«نيويورك تايمز»: لوبي إماراتي خفي بواشنطن يدعم «الأسد» وإيران

الأربعاء 1 يوليو 2015 07:07 ص

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن هناك لوبي إماراتي في واشنطن، له علاقات بمعظم المدافعين عن دولة إيران، ورئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وهو ما يشير إلى أن هذا اللوبي يدعم الإثنين.

جاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة، أمس الثلاثاء، تحت عنوان، :«لوبي إماراتي في واشنطن.. قوة خفية للأسد وإيران»، وقال صاحبه، إنه كاتب من واشنطن، ولم ينشر اسمه كاملا، بل اكتفى بالرمز إليه بـ «حسين.ع».

كاتب المقال، قال إنه كتبه للرد على مقال لمن وصفه بالصديق «حسين أيبش»، كبير الباحثين في «معهد دول الخليج العربي» بواشنطن، الذي كتب مقالا مؤخرا في «نيويورك تايمز» أيضا، قال فيه، إن «سياسة قطر الخارجية الحذرة قد تكون مؤشرا على أنها قررت أن التنسيق مع جيرانها الخليجيين سيعود عليها بنتائج أفضل من أن تحاول أن تتصرف كقوة عظمى صغيرة».

ورد «حسين. ع» على «أيبش» بالقول: «على عكس ادعاءات أيبش أن قطر هي التي تحاول التصرف كقوة عظمى، تشير بيانات الإنفاق على شراء النفوذ داخل واشنطن، أي العملية المعروفة بـاللوبي، إلى أن الإمارات العربية المتحدة تصدرت الإنفاق العالمي بصرفها 14 مليون دولار في العام 2014، متفوقة على دول عظمى ذات علاقات تجارية ضخمة مع أمريكا مثل ألمانيا وكندا».

وتابع: «من يطالع بيانات اللوبي الإماراتي في واشنطن، وهي بيانات واجب عرضها علنا حسب القانون، يرى أن اللوبي الإماراتي يكاد أن يبتاع لنفسه تأييدا مع كل مؤثر بالسياسة الخارجية الأمريكية».

وكشف «حسين. ع» عن أن «معهد دول الخليج العربي» الفاخر، الذي تم افتتاحه مؤخرا في واشنطن، يعمل بتمويل كامل من الإمارات العربية المتحدة.

وتساءل: «من غير المفهوم كيف غيرت قطر سياستها الخارجية، فهي منذ اندلاع حرب العراق عانت من حكامه الجدد، الذين حظروا عمل فضائية الجزيرة في العراق وأغلقوا مكاتبها، وفي سوريا كانت قطر من أوائل الدول التي أيقنت أن الحلول مع الأسد غير ممكنة، وسارت في دعم معارضيه، أما في مصر وليبيا، فما زالت الدوحة تنحاز إلى جانب الثوار منذ أيام الربيع العربي في العام 2011»، بحسب الكاتب.

واستدرك: «قد يشي صوت فضائية الجزيرة الواسعة الانتشار أن الدوحة تسعى إلى زعامة إقليمية أو عالمية ما، ولكن اللوبي الإماراتي في واشنطن، ودبلوماسية الإمارات، ومعهدها وكتّابها ببعض الصحف الأمريكية، وصداقة هؤلاء المتينة مع المدافعين عن الأسد وإيران، كلها تشير إلى عكس ما كتبه أيبش تماما في مقالته».

وعاد «حسين.ع»، ليتساءل مرة أخرى، قائلا : «ما هي الدولة التي تلتزم أكثر بالإجماع الخليجي: قطر أم الإمارات؟، ثم أجاب:« لنأخذ سوريا مثلا، حيث تتطابق مواقف قطر مع السعودية ومجلس التعاون، أما الإمارات، أو من يعمل في خدمتها مثل السفير الأميركي السابق في مصر ورئيس معهد الدول الخليج العربي، «فرانك ويزنر»، الذي كتب علنا ومرارا مقالات، جاء فيها أن الحل الوحيد في سوريا يتمثل في إعادة تأهيل الأسد ودعمه للقضاء على الإرهاب».

وتابع:«لنأخذ مثلا آخر:  مع أن الموقف الإماراتي الظاهر يشي بالتزام الإمارات بالجبهة العربية ضد تدخل إيران (التي تحتل جزرا إماراتية)، ونفوذها المتعاظم في العالم العربي، إلا أن تقارير أمريكية متعددة أشارت في الماضي إلى قيام طهران باستخدام الإمارات كمصرف بديل لها في ظل العقوبات الدولية المفروضة على النظام الإيراني».

كذلك سبق أن أشارت تقارير أمريكية إلى قيام إيران بشراء لوازم برنامجها النووي عن طريق شركات وهمية مركزها الإمارات، بحسب الكاتب.

ووفق الكاتب فإنه، لزيادة تأكيد الصداقة الإماراتية - الإيرانية، تشير نظرة إلى مجلس «معهد دول الخليج العربي» إلى عضوية السفير الأمريكي السابق «توماس بكيرنغ»، وهو من أكبر رعاة اللوبي الإيراني في واشنطن والداعين إلى رفع كامل وغير مشروط للعقوبات عن إيران وإلى تحالف أمريكي معها.

وأشار «حسين .ع» إلى أن ، «مارك لينش» المحرر في مجلة «فورين بوليسي» شن العام الماضي هجوما ضد قطر والكويت بتهمة التراخي مع ممولين يرسلون أموالا إلى «تنظيمات إسلامية متطرفة» في سوريا.

 وألّفت دراسة لهذا الغرض «اليزابيث ديكنسون»، التي سبق أن عملت في صحيفة «ذي ناشونال» التي تملكها حكومة أبوظبي، والتي ينشر فيها «أيبش» مقالا أسبوعيا.

وزعمت «ديكنسون» إلى أن ممولين خليجيين في قطر والكويت يرسلون أموالا إلى تنظيمات إسلامية تقاتل إلى جانب تنظيمات «إرهابية»، غير أن الدراسة لم تثبت تمويلاً خليجياً للتنظيمات الإرهابية نفسها، ولكنها ولدت انطباعا، تلقفه آخرون من أصدقاء الإمارات في واشنطن، من أمثال صديق إسرائيل «جوش روغان»، الذي اتهم في مقالة الحكومة الكويتية نفسها بالتورط في تمويل إرهابيين في سوريا.

ونوه «حسين.ع»، إلى أنه شارك في الحملة ضد قطر والكويت، العديد من أصدقاء الإمارات ممن سبق أن عملوا في وزارة المالية في عهد الرئيس الأسبق «جورج بوش الإبن»، ومن دبلوماسيين أمريكيين سابقين في الإمارات، وهؤلاء استخدموا علاقاتهم بمساعدة الوزير «ديفيد كوهين»، الذي يعمل اليوم نائبا لمدير «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه)، فقام الأخير بتسريب ادعاءات إلى «ديكنسون»، ما لبث أن قالها حرفيا.

يشار أن أمير قطر زار أبوظبي الشهر الماضي، والتقى الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وسط تفاؤل حذر بتحسن العلاقات بين البلدين.

  كلمات مفتاحية

نيويورك تايمز الإمارات قطر لوبي الأسد إيران

«ويكيليكس»: السعودية لا تثق في موقف الإمارات تجاه إيران والأسد

«نيويورك تايمز»: قطر تغير سياستها الخارجية

«ويكيليكس»: عدد الإيرانيين في الإمارات يزيد عن نصف مواطنيها الأصليين

«نيويورك تايمز»: الإمارات تمد نظام «الأسد» بالوقود وتساعده على قتل الشعب السوري

المال الخليجي في سوريا: حاضر في الحرب والقتال ..غائب في المساعدات الإنسانية

المعارضة السورية تسيطر على مقر عسكري في حلب والنظام يواصل غاراته على عدة مناطق

مليار دولار من إيران لتخفيف الضغوط الاقتصادية على نظام «الأسد»

مصادر سورية: الإمارات منحت الجنسية لشقيقة «بشار الأسد»

«ذا إنترسبت»: السعودية تتعاقد مع جماعات ضغط أمريكية لترسيخ نفوذها السياسي

الصراع على الحقيقة مع شركات العلاقات العامة

«ذا إنترسبت»: حملة دعائية سعودية للتأثير على صناع السياسة والصحفيين في الولايات المتحدة

هل تنجح الحملات الإعلامية وحدها في تحسين صورة السعودية في الغرب؟

سياسي سعودي يعلن إطلاق أول «لوبي» للمملكة في واشنطن

لماذا قرر السعوديون إنشاء لوبي في الولايات المتحدة؟

السعودية تطلق شركة العلاقات العامة الخاصة بها في العاصمة الأمريكية

اللوبي الإماراتي في واشنطن .. 13.5 مليون دولار لتسهيل صفقات سلاح ودعم سياسة أبوظبي

اللوبي السعودي في واشنطن: المملكة استثمرت 10 ملايين دولار لتحسين علاقاتها مع أمريكا