أثار قرار المحكمة العليا في جنوب أفريقيا بتوقيف الرئيس السوداني «عمر البشير»، ومنعه من الخروج من البلاد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أثار الجدل حول إلغاء الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» زيارته إلى جوهانسبرغ لحضور القمة الإفريقية.
وبحسب مصادر مصرية مطلعة، فإن «جهات سيادية في مصر حذرت السيسي من خطورة السفر لجنوب إفريقيا، وبأن مصيره كان سينتهى إلي نفس مصير البشير». وذلك بعد أن أصدرت محكمة بريتوريا العليا، أول أمس، قرارا بعدم مغادرة الرئيس السوداني البلاد، قبل أن يغادر متوجها إلى الخرطوم.
وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت إلغاء الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» مشاركته في القمة الأفريقية واجتماعات دول نيباد المقررة الأحد في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، وقال «علاء يوسف»، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، لـ«بي بي سي» إن «السيسي فضل البقاء في مصر لمتابعة الأوضاع الداخلية في البلاد».
وأكد «يوسف» أن «متابعة السيسي للمشروعات المختلفة وتطورات الأوضاع في مصر هو ما أثناه عن المشاركة في القمة الأفريقية وليس لأي سبب آخر».
من جانبه، قال «محمد سودان»، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»: «لولا مخاوف السيسي فعلا من الاعتقال لذهب بنفسه وما أرسل رئيس الوزراء إبراهيم محلب»، مشيرا إلى أن «الدعوى رفعها مكتب المحامي طيب علي ورودني ديسكون من طرف جماعة الإخوان المسلمين في لندن».
وأضاف «سودان» في تصريحات صحفية، أن الدعوة التي رفعها محامى الإخوان في لندن كانت أمام محكمة حقوق الإنسان منذ حوالي 3 أسابيع، وكان حاضرا فيها محاميو «السيسي» كي يدافعون عنه، لافتا إلى أن المحكمة تسلمت كل الأدلة التي تدين «السيسي».
واعتبر «سودان» إجبار «السيسي» على عدم التوجه لجنوب إفريقيا بأنها «خطوة للأمام في تحجيم السيسي دوليا»، لكنه أضاف أن «الأمر يحتاج المزيد من الجهد في محاكم العالم خاصة أن هناك العديد من الجرحى والشهداء والمعتقلين الذين أضيروا من هذا الانقلاب، ولكن للأسف المحاكم تأخذ وقتا طويلا للتحقيق في هذه القضايا»، وفق قوله.
من ناحيته، قال الإعلامي المصري «عمرو أديب»، إن جهازا أمنيا حذر الرئيس «عبدالفتاح السيسي» من السفر إلى جنوب أفريقيا، بزهم أن هذه الزيارة «قد تسيء له»، وأضاف خلال برنامجه «القاهرة اليوم»: «في جهاز محترم في مصر اشتغل، وجاب معلومة إن الزيارة دي هيبقى فيها حاجة ريحتها وحشة، عملية أمنية أو مؤامرة أو عملية جسدية أو أي حاجة تسيء للرئيس». مشيرا إلى أن «أكثر من انزعج من إلغاء هذه الزيارة هم جماعة الإخوان المسلمين، الذين كانوا يعدون فخا للسيسي في جوهانسبرغ»، على حد زعمه.
يُشار إلى أن الرئيس المصري كان قد ألغى زيارته إلى جنوب إفريقيا، بعدما كان مقررا مشاركته في قمة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية. ويأتي ذلك في وقت ترددت فيه معلومات عن تحرك منظمة حقوقية في جنوب أفريقيا بطلب للسلطات هناك بالقبض على «السيسي» حال وصوله إلى البلاد، لارتكابه «جرائم حرب»، بحسب المنظمة، كما تم تجاه الرئيس السوداني «عمر البشير».