«أردوغان» يهدف لتحويل تركيا إلى مركز رئيسي لصناعة السلاح

الأربعاء 27 مايو 2015 10:05 ص

 تفاخر تركيا بأنها تملك أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي باستثناء الولايات المتحدة،  ويسعى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أن تعكس صناعة السلاح التركية هذه المكانة.

ويحلم «أردوغان» أن تتولى تركيا بنفسها تصنيع كل ما تحتاج إليه من عتاد عسكري في غضون سنوات قليلة، مما يعكس طموحه أن تلعب بلاده دورا أكبر في منطقة مضطربة، إضافة إلى تحقيق الاستقلال عن الحلفاء القدامى في الغرب.

ودعا «أردوغان» مرارا إلى جعل تركيا من كبار مصدري كل شيء في العتاد الحربي من البنادق إلى الطائرات المقاتلة، وقال «أردوغان» في مؤتمر للصناعات الدفاعية في إسطنبول هذا الشهر «ما دام هناك معتدون في العالم فسيتعين علينا أن نكون جاهزين للدفاع»، مؤكدا أن «هدفنا هو تخليص صناعات الدفاع بالكامل من الاعتماد على الخارج بحلول عام 2023»، مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

وتنفق أنقره حوالي 18 مليار دولار سنويا على الدفاع وتصنع ما يزيد قليلا على نصف ما تحتاجه من عتاد محليا. وزادت الصادرات الدفاعية بنسبة 18 في المئة في العام الماضي لتصل إلى 1.65 مليار دولار وأصبح مشروع تصنيع دبابة وبندقية لجنود المشاة جاهزا تقريبا للانتقال إلى مرحلة الإنتاج على نطاق واسع.

وما يزال هناك مشروعان لإنتاج سفن حربية وطائرة مقاتلة في مراحل التصميم الأولية لكن «أردوغان» يأمل أن يبدأ الإنتاج بحلول عام 2023 ويريد أن يبلغ إجمالي الصادرات الدفاعية آنذاك 25 مليار دولار.

وقال «براق بكديل» محلل شؤون الدفاع والكاتب بصحيفة «حرييت»: «يعتقد حكام تركيا اعتقادا جازما أن تركيا لا يمكنها أن تكون القوة الإقليمية التي يريدونها دون قوة ردع عسكري يعتد بها».

التجربة المؤلمة

واضطرت أنقرة أن تطلب من حلف شمال الأطلسي أن ينشر صواريخ باتريوت عام 2014 لدعم الأمن على امتداد حدودها مع سوريا. ولطالما ضايق هذا الاعتماد على الخارج الأتراك.

ففي الشهر الماضي علق رئيس الوزراء «أحمد داود أوغلو» على «التجربة المؤلمة» التي مرت بها تركيا في الحرب العالمية الأولى عندما اضطرت لشراء السلاح من الخارج.

وقال في الذكرى المئوية لمعركة جاليبولي «إن دولة لا تمتلك صناعتها الدفاعية لا يمكنها أن تحارب من أجل قضية التحرير».

وأضاف أن طائرة مقاتلة محلية الصنع ستطير في أجواء تركيا بحلول عام 2023.

وتبدو رغبة تركيا في الاعتماد على الذات أمرا مفهوما إذ أنها تشترك في حدود يبلغ طولها 1200 كيلومتر مع سوريا والعراق حيث استولى تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات كبيرة وأعلن قيام دولة الخلافة.

وقال «أتيلا سانديكلي» ضابط البحرية المتقاعد ورئيس مركز بلقاسم للبحوث الأمنية في تركيا إن حظر السلاح الذي فرضته الولايات المتحدة بعد أن غزت القوات التركية شمال جزيرة قبرص عام 1974 جعل أنقرة أقل عدة مما يجب وكان بمثابة جرس إنذار.

ورفع هذا الحظر بعد بضع سنوات. وحدث التحول من مشروعات صغيرة لصناعة كل شيء من أجهزة اللاسلكي إلى إطارات السيارات. ثم جاء إنتاج طائرات إف-16 بموجب ترخيص في الثمانينات واقترن بمشروعات تطوير مشتركة مع مصر وغيرها.

من الدبابات إلى الأقمار الصناعية

الآن أصبحت تركيا تضم اثنتين من أكبر 100 شركة للصناعات الدفاعية في العالم وهما شركتا أسيلسان وتوساش.

ويتعين على هذا القطاع إذا أراد أن ينافس الشركات الغربية العملاقة أن ينوع أسواق التصدير بعيدا عن أوروبا التي تعمل حكوماتها على خفض الميزانيات الدفاعية ويتجه إلى آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا حيث يتزايد الإنفاق.

وقال «فائق أكين» المدير العام لشركة أسيلسان أكبر الشركات الدفاعية في تركيا لـ«رويترز»: «نحن نصنع منتجات أفضل من الغالبية في الغرب. ونحن أرخص... ونحن على استعداد لتبادل التكنولوجيا ويمكن لصناعة الدفاع التركية أن تصبح بديلا صائبا للغرب».

وتعد «نقل التكنولوجيا» أحدث نقاط الخلاف الشائكة بين أنقرة وحلفائها في حلف الأطلسي. واختارت أنقرة شركة الصين لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة عام 2013 كصاحبة أفضل عرض لشبكة صواريخ طويلة المدى في مشروع قيمته 3.4 مليار دولار وقالت إن الاستحواذ على تكنولوجيا جديدة يمثل أولوية لها، مما أثار مخاوف بشأن الأمن في الغرب لأن الولايات المتحدة سبق أن فرضت عقوبات على الشركة الصينية بسبب مخالفات مزعومة لقانون منع الانتشار النووي في إيران وكوريا الشمالية وسوريا.

كذلك يشعر حلفاء تركيا في الغرب بالقلق بسبب مدى توافق التكنولوجيا الصينية مع نظم حلف شمال الأطلسي.

وقال «محرم دورتكاسلي» الرئيس التنفيذي لشركة توساش إنه رغم أن الصناعات الدفاعية التركية مازالت ناشئة فقد بدأت تكتسب القدرة على استيعاب مشروعات كبرى. والآن تريد تركيا مكانا إلى جانب حلفائها في حلف الأطلسي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكذلك روسيا والصين.

وأضاف «نحن نتحدث عن بلد سيصبح لديه دبابته الوطنية الخاصة وسفينته الوطنية الخاصة وطائرته الهليكوبتر وقمره الصناعي وطائرته الحربية. نحن نهدف أن يكون لدينا كل شيء يملكه الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن بالأمم المتحدة.

 

  كلمات مفتاحية

تركيا حلف الأطلسي الصين الصناعات العسكرية

«أردوغان» يستعرض إنجازات 12 عاما ويتطلع إلى تطوير الصناعات العسكرية التركية

«أردوغان»: نهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الصناعات الدفاعية عام 2023

«أردوغان» يصادق على مشروع قانون لنشر قوات تركية في قطر

«أردوغان»: تركيا لن تقف على أعتاب «الاتحاد الأوروبي» متوسلة العضوية!

«الدولة المركز»: ملامح السياسة الخارجية التركية في شرق أوسط مضطرب

«أردوغان» يفتتح أول بنك إسلامي حكومي في تركيا

بالصور: أكثر من 2 مليون تركي يحتفلون بالذكرى 562 لفتح القسطنطينية

الإسلام يتصدر الحملة الانتخابية بتركيا في أسبوعها الأخير

الانتخابات البرلمانية التركية: المعركة تدور حول الدستور

الانتخابات البرلمانية التركية واستحقاقاتها المستقبلية

«أردوغان» يتهم الغرب بدعم «جماعات كردية إرهابية» في سوريا

تركيا تسعى لانتاج أدوية محلية بحلول 2023

مشاريع البنية التحتية في تركيا تقدر بأكثر من 350 مليار دولار

وزير الاقتصاد التركي يتوقع تسارع النمو في الربع الثاني

اقتصاديون: الاقتصاد التركي ينمو بشكل متسارع أكثر من المتوقع

«داود أوغلو»: سنولي اهتماما أكبر بالإنتاج المحلي من الصناعات الدفاعية

تركيا.. القبض على مدير مصنع قبل بيعه أسرارا عن الصناعات العسكرية

تركيا تبدأ إنتاج بندقيتها القتالية الخاصة بقوة 700 طلقة في الدقيقة

تركيا تقترب من إنتاج 3 أنواع جديدة من بنادق القتال محلية الصنع

مسؤول تركي: أنقرة تتسلم أولى مقاتلات «إف 35» عام 2018

تركيا تبدأ إنتاج قنابل «خارقة للتحصينات» بخبرات محلية