رسائل أردنية ”ملغومة“ إلى السعودية و«الدولة الإسلامية» والسلطتين السورية والعراقية

الثلاثاء 16 يونيو 2015 06:06 ص

قالت الكات بالصحفي «عبدالباري عطوان» أن العاهل الأردني الملك «عبد الله» الثاني فاجأ مواطنيه، ودول الجوار على حد سواء، بإعلانه رسميا عن دعم العشائر السنية في شرق العراق وجنوب وسورية، ويعتقد معظم المراقبين السياسيين أن حديث الملك «عبد الله»، الذي جاء أثناء لقائه مع شيوخ ووجهاء منطقة البادية الأردنية المحاذية لسورية، هو تمهيد لتسليح هذه العشائر، وإعادة التذكير بما طرحه قبل سنوات حول خطر الهلال الشيعي، وللانتقال إلى مرحلة أخطر في الحرب على «الدولة الإسلامية».

زيارات العاهل الأردني وخطاباته تأتي دائما مرتبة لتحقيق أهداف سياسية، داخلية أو خارجية والتمهيد لخطوات قادمة، خاصة إذا كانت موجهة للعشائر البدوية التي ما زالت تشكل العمود الفقري للحكم الأردني، وتعتبر مؤسسة سياسية لها كلمة قوية في تركيبة الحكم، وضمان أمنه واستقراره واستمراره.

وأكد في مقال له بصحيفة «رأي اليوم» أن الحديث، وبكل هذا الوضوح، عن دعم العشائر السنية في العراق وسورية، التي لها امتدادات قوية في الأردن يتزامن مع خطوة أخرى لها معاني سياسية عميقة، وهي تسليم الراية الهاشمية من قبل العاهل الأردني إلى قيادة الجيش، ورئيس هيئة أركانه الفريق أول «مشعل الزبن»، وسط احتفال كبير حضرته العائلة الحاكمة، وعدد كبير من كبار المسؤولين والوزراء ورجال الدولة.

هذه الراية ذات اللون القرمزي المكتوب عليها «لا اله الا الله محمد رسول الله» مع عبارتي البسملة والحمد والنجمة السباعية، هي الراية نفسها التي حملها الشريف «حسين بن علي» أثناء الثورة العربية الكبرى، وتجسد المرجعية الهاشمية، مرجعية آل البيت.

يقول «عطوان» أن الرسالتين على درجة كبيرة من الأهمية؛ فقد اختار العاهل الأردني توجيههما لأكثر من طرف مثل النظامين في سورية والعراق، و«الدولة الإسلامية» التي تسيطر على نصفيهما، وتهدد بالتمدد إلى الأردن، كما هي رسالة قوية أيضا الى المملكة العربية السعودية التي تمر علاقاتها بالأردن بمرحلة يمكن وصفها بأنها أكثر من الفتور واقل من التوتر، خليط من الإثنين معا.

وأشار الكاتب أن الأردن الرسمي، قبل الشعبي، يعيش حالة من القلق من تفاقم سوء الأوضاع الاقتصادية وزيادة العجز في الميزانية العامة (مليارا دولار)، وتصاعد الدين العام للدولة (30 مليار دولار)، وحالة الغلاء الكبيرة التي تسود البلاد، جراء إقدام الحكومة على رفع الدعم عن المواد الأساسية مثل المحروقات، وقريبا الخبز، وفرض ضرائب عالية على سلع اخرى، في محاولة يائسة لسد هذا العجز، ووقف تصاعد أرقام الدين العام.

وما زاد من حالة القلق هذه أن الدول الخليجية الحليفة الرئيسية للأردن لم تتجاوب مع نداءات الاستغاثة التي أطلقها العاهل الأردني، إلا بقدر محدود، بينما انهالت المليارات الخليجية على مصر أثناء مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الاستثماري في شهر آذار (مارس) الماضي، ومن المفارقة أن هذا التجاهل أدى الى تقارب كبير بين مصر والأردن في مواجهة التحالف الثلاثي السعودي التركي القطري.

التطورات الخارجية، وفي الجوار الأردني مصدر قلق من نوع آخر، فقوات «الدولة الإسلامية» باتت على مرمى حجر من الأراضي الأردنية، وتفجيرها قبل بضعة أشهر لمعبر طريبيل الحدودي مع العراق في عملية انتحارية، كان إنذار فهمته الحكومة الأردنية بشكل جيد، وعلى الجبهة السورية الجنوبية سيطرت «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» على جميع المعابر الحدودية السورية الأردنية، وباتت تشكل قوة مسيطرة على الأرض في محافظة درعا المقابلة للأراضي الأردنية. 

ويضيف «عبدالباري عطوان» أن «جبهة النصرة» هي الواجهة الرئيسية لجيش «الفتح» المدعوم من المثلث القطري السعودي التركي الذي لا يكن للأردن الكثير من الود.

في ظل الشح المالي الخليجي، وتفاقم الأخطار على الجبهتين الشرقية والشمالية، وجد الأردن نفسه في موقف حرج للغاية أجبره على التحرك وبسرعة، وكان عنوان هذا التحرك تسليح العشائر لمواجهة خطر الإسلام السياسي المتشدد، وخلق درع لحماية حدوده، أو خط دفاع أول بالأحرى، وتطوير عقيدة الجيش الأردني القتالية من خلال إعادة إحياء الموروث الهاشمي بقوة من خلال التلويح بالراية الهاشمية، على حد قول «عطوان».

وأشار أن الأردن مقدم على دور أكثر قوة وفعالية وخطورة، في الحرب على «الدولة الإسلامية» على وجه الخصوص، يتمثل في الانتقال إلى الحرب البرية بعد انهيار الجيش العراقي، وتأكيد «اشتون كارتر» وزير الدفاع الأمريكي أنه جيش لا يملك الرغبة أو الإرادة في مواجهة «الدولة الإسلامية». واعتبرت أن تسليح الأردن للعشائر السنية بالتزامن مع إرسال الولايات المتحدة لأكثر من 450 خبيرا عسكريا إلى منطقة الانبار هو إحياء لسيناريو قوات «الصحوات» الذي تعود حقوق الملكية فيها للجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية في العراق عام 2006 و2007، لمواجهة تمدد تنظيم «القاعدة» في حينها.

  كلمات مفتاحية

الأردن السعودية الدولة الإسلامية سوريا العراق تسليح العشائر السنية الراية الهاشمية الملك عبدالله الثاني

ملك الأردن يؤكد على واجب بلاده في دعم العشائر شرقي سوريا وغربي العراق

استدعاء «الراية الهاشمية» .. الدلالة والرسالة؟

الأردن والسعودية نحو دعم العشائر العراقية

ما الذي تريده الأردن بتوجهها إلى إيران؟

«عشائر الأنبار»: الحكومة توفر كل الدعم لميليشيات «الحشد الشعبي» ودعمها للعشائر ”مخجل“

«الدولة الإسلامية» يفاوض عشائر الرمادي لوقف دعمها للجيش العراقي

الأردني يسأل: هل تتمدد المملكة الهاشمية؟

رفع الراية الهاشمية و«قلب الشماغ» البدوي الأردني

مرة أخرى عن «طوفان الأسئلة والتساؤلات» !

الأردن لـ«نظام الأسد»: احقنوا دماء شعبكم بدلا من كيل الاتهامات لدول أخري

الأردن ليس امبراطورية ليضم غرب العراق وجنوب سوريا ويفتح ممرات آمنة لدروز سوريا

القصة الكاملة لمداولات «التوسع الهاشمي»

الإعلان عن «خلية فيلق القدس» .. الأردن يعود للسعودية ويغلق ملف التقارب مع إيران

الأردن متخوف من «التصعيد السعودي» وينقل مقترحات للنزول عن شجرة «عاصفة الحزم»

تفاهمات «تبادل المنفعة» بين «محمد بن نايف» ومسؤولين أردنيين

هل يدخل الأردن الحرب في اليمن؟