«حماس» تمسك بـ”شعرة معاوية“ في إدارة علاقاتها مع السعودية وإيران

الاثنين 16 فبراير 2015 01:02 ص

تؤثر بعض التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط على علاقات حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بكل من إيران والمملكة العربية السعودية، في الوقت الذي تخلق فيه هذه التطورات إمكانية إقامة تحالفات وتجديد ائتلافات «حماس» القديمة في المنطقة.

وترتبط هذه التطورات بالوضع في مرتفعات الجولان والهجوم المضاد من قبل «حزب الله» وسوريا في ظل السعي لتشكيل جبهة إضافية ضد إسرائيل. ومع رحيل الملك السعودي «عبد الله بن عبد العزيز» وسيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة على اليمن - التي تُوصف بالفناء الخلفي للمملكة العربية السعودية - يظهر نفوذ إيران المتنامي في المنطقة.

العلاقات مع إيران

قبل نحو شهرين زار وفد رفيع المستوى من حركة «حماس» إيران. وكان الهدف هو استعادة العلاقات التي دخلت مرحلة من البرود بسبب موقف حماس من الحرب الأهلية في سوريا.

وعلى الرغم من استمرار دعم إيران لحماس ماديا وإعلاميا، إلا إن العلاقات تضررت خصوصا على المستوى السياسي.

ويبدو أن هناك جدل في إيران بشأن العلاقات مع حركة «حماس». فالبعض يفضّل استمرار هذه العلاقات دون قيد أو شرط؛ وذلك لإعادة تأهيل «محور المقاومة» المتمثل في «حماس» وسوريا و«حزب الله» ضد إسرائيل، وآخرون يسعون إلى عرقلة العلاقات؛ وخاصة العلاقة بين «خالد مشعل» - رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» - والقيادة الإيرانية.

أحد العلامات الرئيسية على هذا الجدل في إيران هي زيارة «مشعل» المزمعة إلى طهران؛ والتي كانت من المفترض أن تحدث قبل وقت ليس ببعيد، وأن تؤسس لقمة استعادة العلاقات بين «حماس» وطهران، لكنها بالفعل تأخرت طويلا، ولم يُضرب لها موعدٌ مٌحدد حتى الآن.

وخلال الأسبوعين الماضيين بدأت حملة مناهضة لمشعل في وسائل الإعلام المرتبطة بـ«حزب الله» اللبناني، وكان الهدف من وراء ذلك دفعه لتغيير موقفه من الأزمة السورية.

وقد ادعى البعض في إيران - كما ظهر آخرون على وسائل إعلام إيرانية - أن هناك مشكلة بروتوكول بشأن الاجتماع بين «مشعل» والمرشد الأعلى «علي خامنئي»؛ والذي من المفترض أن يحل النزاع بين الجانبين. ومع ذلك؛ فإن البعض في حركة «حماس» قال إن «مشعل» مُصرٌ على لقاء كبار القيادة القيادة الإيرانية تمشيا مع وضعه الخاص.

وصرح «حسين روان» - مُعلق سياسي إيراني – لصحيفة «الرسالة» الناطقة بلسان «حماس» في 11 فبراير/شباط أنه «ليس هناك اعتراض على لقاء خالد مشعل وعلي خامنئي، ولكن القيادة في طهران لديها موقف خاص تجاه خالد مشعل وقيادة حماس بسبب الأزمة في سوريا».

وتشير مصادر في «حماس» أن مجلس الشورى الخاص بالحركة هو المُخوّل باتخاذ قرارات بشأن القضية السورية وليس «مشعل» شخصيا.

ويبدو أن الجانبين لديهما مصلحة مشتركة في استعادة علاقاتهما. وتقول «حماس» أن الكرة الآن في ملعب إيران وأنهم ينتظرون قرارها بشأن زيارة «مشعل» إلى طهران.

العلاقات مع المملكة العربية السعودية

في مارس/آذار من العام الماضي؛ وضعت المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان المسلمين - المنظمة الأم لحركة «حماس» - على لائحة المنظمات الإرهابية وحظرت كل من ينتمي لها. وشملت القائمة أيضا «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، و«حزب الله» السعودي، و«جبهة النصرة» في سوريا، والمتمردين الحوثيين في اليمن.

وعلى مدى العامين الماضيين؛ وفي ضوء ما جرى في مصر من إطاحة بالرئيس «محمد مرسي» - التابع لجماعة الإخوان المسلمين - بدعم من المملكة العربية السعودية، فقد كان هناك حالة من الجمود هيمنت على العلاقات السعودية - الحمساوية.

ومنذ جلوس الملك السعودي الجديد - «سلمان بن عبد العزيز» – على عرش المملكة فإن وسائل الإعلام العربية تتحدث عن دخول وشيك في جو من العلاقات الدافئة والحميمة بين المملكة العربية السعودية والحركات الإسلامية «المعتدلة» (بالمقارنة مع الحركات الجهادية السلفية)؛ بما في ذلك «حماس».

وتزعم هذه التقارير أن سوريا واليمن ومصر على رأس قائمة جدول أعمال الملك السعودي الجديد «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود».

ووفقًا لمصادر في حركة «حماس»؛ فإن الملك «سلمان» مُستاء من سياسة سلفه الملك «عبدالله» على مدى العامين الماضيين؛ والتي أدت إلى تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، ومن المُرجح أن يكون هناك تغيير في السياسة السعودية.

وتعتقد هذه المصادر أن «سلمان» سيُحبط أي محاولات للمصالحة المصرية القطرية، وسيعمل على إنشاء محور جديد مع قطر وتركيا والإخوان المسلمين، وهو المحور الوحيد  - من وجهة نظر «سلمان» – الذي يمكنه مواجهة النفوذ المتنامي لإيران الشيعية والمنظمات الجهادية السنية بنجاح.

ومن المتوقع أن يعود تحسين العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجماعة الإخوان المسلمين بالنفع على «حماس»؛ لأن السعوديين لديهم تأثير فعال وقوي على مصر، كما يمكنهم التأثير على الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لتغيير موقفه تجاه الحركة في غزة.

ويُعتقد أيضا داخل أوساط «حماس» أن الملك السعودي الجديد سيعمل على تحقيق المصالحة الوطنية في مصر بين «السيسي» والإخوان المسلمين.

وصرح الدكتور «إسماعيل رضوان» - القيادي البارز في حركة «حماس» بقطاع غزة - أمس الأحد 15 فبراير لصحيفة الرسالة أن «حماس تتوقع إقامة علاقة خاصة مع المملكة العربية السعودية، ولكن هذه العلاقة لن تأتي على حساب دولة عربية أو إسلامية؛ بما في ذلك الجمهورية الإيرانية».

المصدر | يوني بن مناحيم، مركز القدس للشئون العامة

  كلمات مفتاحية

حماس خالد مشغل السعودية إيران

«حزب الله» يعرقل زيارة «خالد مشعل» إلى طهران وموقع إيراني يشن هجوماً على «حماس»

«حماس» تبدي تفاؤلا بشأن علاقتها مع السعودية في عهد الملك الجديد

«حماس» والجمهورية الإسلامية الإيرانية

«وورلد تريبيون»: هل ستتحسن العلاقات بين السعودية و«حماس»؟

إيران تنتقد اعتبار مصر «حماس» منظمة «إرهابية» والحركة تطالب السعودية بالتدخل

«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»: «حماس» شرف الأمة واعتبارها إرهابية «يحمل العار» لمصر

«حماس»: مصر باتت معزولة عن التدخل في ملفات فلسطين .. ولا تصلح لأن تكون وسيطا

استطلاع أوروبي لـ«مخاوف» السعوديين: إيران تحاصرنا

«الزهار»: نسعي لإقامة علاقات جيدة مع مصر والسعودية وحتى الإمارات التي تعادينا

مسار حماس إلى الرياض

حماس بين حدّين: الرياض وطهران

«حماس» تنفي وجود ترتيبات لزيارة «أبو مرزوق» للسعودية

السعودية وإيران .. «ردع» يسبق «المصالحة»

«هنية»: أبوابنا مفتوحة .. و«حماس» تلقت ”إشارات إيجابية“ من السعودية ومصر

«المونيتور»: التقارب بين «حماس» والسعودية يثير حفيظة بعض دول المنطقة

«هآرتس»: ضغوط السعودية على «السيسي» وراء تهدئة القاهرة مع «حماس»

مصر و«حماس» في شهر عسل برعاية سعودية

«خالد مشعل» يصل إلى السعودية في زيارة تنهي سنوات الفتور

توقف الدعم الإيراني لـ«حماس» و«الجهاد» .. هل هو من نتائج الاتفاق النووي؟

«حماس» وخط السعودية - إيران!