المعارضة السورية تسيطر على مقر عسكري في حلب والنظام يواصل غاراته على عدة مناطق

السبت 4 يوليو 2015 12:07 م

سيطر مقاتلو المعارضة السورية ليلة أمس الجمعة، على مركز عسكري استراتيجي في مدينة حلب، في تقدم كبير نحو الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، في وقت استمرت فيه المعارك عنيفة على جبهة أخرى في غرب المدينة.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، «رامي عبد الرحمن»: «سيطرت غرفة عمليات فتح حلب المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة بينها لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الإسلامي، بشكل كامل الليلة الماضية على مركز البحوث العلمية الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، ما يشكل خطرا على حي حلب الجديدة والأحياء الغربية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام».

ويمتد مركز البحوث العلمية على مساحة واسعة جدا في غرب حلب، ويضم مباني عديدة، وقد تحول إلى ثكنة عسكرية لقوات النظام.

من جانبها، بثت حركة «نور الدين زنكي» شريط فيديو على الإنترنت بدأ فيه عشرات المقاتلين المسلحين يتنقلون داخل مركز البحوث ويطلقون النار ابتهاجا في الهواء بـ«تحرير مركز البحوث».

وظهرت في الصور داخل المبنى آثار دمار وركام، بينما رفع علم «الثورة السورية» في الباحة.

وقال معارض سوري في الفيديو: «نحن غرفة عمليات فتح حلب نعلن عن تحرير البحوث العلمية بالكامل على يد أبطال حركة نور الدين الزنكي ولواء صقور الجبل ولواء الحرية الإسلامي، وإن شاء الله ماضون حتى تحرير سوريا بالكامل».

وقال «المرصد» إن الطيران الحربي قام منذ صباح السبت بقصف مكثف على مركز البحوث، ما دفع المقاتلين إلى إخلاء أجزاء منه والتجمع في الأجزاء الغربية.

وتحتل حلب أهمية كبري لرئيس النظام السوري «بشار الأسد»، ويعزز فقدانها تقسيم البلاد إلى غرب خاضع لسيطرة دمشق، في حين تسيطر فصائل مختلفة على بقية البلاد.

وفي سياق متصل، تواصلت المعارك بشكل عنيف جدا وجنوني، بحسب «المرصد»، في محيط حي جمعية الزهراء إلى الشمال من مركز البحوث في غرب حلب طيلة الليل.

وكان تجمع من الفصائل أطلق على نفسه اسم «غرفة عمليات أنصار الشريعة» يضم «جبهة النصرة» وفصائل غالبيتها إسلامية، بدأ هجوما الخميس على هذا الحي الذي يضم فرع المخابرات الجوية، إحدى أبرز النقاط العسكرية للنظام.

وتمكنت الفصائل من التقدم إلى بضع نقاط، إلا أن «المرصد السوري» أفاد اليوم السبت بأن قوات النظام استعادت ليلا هذه النقاط، بينما نفذت أربعين غارة جوية على تجمعات المقاتلين في محيط المدينة.

وقتل 29 من الفصائل مساء الجمعة في المعارك، بينما لم تعرف بعد حصيلة القتلى في صفوف قوات النظام.

وفي محافظة إدلب، ارتفعت حصيلة القتلى من عناصر «جبهة النصرة» الذين سقطوا في تفجير استهدف مسجدا في مدينة أريحا مساء الجمعة إلى 31، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 25 عنصرا، ولم تشر «جبهة النصرة» على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التفجير.

واستهدف الانفجار مسجد سالم في غرب المدينة، بينما كان عناصر «النصرة» يستعدون لتناول الإفطار مع عدد كبير من المدنيين، حسبما ذكر ناشطون، في إحدى قاعات المسجد.

ورجح «المرصد» أن يكون التفجير ناتجا عن عبوة ناسفة كبيرة مزروعة داخل المسجد.

وسيطرت «جبهة النصرة» ومجموعة من الفصائل المقاتلة الأخرى في نهاية مايو/أيار على مدينة أريحا التي كانت أحد آخر مواقع النظام في محافظة إدلب.

قوات النظام و«حزب الله» يشنون هجوما على الزبداني

على صعيد آخر، قالت قناة «المنار» التلفزيونية يوم السبت إن الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه بدأوا هجوما واسعا على مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.

وأضافت القناة التابعة لـ«حزب الله» اللبناني أن الهجوم يأتي وسط غطاء مدفعي وجوي كثيف لانتزاع السيطرة على المدينة الواقعة إلى الغرب من العاصمة السورية دمشق قرب الحدود اللبنانية، وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها القناة أعمدة النار تتصاعد من المدينة.

النظام يقصف حلب

من جهة أخرى، شنت قوات النظام السوري غارات جوية كثيفة أمس الجمعة على مواقع لمقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وحولها بهدف صد هجوم كبير على مناطق في المدينة تقع تحت سيطرة الرئيس «بشار الأسد».

وكان هجوم المقاتلين يوم الخميس هو الأعنف لمقاتلي المعارضة في حلب منذ ثلاث سنوات ويأتي عقب نجاحات حققتها على جبهات منفصلة في الآونة الأخيرة جماعات من بينها تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتلون يدعمهم خصوم «الأسد» الإقليميون.

وتقع حلب على بعد 50 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود مع تركيا وكانت أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان قبل نشوب الحرب الأهلية، وتنقسم المدينة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ عام 2012.

وتعتبر حلب مهمة بالنسبة لـ«الأسد» وفقدانه السيطرة عليها سيزيد من تقسيم فعلي لسوريا بين مناطق غربية ما تزال تحت سيطرة دمشق وباقي البلاد الذي يسيطر عليه العديد من الجماعات المعارضة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القتال بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة استمر حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، مضيفا أن الغارات الجوية للجيش السوري على مواقع المقاتلين ما تزال مستمرة.

وذكر مصدر في جيش النظام أنه تم صد الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين، مضيفا أنه تمت الاستعانة بالقوات الجوية والمدفعية لاستهداف المقاتلين الذين استخدموا الأسلحة الثقيلة في هجومهم.

وفي وقت لاحق عرض التلفزيون الحكومي عشرات الجثث لمقاتلين مسلحين، قائلا إن الجيش قتل ما لا يقل عن 100 مسلح في الهجوم المضاد.

وقال «رامي عبد الرحمن مدير «المرصد» إن قوات المعارضة انتزعت السيطرة على بعض المباني من قوات الحكومة عند حي جمعية الزهراء على مشارف المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد.

وقال في وقت لاحق إن المسلحين المعارضين يحققون تقدما في جزء من غرب حلب يقربهم من وسط المدينة.

وأضاف «عبدالرحمن» أن 35 مسلحا على الأقل قتلوا في هذه المنطقة بينهم 12 سوريا وآخرون كثيرون من منطقة آسيا الوسطى.

وذكرت تقارير أن غارات جوية نفذت في بلدة أعزاز أيضا إلى الشمال من مدينة حلب على الجانب الآخر من الحدود التركية.

في هذه الأثناء، قال تحالف لمقاتلي المعارضة يضم «جبهة النصرة» وجماعة «أحرار الشام» إنه أنشأ غرفة عمليات مشتركة لإدارة هجوم لـ«تحرير» حلب ومن ثم حكمها بالشريعة الإسلامية.

وقالت مجموعة أخرى من المعارضين تضم مقاتلين يتلقون مساعدات غربية ويقاتلون تحت اسم الجيش السوري الحر إنها سيطرت على منشأة أبحاث رئيسية بالقرب من وسط المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة.

وقالت مصادر أمنية في تركيا إن السلطات التركية أرسلت قوات إضافية وعتادا إلى جزء من الحدود مع سوريا مع تصاعد حدة القتال إلى الشمال من حلب.

لكن رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» قال إنه لا توجد خطط فورية لأي توغل.

وقالت الحكومة السورية إن مساعدة تركيا لمقاتلي المعارضة كان لها دور مهم في تقدمهم بمحافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا والتي سقطت في يد المقاتلين منذ أن سيطروا على عاصمة المحافظة في أواخر مارس/آذار.

وذكر المصدر العسكري أن المقاتلين قصفوا مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب بأسلحة من بينها أسلحة ذات قوة تدميرية عالية تعرف باسم «مدافع الجحيم» وهي قذائف مورتر بدائية الصنع تصنع من اسطوانات غاز الطهي.

  كلمات مفتاحية

سوريا حلب المعارضة السورية نظام الأسد جبهة النصرة حزب الله المرصد السوري لحقوق الإنسان

«المرصد السوري»: مقتل 25 من «النصرة» جراء تفجير استهدف مسجدا في إدلب

تركيا تعين وزيرا جديدا للدفاع وتواصل حشد قواتها علي حدود سوريا

غارات «الأسد» على درعا توقف 4 مستشفيات عن العمل خلال أسبوع واحد

«جاويش أوغلو»: لدينا تفويضا برلمانيا بتنفيذ عملية في سوريا عند الضرورة

«نيويورك تايمز»: لوبي إماراتي خفي بواشنطن يدعم «الأسد» وإيران

مسؤول إسرائيلي: «سوريا تموت» وسيعلن موعد جنازتها في الوقت المناسب

معارضون سوريون يطرحون التعامل بالعملة التركية في الأراضي المحررة

المعارضة السورية تعلن تقدمها في حلب