«المونيتور»: التقارب بين «حماس» والسعودية يثير حفيظة بعض دول المنطقة

الأربعاء 13 مايو 2015 07:05 ص

رغم التوتر الذي يسود علاقات «حماس» الإقليمية، بين قطيعة مع مصر، وبرود مع إيران، تحاول «حماس» اختراق جدار العزلة المفروضة عليها من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبعض دول الإقليم، بتقاربها مع السعودية في عهد الملك «سلمان»، وسعت لطي الجمود في علاقاتهما السابقة خلال حقبة الملك الراحل «عبد الله».

وشهدت الأيام الأولى من مايو/أيار مناشدة  «حماس» للسعودية بالتدخل لإنجاح المصالحة المتعثرة مع فتح.

وكشف «علي بركة» ممثل  «حماس» في لبنان يوم 5 مايو أن«خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي اتصل بالملك «سلمان» في الأسبوع الأخير من فبراير/شباط، وتحدثا حول دعم المملكة للمصالحة، ورفع حصار غزة وإعمارها، وهناك ترتيبات لزيارة وفد من  «حماس» للرياض.

وأعلن «إسماعيل هنية» نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خلال خطبة الجمعة يوم 1 مايو/أيار، عن مساعٍ تبذلها الرياض للتوصل لاتفاق جديد للمصالحة بين  «حماس» وفتح.

من الواضح أن  «حماس» تريد من تفعيل الدور السعودي في الملف الفلسطيني حشد دعم المملكة لإنهاء حصار غزة، والانقسام مع فتح، وترميم علاقتها بمصر، فضلاً عن معاناة  «حماس» أزمة مالية خانقة، بعد توقف الدعم الإيراني لها، أواخر عام 2011، بسبب عدم تأييدها للنظام السوري في وجه الثورة الشعبية.

وربما تنتظر «حماس» من السعودية دعماً لإنقاذ الواقع الاقتصادي الصعب للفلسطينيين بغزة.

ولذلك ينطلق تطلع  «حماس» للسعودية من وجود التفاف عربي رسمي حول الرياض هذه المرحلة، فقد أثبت العهد الملكي الجديد خلال فترة زمنية قصيرة قدرته على الإمساك بزمام المبادرة في المنطقة، سواء من خلال الحرب على الحوثيين، والوقوف بحزم ضد النفوذ الإيراني، والدعم المتواصل للثوار السوريين ضد النظام، ولعل العلاقة الجديدة بين قطر والسعودية تمنح  «حماس» شعوراً بالاطمئنان أكثر، بسبب تحالفها الوثيق مع الدوحة.

وأشار «إسماعيل الأشقر» رئيس اللجنة الأمنية في المجلس التشريعي، في حديث للمونيتور أن «حماس تريد اتفاق مكة جديد يشارك فيه جميع الفلسطينيين بعيداً عن اتفاقات ثنائية بين حماس وفتح».

علماً بأن اتفاق مكة وقع في السعودية يوم 8 فبراير/شباط 2007 بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، لإيقاف اقتتال فتح و «حماس»، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه فشل بسبب استمرار الفوضى من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في غزة، من خلال إعاقتها عمل حكومة  «حماس» الجديدة، وقتل وإصابة عدد من عناصر حماس في حوادث مختلفة.

فيما اتهم أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لفتح، «حماس» يوم 3 مايو/أيار بإدخال السعودية على الخط الفلسطيني لتحييد مصر، معلناً أن الرياض لم تتصل بفتح لعرض مبادرات للمصالحة.

وشدد «الأشقر» في حديثه للمونيتور بأن «الدور السعودي الذي ترحب به حماس ليس بديلاً عن مصر في انهاء الانقسام، لأن الأخيرة حاضنة الحوارات الفلسطينية».

وبالتزامن مع التقارب السعودي مع «حماس»، وصل«محمد دحلان» القيادي الفتحاوي السابق للقاهرة يوم 3 مايو/أيار لمناقشة خطر التطور الإيجابي لعلاقات  «حماس» مع الرياض.

رغبة «حماس» بدور سعودي يرتبط بعلاقتها المتوترة مع مصر، رغم توقف الحملات الإعلامية المصرية ضد الحركة نسبياً، وإطلاق قادة  «حماس» تصريحات تصالحية مع القاهرة أواخر أبريل/نيسان.

لكن كسر احتكار مصر للملف الفلسطيني، بدخول السعودية على الخط، يمنح  «حماس» هامشاً أكبر في تحقيق مطالبها من المصالحة، لأن الموقف المصري مساند في صورته علنية للسلطة الفلسطينية.

مع أن «صلاح البردويل»، القيادي البارز في حماس قال للمونيتور أن «ترحيب حماس بالدور السعودي يأتي لتوفير شبكة أمان سياسية ومالية لتحقيق المصالحة، ولا يتناقض مع الدور المصري، بل يعززه».

تبدو الإشارة مهمة إلى أن ترحيب  «حماس» بالدور السعودي يعود لإدراكها أهمية المملكة ومكانتها، وقناعتها بأن المنطقة مقبلة على تحولات مهمة، وأن خارطة إقليمية بدأت بالتشكل، وتريد  «حماس» أن تلتحق بالقطار، ولذلك لم يعارض يوم 28 مارس/أذار ضمنياً لعملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن.

في نفس الوقت، فإن التقارب التدريجي بين  «حماس» والسعودية يثير غضب السلطة الفلسطينية، التي أعلنت الفصائل المقربة منها يوم 4 مايو/أيار رفضها لأي تدخل سعودي في ملف المصالحة.

وقد شعرت السلطة الفلسطينية بأريحية كبيرة وهي ترى  «حماس» معزولة في «سجن غزة»، لا يتصل بها أحد، ولذلك لم تخف السلطة انزعاجها من بدء  «حماس» حلحلة هذا الحصار السياسي بتواصلها مع بعض دول الإقليم، لاسيما السعودية، التي تستغل تراجع الدور المصري في المنطقة، وتحاول ملء هذا الفراغ.

 «حماس» تعلم تماماً أن الرئيس «عباس» لا يستطيع معارضة أي دور للرياض في الملف الفلسطيني، لما للسعودية من تأثير ونفوذ كبيرين في المنطقة، لكنه يدفع الناطقين باسمه للتركيز على دور مصر، لكسب ودها على حساب السعودية.

مهم التذكير هنا إلى فشل الدعوات التي أطلقها «عباس» يوم 28 مارس/أذار بمطالبة الجامعة العربية بعملية عسكرية ضد  «حماس» في غزة، على غرار حرب اليمن، لأنه يرى في حكم  «حماس» لغزة انقلاباً، ويريد من خلال العملية العسكرية إعادة الشرعية للقطاع ممثلة بالسلطة الفلسطينية. وقد استنكرت  «حماس» دعوة «عباس» هذه، واعتبرتها مقدمة لحرب أهلية بين الفلسطينيين.

عضو في مجلس الشورى السعودي، طلب عدم كشف هويته، قال للمونيتور أن «الرياض سوف تلتقط دعوات حماس لإنجاز المصالحة، لأنها تريد استقطاب الحركة إليها، وقطع الطريق على طهران التي قد تفتح أبوابها للحركة مجدداً، رغم التوتر القائم، وجاء سعي الرياض لإعادة العلاقة مع حماس مع تغير سياستها الخارجية، وبحثها عن إيجاد تحالف كبير لمواجهة المد الإيراني في المنطقة، والملك سلمان يعتبر ذلك من أولى أولوياته السياسية».

فيما تحدث«جمال خاشقجي» الكاتب السياسي السعودي المقرب من دوائر صنع القرار في الرياض، ورئيس قناة العرب الإخبارية، يوم 4 مايو/أيار، بكثير من الإيجابية عن «حماس»، واعتبرها تمثل الشريحة الأوسع من الفلسطينيين، وهو كلام ليس معهوداً عن السعوديين الرسميين.

أخيراً.. ترقب «حماس» عن كثب النفوذ المتزايد للسعودية في المنطقة، مما يدفعها لتوظيفه في إنجاح المصالحة، حيث لم تستطع مصر ممارسة تأثيرها على الفلسطينيين، والتزمت الصمت إزاء تدهور واقعهم، خاصة في غزة، دون أن تحرك ساكناً، رغبة منها بالضغط أكثر على «حماس»، لكن «حماس» غير متأكدة من موافقة مصر على سحب الملف الفلسطيني منها.

في الوقت ذاته، تدرك «حماس» أنها كلما اقتربت من السعودية أكثر، فإنها تبتعد عن إيران، حليف الأمس، التي واصلت فرض شروطها القاسية على الحركة لإعادة المياه لمجاريها في علاقتهما، بعدم لقاء «خالد مشعل» لمرشد الثورة خامنئي في زياته المؤجلة لطهران، والطلب من «حماس» الاعتذار عن موقفها المساند للثورة السورية، وإعلان تأييدها للنظام السوري، حتى وصلت لهذه الحالة غير المرضية لهما.

  كلمات مفتاحية

حماس السعودية مصر إيران إسرائيل

حماس والسعودية

«حماس» تؤكد وقوفها مع الشرعية السياسية في اليمن

«حماس» تمسك بـ”شعرة معاوية“ في إدارة علاقاتها مع السعودية وإيران

«حزب الله» يعرقل زيارة «خالد مشعل» إلى طهران وموقع إيراني يشن هجوماً على «حماس»

«حماس» تبدي تفاؤلا بشأن علاقتها مع السعودية في عهد الملك الجديد

«جبهة مصرية» في مواجهة «حماس»

«حماس» تُكذّب وجود فساد مالي داخلها وتنفي تورطها مع «حزب الله» و«الحوثيين»

«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر و«حماس»

«هآرتس»: ضغوط السعودية على «السيسي» وراء تهدئة القاهرة مع «حماس»

مصر و«حماس» في شهر عسل برعاية سعودية

مصر وإسرائيل تتفقان على استراتيجية مشتركة لمواجهة «الإسلام المتطرف»

وكالة: «عباس» تجاهل جهود الرياض لتحقيق المصالحة الفلسطينية بتحريض من «السيسي»

«هآرتس»: لماذا لم تشر مصر بإصبع الاتهام إلى «حماس» بعد هجوم سيناء الأخير؟

«خالد مشعل» يصل إلى السعودية في زيارة تنهي سنوات الفتور

«مشعل» يلتقي الملك «سلمان» لبحث المصالحة والوضع الفلسطيني

موقع: إطلاق سراح معتقلي «حماس» بالسعودية عقب لقاء الملك «سلمان» و«خالد مشعل»

«رويترز»: دفء علاقات السعودية مع حماس جزء من مسعى أوسع للتصدي لايران

«حماس»: لم نطلب وساطة السعودية مع مصر ونتواصل معها بشكل مباشر

الملك «سلمان» يبحث مع «عباس» مستجدات القضية الفلسطينية

مصدر فلسطيني: «عباس» استشار الملك «سلمان» في وقف التنسيق مع (إسرائيل)