قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الجهود السعودية لمواجهة إيران، أدت إلى قيامها بالضغط على مصر من أجل التقارب مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وأوضح المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط، بالصحيفة «تسبي بارئيل»، أن «وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عرض خلال زيارته لمصر الشهر الماضي، ولقائه مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري، مبادرة جديدة للمصالحة بين حماس ومصر، إلا أن السيسي رفض بشكل قاطع مبرراً ذلك بأن حماس جزء من حركة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً».
وفي تحليلين أولهما نشر بعنوان «شهر العسل بين مصر وحماس برعاية الوصيفة السعودية» نشرته الطبعة العبرية، والثاني بعنوان: «ظهور مثلث سعودي مصري حمساوي» علي النسخة الإنجليزية للصحيفة، وتضمنا نفس المعلومات مع تفاصيل مختلفة للقارئ العبري والانجليزي، كتب «برئيل» اليوم الأربعاء يقول: «أن الرياض أخبرت القاهرة أن عليها تغيير تعاملها مع الحركة، وأن تدرس بشكل متصل التصالح مع الإخوان المسلمين».
ورغم رفض «السيسي» لتلك المبادرة، لم تمر بضعة أسابيع حتى ألغت محكمة مصرية قرارها السابق حول وضع حماس على قائمة «الإرهاب» في مصر، الأمر الذي تبعه فتح معبر «رفح» لعدة أيام والسماح بدخول وخروج الناس والبضائع ومواد البناء؛ ممّا يدل على «تغيّر الموقف المصري وحصول تقارب ما مع حركة حماس»، بحسب «بارئيل».
وأكد «بارئيل» على أن مبادرة التقارب هذه لم تكن برغبة مصرية، وإنما بـ«ضغط سعودي على حكومة السيسي»، مشيرا إلى أن «حماس بالنسبة للمملكة أصبحت لاعباً أساسياً وحيوياً في الخطة الاستراتيجية التي تحيكها السعودية في الأشهر الأخيرة بهدف تشكيل جدار أمني واقٍ ضد التأثير الإيراني، خاصة مع اقتراب موعد التوقيع على الملف النووي».
ووفق الكاتب فإنه، على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، منذ أن قطعت حركة حماس علاقاتها مع سوريا وصعدت على خط التصادم مع إيران، لم تحاول المملكة استغلال ذلك وتقريب حماس من الصف العربي، ويعود ذلك لسياسة الملك السعودي الراحل، «عبد الله بن عبد العزيز»، الذي اتبع مصر واعتبر الإخوان المسلمين تنظيماً »إرهابيا» وأن حماس تابعة لها.
إلا أن تقلد الملك «سلمان» للحكم في المملكة غيّر الموازين بسرعة كبيرة؛ فبعد وقت قصير من تتويجه ملكا التقى الملك مع الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، فاقترح عليه الأخير تقريب حركة «حماس» ودمجها في الخطة الاستراتيجية السعودية الجديدة.
ورأى الكاتب الإسرائيلي أنه «في اللعبة متساوية الربح والخسارة بين السعودية وإيران، يعتبر قطع العلاقات بين حماس وإيران وانضمام الأولى للساحة العربية إنجازاً سعودياً هاماً، وبهذا ترجو السعودية أن تفقد إيران جميع مداخلها إلى القضية الفلسطينية».
وأوضح أن تبني السعودية لحركة «حماس» مجدداً، وضع مصر في موقف اضطرها إلى اتباع طريقة جديدة تجاه التنظيم، فرغم تردد القاهرة للحظات في التقارب من «حماس»، إلا أن السعودية أوضحت لها أنها مجبرة على تحسين علاقتها مع حماس وليس أمام حكومة السيسي خيار آخر، وأنه فيما بعد سيتم دراسة المصالحة أيضاً مع جماعة «الإخوان المسلمين».
من ناحية أخرى رأى «بارئيل» أن إسرائيل تدخل إلى هذا المثلث، إذ أنه من الضروري إقناع الجانب الإسرائيلي بإتاحة الفرص أمام إعادة إعمار غزة، وليس هذا فحسب، إنما يجب أخذ تعهدات منه بعدم مهاجمة القطاع مرة أخرى؛ لأن ذلك يشكل خطراً على الخطة السعودية.
وقال إن لقاءات عقدت بين مسؤولين قطريين ونظرائهم الأوروبيين من أجل التوصل لاتفاق هدنة طويلة الأمد بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.