقل هنا حرفيا (يجب الاستمرار في حرب اليمن حتى تحقيق النصر وستكون الرياض حازمة وصبورة حتى تحقق هذا النصر، لذلك سترفض أي دعوات لوقف إطلاق النار حتى لو جاء ذلك لاعتبارات إنسانية، أو حتى لإعطاء الدبلوماسية فرصته)، ويواصل (وقف الحرب الآن يعني خطأ كبير، وخسارة أكبر، لأن وقفها سيمكن الحوثيين من إعادة التسلح وتعويض خسائرهم، وتكرار عدوانهم ضد اليمن والمملكة)، وما نفهمه من هذا الكلام أنه يريد استمرار القصف الجوي على اليمن لسنوات، وكذلك معه الحصار الجوي والبحري والبري، أي أن يتحول اليمن إلى قطاع غزة آخر.

خيل إلي وإنا اقرأ هذا الكلام اإني اقرأ خطبة للجنرال مونتغمري، أو نظيره الألماني كروميل، وليس لكاتب سعودي من المفترض أن يتحلى بالحكمة والتعقل والتبصر، ويقدم خيارات منطقية توفر المخارج من هذه الأزمة التي توشك على إكمال شهرها الثاني دون أن تحقق أيا من أهدافها.

من حق الكتاب السعوديين أن يكتبوا ما يشاؤون، وأن يحرضوا على الحرب بالطريقة التي يريدونها، ولكن نعتقد أن القضايا الاهم التي يجب التركيز عليها هي التحريض على الحلول السياسية السلمية أولا، لإعطاء المملكة وعاهلها الجديد فسحة من الوقت لتطبيق مشروعه، إذا كان هناك مشروع، سياسي واجتماعي واقتصادي واستراتيجي عسكري، وتحديد الرؤية الفكرية والسياسية التي يريدها لبلاده فهل يريد الاستمرار في العقد الوهابي السعودي، ويبني المذهب الإول لدولته، إم هل يريد تأسيس أيديولوجية عروبية قومية لمواجهة القومية الفارسية، أم لا يريد الإثنين، ويتطلع لعقيدة ليبرالية تعتمد الانفتاح الديمقراطي والسياسي، أم لا هذا ولا ذاك، ويتطلع لاشتراكية إسلامية، وأن يحن للعودة الى فكر الإخوان المسلمين الذين تبنتهم وآوتهم المملكة لعقود؟

* * *

الملك سلمان بن عبد العزيز، ومثلما هو واضح من الانتقال السريع من التأني الى المواجهة، يريد أن تجلس المملكة على مقعد قيادة الشرق الأوسط، وأن تتوج زعيمة له بتدخلاتها العسكرية في اليمن وسورية والعراق والبحرين وليبيا، ولكن هل الظرف ملائم، وهل المملكة مستعدة لمثل هذا الدور القيادي.

نطرح هذه الاسئلة التي نجد لزاما علينا طرحها، لان الوضوح مطلوب، والحذر ايضا، فالمنطقة العربية توضع حاليا على طاولة مجزرة التفكيك والتقطيع التي بدأت بالعراق، وامتدت الى ليبيا وسورية واليمن، وهناك من يتحدث عن (سايكس بيكو) ثانية لاكمال مهمة الاولى بتجزئة الدولة القطرية.

المطلوب تفكير متعمق، من خلال حوار بناء، وإعلام يقرب ولا يفرق، ويطرح رؤية مسؤولة لبلاده والمنطقة بأسرها، خاصة أنه يملك من الامكانيات ما لا يملكه الآخرون.

  كلمات مفتاحية

السعودية تفجير القديح القطيف الطائفية شيعة السعودية

الداخلية السعودية: «الدولة الإسلامية» خطط لتقسيم المملكة إلى خمسة قطاعات

من الدالوة إلى القديح: الحقائق المرة

«ستراتفور»: تفجير القديح يهز الأمن السعودي ويهدد بنشوب صراع طائفي

الداخلية السعودية تكشف هوية منفذ تفجير مسجد القديح في القطيف

«ذي إيكونوميست»: حمى إراقة الدماء تنتقل إلى المملكة الهادئة

عشرات الآلاف من السعوديين الشيعة يشيعون ضحايا تفجير القطيف

”المملكة“ و”الخلافة“: كفاح السعودية الداخلي ضد «الدولة الإسلامية»

السعودية تستعرض تجربتها في «مكافحة الإرهاب» أمام مجلس حقوق الإنسان

أبرز العمليات الإرهابية بالسعودية خلال نصف قرن

الولايات المتحدة تحذر رعاياها في قطر من التواجد في الفنادق والمولات

تقرير: مقتل وإصابة 10 رجال أمن سعوديين في القطيف خلال عام واحد

مصادر: الإرهابيون يبتكرون خطة جديدة لاغتيال رجال الأمن في السعودية