معارضون سوريون يضعون نصب أعينهم مدينة حلب المقسمة

السبت 20 يونيو 2015 03:06 ص

يقول معارضون سوريون إنهم بدأوا حملة لتحقيق السيطرة الكاملة على مدينة حلب المقسمة وهي أكثر المدن السورية تعدادا للسكان قبل أن تصبح ميدانا رئيسيا في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.

ولم يتمكن أي جانب من السيطرة على المركز التجاري الرئيسي لسوريا الذي يبعد 50 كيلومترا عن تركيا منذ اندلاع معركة هناك في عام 2012 حولت مركزها التاريخي المدرج في قائمة مواقع التراث لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى خراب.

واحتمال شن هجوم من جانب المعارضة في المدينة مؤشر واضح على تغير في قوة الدفع في غير مصلحة حكومة الرئيس «الأسد» التي خسرت مساحات من الأرض لصالح مقاتلي المعارضة في الشهور الأخيرة في شمال غرب البلاد وفي الشرق والجنوب.

ومنذ أربعة أشهر فقط كان الجيش والميليشيات المتحالفة معه يشنون هجوما كبيرا على مناطق تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب. والآن يزعم المعارضون أن زمام المبادرة أصبح في أيديهم.

وقال «ياسر عبدالرحيم» -وهو أحد قادة مقاتلي المعارضة ويوجه غرفة عمليات مشتركة شكلت في أبريل/نيسان لاستعادة حلب التي تسيطر عليها الحكومة- إنه يمكن القول أن معركة حلب الكبرى بدأت في مراحلها التمهيدية.

وقال «عبدالرحيم» عضو حركة «نور الدين الزنكي» المعارضة أن هناك ضربة نهائية حاسمة ستطرد النظام من حلب وتحرر المدينة بالكامل. وكان يتحدث لقناة تلفزيون حلب اليوم التابعة للمعارضة.

وإذا سقطت المدينة فسيكون ذلك ضربة قوية للأسد ويقلص سيطرته على حزام رئيسي من الأراضي يمتد شمالا من دمشق إلى ساحل البحر المتوسط. وسيعمق هذا تجزئة سوريا الفعلية بين غرب يديره «الأسد» ومناطق اخرى يسيطر عليها خليط من الجماعات المسلحة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، أن المعارضة سيطرت على بعض الأراضي في مناطق تسيطر عليها الحكومة في المدينة وفي مناطق تقع إلى الشمال منها.

وقال «رامي عبدالرحمن» مدير المرصد «إنهم يحاولون الآن أن يحتشدوا حول حلب ولكن حتى الآن لم يحققوا تقدما كبيرا».

وحقق تحالف من جماعات المعارضة بينهم أطراف تتلقى مساعدات غربية يقاتلون تحت راية الجيش السوري الحر تقدما صغيرا لكنه ملحوظ في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة في حلب هذا الأسبوع.

ويقول الجيش إنه صد الغزوة في منطقة الراشدين في أول تقدم للمعارضة إلى قلب المنطقة السكنية التي تسيطر عليها الحكومة في أكثر من عامين.

وكانت المعارضة تقصف أيضا مناطق تسيطر عليها الحكومة لم تكن اعتادت في السابق على مستوى التدمير الذي لحق بأجزاء تسيطر عليها المعارضة في المدينة.

ويقول المرصد إن أكثر من 30 شخصا قتلوا في قصف للمعارضة هذا الأسبوع في أكثر هجوم منفرد دموية من نوعه هناك منذ بداية الحرب.

ويقول مسؤولون حكوميون إنهم مازال لديهم ثقة. وقال مصدر عسكري حكومي أن المعارضين تلقوا في الآونة الأخيرة مدفعية قادرة على تدمير مبان لكن مازال ينقصهم القدرة على «عمل شيء له أهمية استراتيجية في حلب ... لأن الجيش مستعد».

لكن مع خسارة القوات الحكومية والميليشيات التي تقاتل معها أراضي في مناطق أخرى يرى دبلوماسيون أن سقوط حلب احتمال حقيقي. وقال أحدهم إنها «لن تكون مفاجأة كبيرة».

تغير في القوة الدافعة

انضمت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون وعرب إلى الحرب المتعددة الأطراف في سوريا العام الماضي بإطلاق حملة ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» أقوى الجماعات الإسلامية السنية التي تقاتل «الأسد».

وتعارض واشنطن أيضا حكومة «الأسد» وتقول إن إستراتيجيتها تقوم على اكتساب المعارضة ‘‘المعتدلة’’ قوة لمحاربة «الدولة الإسلامية».

وقال أكبر جنرال أمريكي هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون احتمال أن يقلص «الأسد» تركيزه قريبا على الدفاع عن مناطق محدودة من البلاد.

ومنذ أواخر مارس/آذار فقدت الحكومة سيطرتها على كل محافظة إدلب تقريبا لصالح تحالف معارضين بينهم جبهة النصرة. وفي الجنوب تقدم تحالف المعارضة تحت راية الجيش السوري الحر. وحققت «الدولة الاسلامية» مكاسب على حساب «الأسد» واستولت على مدينة تدمر بوسط سوريا.

وقال زعيم جماعة معارضة في الشمال إن ضخ دعم عسكري أجنبي في الشهرين الاخيرين كان مؤشرا على «قرار دولي» بزيادة الضغط على الأسد. وقال القائد الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب الحساسية السياسية للإقرار بمساعدات دولية سرية إن المساعدات الاجنبية أفادت مجموعات المعارضة ومن بينها «أحرار الشام» الاسلامية المتشددة.

وقال قائد الجماعة المعارضة: «النظام منهك. لا يمكنه أن ينهي معاركه سواء مع المعارضة أو مع داعش (الدولة الاسلامية)».

من ناحية اخرى فإن حلفاء «الأسد» وجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران تساعد الجيش على طرد المعارضة من منطقة الحدود مع لبنان - وهي حيوية لتأمين سيطرة «الأسد» على المنطقة الغربية.

وكان اندفاع المعارضة في ميدان المعركة أنهى طريقا مسدودا منذ فترة طويلة ويعتقد مسؤولون غربيون أن زيادة الضغط على «الأسد» سيفتح أخيرا نافذة للدبلوماسية. وفشلت الجهود السابقة في فتح أي عملية سلام قابلة للتطبيق في حرب قتل فيها ربع مليون شخص ونزح ثمانية ملايين من ديارهم، ومازالت مصادر قريبة من «الأسد» ترى أنه لا يوجد حل دبلوماسي.

خطر الدولة الاسلامية

مازال هجوم المعارضة في حلب يواجه تحديات، وتتمتع القوات الحكومية بميزة الدعم الجوي. ويمكن أن يرسل «الأسد» تعزيزات، وتعهدت إيران بتقديم دعم جديد.

وتمثل «الدولة الاسلامية» مشكلة أيضا لجماعات المعارضة المنافسة. وينتظر مقاتلوها شمال المدينة ويحاولون التقدم على حساب المعارضة الأخرى.

ويقول المعارضون الآخرون إن محاربة «الدولة الاسلامية» عطلت خطوط إمدادهم من تركيا وعرقلت شحنات الوقود مما تسبب في نقص وأبطأ خطط هجومهم على حلب.

وقال قائد المعارضة في الشمال إنه واثق تماما من أن القوات الحكومية سيتم صدها في حلب لكنه يخشى أيضا أن تكون «الدولة الاسلامية» المستفيد الأخير من هزيمة الحكومة.

وقال «نوح يونسي» كبير المحللين بالمجموعة الدولية للأزمات: «يمكن للمرء أن يتخيل بسهولة استغلال داعش لتصعيد المعارضة ضد النظام في حلب بما في ذلك من خلال تصعيد متزامن في هجماتها على المعارضين شمال المدينة».

  كلمات مفتاحية

سوريا معارضة مسلحة حلب الجيش السوري نظام الأسد

عميل سابق بـ«CIA»: «الدولة الإسلامية» يحقق تقدما ميدانيا كبيرا ويهدد حلب وبغداد

«الوحدات الكردية» ترتكب انتهاكات واسعة ضد 75 قرية عربية شرق حلب

المعارضة السورية تواصل الاستعداد لمعركة فتح حلب

المعارضة السورية تسيطر على طرق إمداد لنظام «الأسد» بحلب

ملامح معركة ”تحرير حلب“: حماسة إقليمية وخشية أميركية

المعارضة السورية تعلن تشكيل جيش «فتح حلب» بعد اندماج 22 ألف مقاتل

المعارضة السورية تسيطر على منطقة استراتيجية بحلب وتطلق عملية «عاصفة الجنوب»

معارضون سوريون يطرحون التعامل بالعملة التركية في الأراضي المحررة

المعارضة السورية تعلن تقدمها في حلب