يهود الفلاشا.. قصة المجموعات التي قطعت طرق إسرائيل

الجمعة 5 يوليو 2019 12:30 م

سيارات محترقة وطرق مقطوعة، ومواجهات عنيفة، إنها ليست حربا إسرائيلية جديدة مع حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، وإنما مظاهرات شرسة داخلية شنها يهود الفلاشا، ذوي الأصول الإثيوبية.

وتزايد الاهتمام الإعلامي العالمي بقضية التمييز العنصري التي أشعلت ثورة اليهود الإثيوبيين أو الفلاشا، خاصة في ظل حالة العجز التي أصابت الشرطة الإسرائيلية عن مواجهة الشباب الغاضب على عملية مقتل الشاب "سولومون تاكا"، برصاص شرطي إسرائيلي.

ويعرف اليهود المهاجرين من إثيوبيا وأبنائهم الذين نقلت السلطات الإسرائيلية الجزء الأكبر منهم في إطار العملية السرية "سولومون" في تسعينيات القرن الماضي باسم الفلاشا، ويتميزون ببشرة سمراء، ويعتبرون أقل المواطنين حقوقا في (إسرائيل)؛ حيث يشكون من تمييز عنصري منهجي.

ويطلق اليهود الفلاشا على أنفسهم لقب "بيتا إسرائيل" (بيت إسرائيل) ويقولون إن أصولهم ترجع إلى النبي "سليمان" وملكة سبأ "بلقيس".

واعترف الحاخام الأكبر السابق لليهود الشرقيين (السفارديم) في (إسرائيل)، "يوسف عوفاديا"، بيهودية الفلاشا في العام 1973، بإعلانهم قبيلة من سلالة سبط "دان".

لكن اليهود من الأصل الإثيوبي يختلفون عن بقية اليهود في العالم من عدة نواح، رغم أن التيار الإثيوبي من الديانة اليهودية أحد أقدم فروع اليهودية.

ورغم أن دولة الاحتلال ترفع شعارات يهودية الدولة، فإن تقريرا نشره مكتب الإحصاء المركزي في (إسرائيل) عام 2017 كشف عددا من الأرقام والحقائق المهمة المتعلقة بالحالة الاجتماعية والاقتصادية ليهود الفلاشا.

يبلغ عدد الإسرائيليين من أصل إثيوبي حوالي 140 ألف شخص، أي قرابة 2% من إجمالي التعدد السكاني لـ(إسرائيل)، ولد أكثر من 85 ألفا منهم في إثيوبيا.

ويعاني يهود الفلاشا من الانغلاق والانعزال النسبي، وتعقد 88% من حالات الزواج بشكل داخلي بينهم، أي أنهم عادة لا يتزوجون إلا من بعضهم.

ويحصل 55.4% فقط من طلاب المدرسة المنحدرين من إثيوبيا على الشهادة الثانوية، ولا يحصل إلا 39% منهم على الشروط اللازمة للالتحاق بالجامعات.

وأظهرت دراسة أعدها مركز "توبة" للبحوث الاجتماعية العام 2015 أن متوسط الدخل الشهري لعائلات اليهود الإثيوبيين أقل بنسبة 35% بالمقارنة مع المجموعات الأخرى في (إسرائيل).

ويمارس غالبية يهود الفلاشا أعمالا منخفضة الأجور لا تحتاج إلى تأهيل علمي، مثل النظافة وقطاع الأغذية.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الفلاشا القادمين خلال الموجة الأولى من هجرتهم وحتى موجات تالية لا يتقنون اللغة العبرية ولم يتمكنوا من التأقلم مع المجتمع رغم برامج الاندماج التي أطلقتها الحكومة.

ويعتبر أبناء الجالية أن الإسرائيليين لا يزالون ينظرون إلى المهاجرين الإثيوبيين نظرة فوقية لدواعي شتى، أحدها لون البشرة.

ويتهم الفلاشا الإسرائيليين "البيض" بممارسة "التمييز العنصري النظامي الممنهج" بحقهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية رغم أن (إسرائيل) تقدم نفسها أنها تسترشد بقيم الديمقراطية والتعددية والمساواة.

ويرى الإثيوبيون أن الشرطة تتعامل معهم بالعنف التعسفي وتستخدم القوة المفرطة ضدهم.

إضافة إلى ذلك، يؤكد الإثيوبيون أنهم يعانون من التفرقة العنصرية في التعاملات اليومية، مشيرين إلى أن العنصرية والتمييز يعيقان تطور مجتمعهم ككل، ويبقيانهم عند مستوى اجتماعي اقتصادي منخفض.

ويقول الفلاشا إنهم يتعرضون للاضطهاد على غرار الأمريكيين من أصول إفريقية، رغم أن أسلافهم لم يكونوا أبدا عبيدا لدى ذوي البشرة البيضاء، بل قدموا إلى إسرائيل طبقا لـ"قانون العودة" مثلما وصل اليهود من أي بلدان أخرى.

ومن اللافت في السياق، أن متظاهرين شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في (إسرائيل) عقب مقتل الشاب الإثيوبي "سولومون تاكه" (18 عاما) برصاص شرطي في مدينة حيفا يوم 29 يونيو الماضي، رددوا شعار "حياة السود مهمة" (Black lives matter) الذي رفعه المحتجون ضد العنصرية في الولايات المتحدة.

وقال أحد المتظاهرين: "نخشى من أن حياتنا لا تساوي شيئا، يخشى الشباب من التقاء الشرطة في الشارع. نواجه العنصرية يوميا، لا يوظفون الإثيوبيين ولا يؤجرونهم المنازل ، ولا يُسمح لهم بدخول الحانات خلال عطلات نهاية الأسبوع".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العنصرية الإسرائيلية

يهود الفلاشا يقطعون طرقا بإسرائيل ويهتفون: فلسطين حرة

مظاهرات يهود الفلاشا بإسرائيل.. هربوا للجنة فصدمتهم العنصرية

القسام: إسرائيل تتجاهل قضية أسير إثيوبي في غزة

تصاعد حدة التحريض والكراهية بإسرائيل ضد اليهود من أصل إثيوبي

قناة إسرائيلية: الموساد عمل داخل السودان لنقل يهود إثيوبيا

قصة منتجع الموساد بالسودان الذي حولته نتفليكس إلى فيلم

‏تركيا تستضيف مؤتمرا دوليا حول "الأبارتايد" الإسرائيلي

الحاخامية الإسرائيلية تعترف بيهودية جماعة من الطائفة الإثيوبية

إسرائيل تصادق على جلب 2000 اثيوبي من سلالة الفلاشا مورا