كشف موقع «ويكيليكس» عن وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية السعودية تفيد أن الوزارة ترى في الرئيس المصري «محمد مرسي» إسلاميا معتدلا محبا للسعودية ومقرا بزعامتها للعالم الإسلامي وكارها لسياسة إيران.
وطبقا للوثيقة فقد كان ذلك الحكم على «مرسي» إبان توليه رئاسة حزب الحرية والعدالة في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير وقبل ترشحه للرئاسة.
وتحمل الوثيقة الرقم 13558 وهى عبارة عن مذكرة مرفوعة من وكيل وزارة الخارجية السعودية الأمير «محمد بن سعود بن خالد» لوزير الخارجية الأمير «سعود الفيصل» يشرح فيها نتيجة لقاء عضو مجلس الشيوخ السعودي الدكتور «خليل بن عبدالله الخليل» مع «مرسي» بالقاهرة وما رواه «مرسي» خلال اللقاء من حبه للسعودية وإقراره بزعامتها للعالم الإسلامي وانتقاده لسياسة إيران ورغبة «مرسي» في فتح علاقات مع السعودية ولقاء مسؤلين سعوديين لدعم التعاون بين الجانبين.
وجاء في الوثيقة «أفيد سموكم الكريم بأنني تلقيت رسالة من الدكتور خليل عبد الله الخليل عضو مجلس الشورى السابق تفيد بلقاء تم بينه وبين سعادة الدكتور محمد مرسي مؤسس ورئيس حزب الحرية والعدالة، وأثناء اللقاء اظهر الدكتور مرسي الكثير من المحبة والتقدير للقيادة والشعب السعودي وللعلماء وذكر أكثر من مره وبأساليب مختلفه أنه حريص شخصيا على بناء علاقات طيبة بين مصر والمملكة وأنه يتطلع لزيارة المملكة من أجل لقاء مسؤولين سعوديين، وذكر أنه لا يثق بالإيرانيين السياسيين، ولا يتفق مع أمثال دكتور محمد العوا في نظرته المهادنة لإيران ويرى أن السعودية هي زعيمة الإسلام السني».
وأضاف وكيل وزارة الخارجية السعودية في رسالته «وقد تقدم الدكتور خليل باقتراح يلتمس من سموكم تحقيق رغبة سعادة الدكتور محمد مرسي في المجيئ بصحبة عائلته إلى المملكة لأداء العمرة، واستضافته كزعيم سياسي ورئيس حزب مهم في مسيرة الأحداث في مصر، وترتيب بعض اللقاءات مع من يراهم سموكم من منطلق بناء علاقات طيبة مع بعض الشخصيات الإسلامية المعتدلة والمؤثرة في الأحداث الراهنة، كما عبر دكتور خليل عن استعداده للمشاركة مع الوزارة في إنجاح برنامج الزيارة».
واختتم رسالته بقوله «أرى والرأي الأتم لسموكم الكريم أهمية التفضل بتحقيق ما ورد في اقتراح الدكتور خليل واستضافة مؤسس ورئيس حزب الحرية و العدالة وترتيب بعض اللقاءات له مع بعض الشخصيات الإسلامية المعتدلة».
وكانت منظمة «ويكيليكس» قد نشرت الجمعة 19 يونيو/حزيران، أكثر من 60 ألف برقية ديبلوماسية مسربة من السعودية وقالت في موقعها على الإنترنت إنها ستنشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة، في وقت اعتبر فيه مؤسس ويكيليكس «جوليان أسانج» أن «السعودية خطر على نفسها وعلى جيرانها».
وأعلنت «ويكيليكس» أنها ستشرع في وقت قريب في نشر حوالي نصف مليون وثيقة مسربة من وزارة الخارجة السعودية، تكشف فيها جانبا من عمل السفارات السعودية في مختلف دول العالم، مضيفة أن الوثائق التي ستنشر ستضم ملفات تدرج ضمن خانة «سري للغاية» وتعليمات صادرة عن الدولة السعودية، بما فيهم وزارة الداخلية، وجهاز الاستعلامات بالمملكة.
واعتبر «جوليان أسانج» مؤسس «ويكيليكس»، أن «هذه التسريبات تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ»، بحسب تعبيره، وتابع أن هذه التسريبات تتزامن مع احتفال السعودية بالذكرى 100 لتأسيسها، والتي «تشكل تهديدا لذاتها وللدول المجاورة لها».