كشفت مصادر عشائرية عراقية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يفاوض عددا من شيوخ عشائر الرمادي، لوقف دعمها للجيش، مقابل مبالغ كبيرة والعفو عن أبنائهم، لكنها رفضت العرض.
وقد استعرض رئيس أركان الجيش العراقي الفريق «بابكر زيباري» مع قائد العمليات المشتركة في العراق وسوريا، الجنرال «جيمس تيري» التحضيرات الجارية لتحرير الموصل، بالتزامن مع اجتماع تنسيقي مهم لوزيري الدفاع والداخلية في الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان بحضور السفير الأميركي في بغداد.
وقال أحد شيوخ العشائر في الرمادي، طالباً عدم نشر اسمه لصحيفة «الحياة» اللندنية أمس، إن تنظيم الدولة الإسلامية حاول «رشوة عدد من رجال عشائر المدينة التي تقاتل الى جانب القوات الأمنية فعرض عليهم مبالغ مالية كبيرة، وعفواً عن أبنائهم مقابل تخليهم عن السلاح والانسحاب من مواقعهم القتالية، ولكن العشائر رفضت هذا العرض بشدة».
وأشار إلى أن «أبرز العشائر التي تقف الى جانب القوات الأمنية وتحمي مجلس المحافظة عشيرتا البوعلوان والبوفهد، وقد حاول داعش رشوتهما بعدما فشل في السيطرة على الرمادي».
على الجانب الآخر، واصل التنظيم هجماته على قضاء حديثة وناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت لليوم الخامس على التوالي، في محاولة لتوسيع نفوذه في المحافظة التي يسيطر بالفعل على ثلثي مساحتها.
وصرح «شعلان النمراوي»، أحد شيوخ عشائر هيت بحسب ذات المصدر، إن «القوات الأمنية وعشائر البونمر والجغايفة صدت هجوماً لداعش على منطقة البوحياة شرق حديثة، وتم إجبار المهاجمين على الانسحاب». مضيفًا أن «قوات من عمليات الجزيرة والبادية تمكنت من السيطرة على الجسر الوحيد الذي يربط ناحية البغدادي بالقرى الواقعة شمال الناحية وشرقها حيث يحاول التنظيم منذ أيام السيطرة عليها».
من جانبه، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أمس إحكام سيطرته على منطقة «وادي حوران» الواقعة بين جنوب حديثة وقرية جبة، شرق الرمادي، وقال إنه يحاصر ناحية البغدادي وقاعدة عين الأسد، حيث المستشارون الأميركيون وآلاف الجنود العراقيين.
في غضون ذلك، التقى «زيباري» الجنرال «تيري»، واستعرضا التحضيرات لتحرير الموصل والتنسيق الأمني لمواجهة الدولة الإسلامية. وأوضح لوزارة الدفاع أمس الجمعة أن «الاجتماع ركز على استكمال استعدادات الفرق الخاصة بتحرير الموصل، من حيث التسليح والتجهيز والتدريب بإشراف أميركي». وأضاف أن «زيباري ثمّن الجهود التي يقدمها التحالف الدولي للعراق في محاربة تنظيمات داعش ، كما ثمن التعاون والتنسيق بين الجانبين في كل المجالات التي تهدف إلى تطوير قدرات الجيش العراقي القتالية والاستفادة من الخبرات الأميركية في المجالات التسليحية والتدريبية».
بدورها، عقدت اللجنة الوزارية الأمنية المشتركة بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان اجتماعها التنسيقي الأول في مقر وزارة الدفاع في بغداد لتفعيل وتنسيق العمل الأمني في حضور وزيري الدفاع والداخلية و السفير الأميركي لدى العراق.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع أن «الاجتماع بحث في تفعيل التنسيق الأمني بين الجانبين لمواجهة عصابات داعش، كما تم خلاله الاتفاق على محاور مهمة وضرورية من أجل تحقيق مصلحة الشعب العراقي بأكمله».
جدير بالذكر أيضًا أن وزير الدفاع العراقي «خالد العبيدي»، ونائب رئيس الجمهورية «أسامة النجيفي» قد قاما أمس، بزيارة قوات «البيشمركة» المرابطة في محور كوير/مخمور، جنوب الموصل، للاطلاع على المعارك الدائرة هناك.