كشفت برقية نشرها موقع «ويكيليكس» ضمن الوثائق التي سربها قبل أيام لمراسلات قال إنها لوزارة الخارجية السعودية أن الأخيرة وضعت آلية صارمة للحفاظ على سرية وثائق المملكة، فى ضوء الأوضاع الأمنية المتردية فى منطقة الشرق الأوسط.

وجاء فى برقية «سرية وعاجلة» (لم يعرف تاريخها)، أرسلتها الخارجية السعودية إلى سفارات وقنصليات المملكة في طهران وصنعاء وعدن والمنامة وتونس، إنه "نظرا للظروف الأمنية التى تمر بها بعض الدول مما قد يسبب تهديدا على أمن وسرية الوثائق، نأمل اتباع الإرشادات التالية فى التعامل مع الوثائق السرية وغير السرية الموجودة لدى البعثة"، بحسب ما نشرت صحيفة الشروق المصرية اليوم الإثنين.

وأوضحت البرقية أن أولى هذا الإرشادات هي «إرسال الوثائق السرية والمهمة فى أسرع وقت إلى إدارة الوثائق بالوزارة داخل طرود مختومة بالرصاص بعد القيام بإعداد بيان بالمرفقات قدر الإمكان على أن تحفظ هذه الوثائق لدى إدارة الوثائق وعدم فتحها حتى وصول مندوب من البعثة مستقبلا، وتبقى محتويات الوثائق المرسلة تحت مسؤولية البعثة حتى الانتهاء من فرزها والتأكد من جميع المحتويات من خويكيلال فريق ممثل من البعثة وإدارة الوثائق.»

كما نصت أيضا على أن «إرسال الوثائق غير السرية يتم بمذكرة أو برقية موجهة لإدارة الوثائق بوزارة الخارجية على أن تشمل كل إرسالية بيانا يحتوى أرقام المعاملات وموضوعها وتاريخها، وإذا تعذر ذلك، فترسل فى طرود مختومة الرصاص.»

وطالبت الخارجية بعثاتها فى هذه المدن بـ«إشعار الإدارة العامة للاتصالات المركزية ببرقية أو عن طريق الاتصالات الإدارية إلكترونيا فى حال إرسال أى بريد متضمنا إرفاق صورة من بوليصة الشحن»، داعيا بعثاتها إلى «التقيد بهذه التعليمات».

كان «ويكيليكس» قد نشر الجمعة الماضي، أكثر من 60 ألف برقية دبلوماسية مسربة من السعودية وأعلن أنه سيشرع في وقت قريب في نشر حوالي نصف مليون وثيقة مسربة من وزارة الخارجة السعودية، تكشف فيها جانبا من عمل السفارات السعودية في مختلف دول العالم، مضيفة أن الوثائق التي ستنشر ستضم ملفات تدرج ضمن خانة «سري للغاية» وتعليمات صادرة عن الدولة السعودية، بما فيهم وزارة الداخلية، وجهاز الاستعلامات بالمملكة.

واعتبر «جوليان أسانج» مؤسس «ويكيليكس»، أن «هذه التسريبات تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ»، بحسب تعبيره، وتابع أن هذه التسريبات تتزامن مع احتفال السعودية بالذكرى 100 لتأسيسها، والتي «تشكل تهديدا لذاتها وللدول المجاورة لها».

وحملت الوثائق، التي لم يتسن لـ«الخليج الجديد» التأكد من صحتها، شهادات مؤسسات رسمية سعودية، وبعضها يحمل أختام «سري» أو «عاجل»، وحملت واحدة من هذه الوثائق المنشورة، على الأقل، عنوان السفارة السعودية في واشنطن.

وتحتوي هذه الوثائق على تفاصيل ومعلومات كافية لتسلط الضوء على خبايا دبلوماسية المملكة، ومن شأنها أن تحرج بعض المسؤولين السعوديين، وأولئك الذين يضغطون عليهم من أجل الحصول على مساعدات مالية.

ولم يقل موقع «ويكيليكس» من أين حصل على الوثائق لكنه أشار إلى بيان أصدرته الرياض في مايو/أيار الماضي قالت فيه إنها تعرضت لاختراق لشبكات الكمبيوتر. وفي وقت لاحق أعلنت جماعة تصف نفسها باسم الجيش اليمني الإلكتروني مسؤوليتها عن هذا الهجوم.