كشفت الكاتبة الفرنسية "ماريان فرانس"، أن عددا من منتقدي ومعارضي المفكر الإسلامي السويسري "طارق رمضان"، يشتبه في تواطؤهم في قضية تهم الاغتصاب التي تلاحق الرجل في فرنسا وخارجها.

وقالت "ماريان" في مقال رأي بمدونة موقع "ميديا بارت" الاستقصائي الفرنسي،  إن العلاقات والاتصالات العديدة بين هؤلاء الأشخاص والمدعيات ضد "طارق رمضان"، تأكدّت من خلال العديد من العناصر الموجودة في ملف هذه القضية.

وأشارت إلى أن أكثرهم معارضة وانتقادا لـ"طارق رمضان" هي الصحفية والناشطة النسوية "كارولين فورست"، التي كانت من بين الأوائل الذين أخذوا الكلمة على بلاتوهات عدة قنوات تليفزيونية مباشرة، بعد انفجار قضية اتهام "طارق رمضان" بالاغتصاب من قبل المدعية الأولى ضده "هندة العياري".

وذكرت بأن "كارولين فورست" قالت في البداية إنها لا تعرفها (هندة)، كما نفت كذلك أي صلة بـ"بول-إيما- آلين" (كريستيل) المدعية الثانية ضد "طارق رمضان".

لكن التحقيق أثبت أن السيدة "فورست" تواصلت هاتفياً 156 مرة مع "هندة العياري" و116 مرة مع "بول-إيما- آلين"؛ وذلك قبل 6 أشهر من تقديم السيدة "العياري" شكواها الأولى في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017.

والأمر اللافت- وفق المقال – هو التحليلات التي سمحت بالوصول إلى محادثات المدعية "بول-إيما- آلين" على سكايب والتي كشفت عن محتوى نقاش غريب للغاية، إذ صرحت المدعية أن "كارولين فورست" جزء من "خطتها" لإسقاط "طارق رمضان".

وشارك "طارق رمضان" ذلك المقال على صفحته و ترجمته "القدس العربي" قبل أن يحذفه "ميديا بارت" بعد ذلك بوقت قصير بحجة أنه "لا يحترم ميثاق المشاركة".

ورغم طلب محامي "طارق رمضان"، "إيمانويل مارسيني"، من قضاة التحقيق في القضية، الاستماع إلى أقوال "كارولين فورست"، فإن ذلك لم يحصل حتى الآن، كما أن تفاصيل المكالمات التليفزيونية بين الناشطة النسوية والمدعيتين على "رمضان" بالاغتصاب "هندة العياري" و"بول-إيما- آلين"، لم يتم إضافتها إلى ملف التحقيقات، وفق المقال.

وأيضاً- حسب المقال- كانت "كارولين فورست" على تواصل مع "ماجدة البرنوصي" المدعية على "طارق رمضان" في بلجيكا، بالإضافة إلى المدعية ضده في سويسرا "بريجيت" للإعلام و"ميمونة" على الشبكات الاجتماعية.

وبالإضافة إلى "كارولين فورست"؛ يعتقد أن الإسرائيلي الفرنسي المثير للجدل "جان كلود الفاسي"، لعب هو الآخر دورا كبيرا في تنظيم شكاوى ضد "طارق رمضان".

ففي أغسطس/آب 2017 ، قبل 3 أشهر من بدء القضية، نشر هذا الأخير إعلانا على مدونته يطلب فيه من نساء بتقديم إليه شهادات حميمية تسمح بتشويه سمعة "طارق رمضان".

ولطالما كان "جان كلود الفاسي" على اتصال بـ"هندة العياري" التي تنشر بانتظام صورا لهما.

وكان "جان كلود الفاسي" أيضا على اتصال مباشر وغير مباشر مع المدعية السويسرية قبل وبعد إقناعها بتقديم شكوى في أبريل/نيسان 2018 ضد "طارق رمضان" بتهمة الاغتصاب، كما ورد في المقال.

"آلان سورال" أيضا، الذي كانت "هندة" تذكره دائماً في رسائلها الموجهة إلى "طارق رمضان"، سبق أن أشارت له في رسائلها بأن لديها علاقة مع "سورال" وأن الأخير طلب منها أن تنصب فخاً للمفكر الإسلامي السويسري.

ويبدو أن "سورال" كان عشيقاً للمدعية ضد "طارق رمضان" في بلجيكا "ماجدة البرنوصي" والتي يبدو أنها كشفت في أحد إيميلاتها أنه طلب منها أيضا نصب فخ لـ"طارق رمضان".

ورغم ذلك لم يستمع قضاة التحقيق إلى الأشخاص الثلاثة سالفي الذكر؛ بينما استمعت الشرطة إلى الصحفية بـbeurfm "نصيرة منادي" ( فانيسا)، والتي كانت على تواصل مع "هندة العياري" 57 مرة عبر الهاتف، و51 مرة مع "بول ايما-آلين"، في الفترة بين مايو/أيار ونوفمبر/تشرين الثاني 2017، أي 6 أشهر قبل تقديم الشكاوى، كما يوضح المقال دائماً.

وخلص المقال إلى أنه في حالة مثل تلك المتعلقة بقضية "طارق رمضان"، حيث كان أو مازال العديد من معارضيه الكبار المعروفين على اتصال مع أصحاب الشكوى، من المشروع طرح سؤال: هل هذا الملف سياسي بالدرجة الأولى؟ ولماذا تغيب شخصيات حاضرة بقوة في الملف عن الإجراءات القضائية واستجوابات وسائل الاعلام؟

في قضية كهذه ذات تأثير عالمي، كيف يمكن أن نفسر أنه لا توجد صحيفة أو صحفي استقصائي، ولا حتى موقع "ميديا بارت"، قد بحثوا في دور هؤلاء الأشخاص الحاضرين في الملف والغائبين عن التحقيق واحتمالية تواطؤهم السياسي الكبير؟ تتساءل الكاتبة.

وقد أعاد "طارق رمضان" نشر هذا المقال على صفحته على "فيسبوك" وأرفقه بمقولة شهيرة للكاتب والروائي الفرنسي المؤثر "إميل فرانسوا زولا": "الحقيقة تتقدم ولا شيء سيوقفها".