أربك التقدم الأخير لقوات المعارضة السورية المسلحة التي توحدت تحت مسمى «جيش الفتح»، وسيطرتها على كامل مدينة إدلب وتوعدها بالوصول إلى الساحل السوري، حسابات نظام «بشار الأسد» وحليفته إيران ووكيلها في لبنان حزب الله، وهو الأمر الذي دفعهم إلى إعادة ترتيب الأوراق ووضع خطة جديدة للوضع المستحدث.
وأشار محللون عسكريون إلى أن «موعد تخلي النظام السوري عن بعض معاقله الاستراتيجية قد اقترب، وأنه في طريقه للانكفاء على نفسه في حدود مناطق الساحل السوري وأجزاء من دمشق ومناطق من حمص».
وعبرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، التابعة لحزب الله، في تقرير لها عن تخوفات النظام السوري وداعميه من التطور العسكري الأخير، وقالت إنه «بات لدى النظام السوري اقتناع جازم بأن عليه التخلي عن الدفاع عن مناطق يعدّها غير استراتيجية، أو أصبحت كذلك، والحري أنه لم يعد يسعه الدفاع عنها سواء لبعدها عن سلطته المركزية في دمشق أو بسبب التعب الذي أصاب الجيش».
وأشارت الصحيفة إلى ملامح المرحلة العسكرية المقبلة، لافتة إلى أنه من المتوقع خلال الفترة القريبة، وبالتحديد في بداية رمضان، أن تشن المعارضة المسلحة هجوما على مناطق النظام في حلب وطرده منها، تليها معركة حمص «التي يتوقع أن تشهد بدورها حربا طاحنة كأحد الخطوط الحمر الرئيسية التي لا يزال نظام الأسد يتسلح بها».
ويشكل «الاستيلاء على حمص المدينة بابا عريضا على انهياره شبه الكامل، بيد أن سقوطها يعني كذلك سقوط كل الآمال في وجود خطوط حمر فعلية تحمي النظام، ما يشق الطريق إلى محافظة اللاذقية التي ماتزال في منأى عن هذه الحرب»، بحسب الصحيفة
يشار إلى أن النظام السوري فقد السيطرة على حوالي 75% من الأراضي لصالح المعارضة المسلحة، ولم يعد تحت يده سوى العاصمة دمشق وحمص وحماة، ومناطق الساحل السوري على رأسها اللاذقية، وبعض الأحياء الغربية في حلب.
وقالت الصحيفة إنه «للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في آذار 2011، عليه التفكير في الانتقال إلى PLAN B لم يخطر في باله أنه سيقترب منه يوما، ويجد نفسه في حاجة ماسة إليه».
ولفتت الصحيفة إلى أن ما سرى في أوساط الرئيس السوري وقيادته العسكرية أن الجيش أهدر الكثير من قواه وألويته وشتتها، وقدّم ألوفا من ضباطه وعسكرييه، واستنزف قدراته على التحرك طوال أكثر من أربع سنوات.
وتضيف أنه في وسع النظام الدفاع عن المدن الرئيسية كدمشق وحمص وحماة واللاذقية والساحل وحلب وبعض مناطق الجنوب، ويترك للمسلحين المتطرفين الرمال والكثبان، في إشارة الى الأرياف والمناطق النائية والصحراء.
ومن غير المستبعد أن تكون موسكو وطهران على صلة مباشرة بهذا التقييم، وهما المعنيتان عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا في الداخل والخارج باستمرار النظام وتوفير كل الإمكانات اللازمة لتجنيبه الانهيار».