الإسلام يتصدر الحملة الانتخابية بتركيا في أسبوعها الأخير

الأحد 31 مايو 2015 06:05 ص

وضع الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» الدين في صدارة المشهد يوم السبت مع دخول حملة الانتخابات البرلمانية في تركيا أسبوعها الأخير عندما استحضر ذكرى الفتح العثماني للقسطنطينية (اسطنبول) وتعهد بأن يظل صوت الأذان يتردد في البلاد إلى الأبد.

وسوف يكون إقناع المحافظين المتدينون - بما في ذلك الأكراد والقوميون المتدينون - عاملا أساسيا في انتخابات يأمل «أردوغان» أن تمنحه صلاحيات رئاسية أقوى وهي صلاحيات ينظر إليها المعارضون على أنها تهديد للديمقراطية.

ويستمد «أردوغان» - وهو السياسي الأبرز في تركيا منذ أكثر من عقد ومؤسس حزب العدالة والتنمية - الكثير من الدعم الذي يحظى به من الجماهير المتدينة، وغالبا ما يلعب خطابه على مشاعر مشوبة بالتوتر تعود إلى العشرينات من القرن الماضي عندما أسس «مصطفى كمال أتاتورك» جمهورية علمانية على أنقاض الدولة العثمانية.

وقال في خطاب ألقاه في اسطنبول لإحياء ذكرى الفتح الإسلامي عام 1453 الذي حول عاصمة الإمبراطورية البيزنطية إلى مقر للسلطة العثمانية «نحن لن نفسح المجال لأولئك الذين يعترضون على الأذان».

وأضاف أمام أعداد غفيرة من المؤيدين الذين يلوحون بالعلم التركي الأحمر وترتدي غالبية المشاركات فيه الحجاب ويضع بعض الرجال عصابات على رؤوسهم تحمل اسم أردوغان «لن نفسح المجال لأولئك الذين يريدون أن يطفئوا جذوة الفتح التي تشتعل في قلب اسطنبول منذ 562 سنة».

واختُتِمت لقطات فيديو أصدرها حزب العدالة والتنمية في ذكرى الفتح بصوت الأذان يتردد من مئذنة على متحف آيا صوفيا الذي كان أكبر كاتدرائية مسيحية على مدار 900 سنة حتى حولها العثمانيون إلى مسجد.

وكان «أتاتورك» الذي أبعد الإسلام عن شؤون الدولة وروج للزي الغربي وحقوق المرأة قد أصدر مرسوما يقضي بتحويل آيا صوفيا إلى متحف في عام 1934. لكن الشعور المتنامي بالهوية الإسلامية الذي شجعه «أردوغان» أحيا الرغبة في الصلاة هناك.

وقال أحد المشاركين في الحشد وهو محاسب يدعى أحمد شاهين ويبلغ من العمر 26 عاما «لا أعترض إذا كان أردوغان يستخدم الإسلام كأداة للدعاية السياسية. أنا أقدر فعلا أنه يضعه في مكان أليق. هذه قيمنا ولا ينبغي أن ننساها».

صعوبات في طريق تعديل الدستور

ويحاول «أردوغان» استمالة الاتراك المسلمين المحافظين الذين يشعرون بأنهم كانوا يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية خلال عقود من حكم الاحزاب العلمانية. ويتحدث «أردوغان» بسخرية عن النخبة العلمانية القديمة، وقال ذات مرة «يشربون الويسكي على مضيق البوسفور... ويحتقرون بقية الناس».

ورغم ان الدستور يمنع «أردوغان» من ممارسة السياسة الحزبية بوصفه رئيسا للبلاد فانه القى خلال الأسابيع القليلة الماضية خطبا في جميع انحاء البلاد انتقد فيها المعارضة ودافع عن النظام الرئاسي وذلك قبل الانتخابات المقررة في السابع من يونيو حزيران.

ويرغب «أردوغان» في فوز حزب العدالة والتنمية للحصول على أغلبية قوية بما يكفي لتغيير الدستور ومنحه صلاحيات أوسع بدون معارضة وهو أمر تشير استطلاعات الرأي العام إلى ان الحزب سيواجه صعوبات لتحقيقه.

ويصف «أردوغان» حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة العلمانية الرئيسية الذي أسسه «أتاتورك» بأنه معاد للدين لكن الخطر الانتخابي الأكبر سيأتي على الأرجح من حزب الشعوب الديمقراطي.

وإذا تمكن هذا الحزب من اجتياز حاجز العشرة في المئة اللازمة لدخول البرلمان فسوف ينتزع مقاعد من حزب العدالة والتنمية مما يحرمه على الارجح من تشكيل حكومة أغلبية.

وفي إطار مساعيه لكسب تأييد الأكراد المتدينين خصص «أردوغان» الكثير من الوقت في التشكيك في مدى التزام حزب الشعوب الديمقراطي بالدين ووصف المنتمين للحزب بانهم من أتباع «زرادشت».

وقال «أردوغان» أمام تجمع حاشد في اسطنبول هذا الاسبوع «اعتقد أن إخواني الأكراد الأتقياء سيعطوهم الرد المناسب في السابع من يونيو».

واتهمت وسائل إعلام تابعة للإسلاميين «صلاح الدين دميرطاش» رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ذي التوجه اليساري بأكل لحم الخنزير وهو ما نفاه تماما.

وقال «دميرطاش» لقناة «سي.إن.إن» ترك يوم الأربعاء «على مدى أسابيع كان الرئيس ورئيس الوزراء يذهبان هنا وهناك ويقولان (أنا مسلم) ويديران حملة من الأكاذيب والافتراءات».

وأضاف «هذه دعاية سوداء تستهدف تشويه سمعتي في عيون جزء من المجتمع».

كما أصبحت هيئة شؤون الديانة التي تديرها الدولة موضوعا من موضوعات الحملة الانتخابية، وقال حزب الشعوب الديمقراطي إنه يريد محو هذه الهيئة ووقف تدخل الدولة في الدين.

وفي محاولة منه للدفاع عن الهيئة أصر «أردوغان» على منح رئيسها سيارة فارهة مصفحة وطائرة خاصة قائلا أنه يستحق معاملة مماثلة لتلك التي يلقاها قادة دينيون آخرون بما في ذلك البابا. وردا على ذلك نقلت وسائل إعلام تركية عن متحدث باسم الفاتيكان نفيه امتلاك البابا لطائرة خاصة.

وقال «كمال كيلتشدار أوغلو» زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض «لقد ذهبوا بعيدا في استغلال الدين في السياسة ... بدلا من تقديم البابا كمثال لماذا لا نتخذ من حياة نبينا أسوة ونموذجا يحتذى؟».

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان حزب العدالة والتنمية حزب الشعب الجمهوري حزب الشعوب الديمقراطي الانتخابات التركية

بالصور: أكثر من 2 مليون تركي يحتفلون بالذكرى 562 لفتح القسطنطينية

«أردوغان» يهدف لتحويل تركيا إلى مركز رئيسي لصناعة السلاح

«أردوغان» يشارك في الاحتفال بالذكرى 562 لفتح مدينة إسطنبول

«أردوغان»: كفني على يدي وأتمنى الشهادة في سبيل الحق

«أردوغان» يفتتح خط مترو جديد في اسطنبول ويؤكد: المشروع امتداد لإنجازات «محمد الفاتح»

«أردوغان»: نريد جيلا يسير علي هدي النبوة .. وانكسار العالم الإسلامي لن يستمر طويلا

الانتخابات البرلمانية التركية: المعركة تدور حول الدستور

الانتخابات البرلمانية التركية واستحقاقاتها المستقبلية

هل النظام الانتخابي في تركيا حقا هو «الأكثر ظلما» في العالم؟

فوز بطعم الهزيمة لحزب «أردوغان» يخلط الأوراق الاقليمية