سورية تروي ويلات اعتقالها وتعرضها للاغتصاب بسجون الأسد

الاثنين 8 يوليو 2019 08:30 م

كشفت سجينة سابقة جرى اعتقالها من قبل السلطات السورية، عن تعرضها لانتهاكات وحشية واغتصاب متكرر خلال فترة اعتقالها على خلفية تقديمها الرعاية الطبية لعدد من جرحى التظاهرات، في بداية الثورة.

ودفعت "مريم"، السيدة المتزوجة والبالغة من عمرها 33 عاما، ثمنا باهظا بدون ذنب ارتكبته أدى بها لمحاولة الانتحار مرارا بسبب ما لاقته داخل السجون ومن المجتمع بعد الإفراج عنها.

وجرى اعتقال مريم في سبتمبر/أيلول عام 2012، حيث وصلت دورية من "الشبيحة" في الصباح الباكر، ووضعوها في سيارة مصفحة كانت تقل 4 شابات أخريات وامرأة عجوزا.

واقتحم الشبيحة منزلها في مدينة حماة (وسط)، بلا طرق على الأبواب، وهجموا على الغرف باحثين عنها، ثم اقتادوها بلباس المنزل دون حتى أن يسمحوا لها بارتداء الحجاب، لتبدأ المعاناة.

وتقول "مريم" واصفة تلك اللحظات: "تذكرت مشهد اعتقال أخي وكيف كان ينزف بعد ضرب رأسه في السيارة، صرت أفكر في أبنائي الذين تركتهم خلفي وأنا ماضية للمجهول".

وبعد نصف ساعة وصلت "مريم" ومن معها من المختطفات لأحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام وفوجئت هناك باستقبال كان كافيا كي تدرك هول ما هي مقدمة عليه.

تضيف: "استقبلونا هناك بعبارة (جاءت الإرهابيات) ثم دخلنا على شخص يدعى المقدم سليمان، وكان يأكل الفستق ويبصق علينا، ويتفوه بكلام بذيء بحقنا".

وسرعان ما اقتادت عناصر النظام المختطفات إلى قبو تحت الأرض بطابقين وبدأوا بتصويرهن، وأجبروهن على خلع الملابس بحجة التفتيش.

وتوضح "مريم" وفقا لوكالة "الأناضول" التي نقلت روايتها: "بدأوا بتعذيبنا عن طريق الشبح (وهو وسيلة تعذيب يتم فيها ربط المعتقل من ذراعيه على ارتفاع بحيث لا تكاد تلامس أقدامه الأرض ويبقى معلقا لفترات طويلة)، وكان يوجد نساء ورجال في غرفة التعذيب".

وتذكر السيدة السورية أن أحد الرجال المعتقلين بجانبها طلب من المحققين أن يتركوها ويعذبوه بدلا منها، وتستطرد: "هنا تعالت قهقهات الجلادين ساخرة، وانهالوا على كلينا بالضرب المبرح".

وتقول "مريم" إنها تعرضت خلال اعتقالها، إضافة للشبح، إلى ضرب شديد بالقضيب المعدني، وفقدت بعض أسنانها جراء الضرب المتكرر على وجهها.

وعن الحوادث التي عايشتها في المعتقل، أفادت أنها سمعت شابا كان يتوسل إلى المحقق للتوقف عن ضربه، وبعد قليل سمعت الجلاد وهو يقول للمحقق لقد مات، فما كان من الأخير إلا أن أمر الجلاد بأن يأخذه ويرميه، وشاب آخر اشتكى الجوع فأخذوه إلى المرحاض وأجبروه على تناول القذارة.

وفي خضم تجربتها، تقول "مريم" إنها "يئست من الحياة ونسيت حتى أولادي وكان الموت مبلغ أماني على البقاء ليوم إضافي في المعتقل".

وكان برنامج التعذيب كما تقول "مريم": "يوم شبح و3 أيام ضرب، وفي إحدى المرات كان المحقق يشرب المتة (نوع من الأعشاب)، وبيده القضيب المعدني فسكب الماء الساخن علي، إلا أنني ومن شدة الخوف لم أشعر به".

وتم وضع المعتقلات الست في الطابق السفلي تحت الأرض في زنزانة مساحتها متر في متر، وكان هناك ضوء أحمر صغير مزعج، وصوت تنقيط المياه يعذبهن، وكان يتم اقتياد كل واحدة منهن على حدة للتحقيق.

"الأكل كان مرة باليوم، واالذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة مرة باليوم كذلك، في الوقت الذي يختارونه هم وليس نحن".

وتقول: "أضربت عن الطعام لأربعة أيام فنزل أحد الضباط وسألني عن سبب انقطاعي عن الأكل، فأخبرته أني أريد الخروج، فسألني مجددا ماذا تريدين أن تأكلي، فأجبته ساخرة كرسبي (دجاج مقرمش)، لم أكد أنهي الكلمة حتى انهالوا علي بالضرب".

وعن حالات الاغتصاب تروي "مريم": "بعد الساعة 12 ليلا كانوا يأخذون الفتيات وكنت منهن، ويتم اغتصابنا، إحدى صديقاتي فقدت عذريتها، كما اغتصبوا امرأة عمرها 55 سنة".

وتقول "مريم" أنها كانت "تتضرع للجلادين ألا يغتصبوها من أجل الله والنبي"، لكنهم كانوا يقولون لها في تهكم: "الله ليس موجودا والنبي في إجازة".

وأخيرا خرجت "مريم" في صفقة تبادل، معتقدة أن أهلها وزوجها سيتقبلونها بشوق، لكن العكس الذي حصل، وقالت إن الأهل والمجتمع تنكروا لها، ما جعلها تتمنى لو ماتت داخل أقبية التعذيب ولم تر النور مجددا، بحسب تعبيرها.

وبحسب "الأناضول"، كانت "مريم" في حالة نفسية متردية للغاية لدى وصولها إلى تركيا، وحاولت الانتحار 3 مرات، قبل أن تخضع للعلاج النفسي.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

سوريات اعتقال السوريات المرأة السورية

سورية تروي ويلات اعتقالها وتعرضها للاغتصاب بسجون الأسد

مأساة اعتقال بطلة شطرنج سورية وزوجها وأطفالها بسجون الأسد

في يوم المرأة العالمي.. سوريات يروين تفاصيل التعذيب والاغتصاب بسجون «الأسد»

مغتصبات في سجون «الأسد» يروين معاناتهن.. طال الأطفال والكهلات

سورية تروي ويلات اعتقالها وتعرضها للاغتصاب بسجون الأسد

ممثلة هندية تتهم رجل أعمال باغتصابها بعينيه

ألمانيا تعد لأول محاكمة لمسؤولين سوريين سابقين بتهمة التعذيب

محكمة ألمانية تفضح الجرائم ضد الإنسانية بسجون الأسد

لاجئون سوريون بألمانيا يقاضون نظام الأسد لارتكاب عمليات اغتصاب في سجونه