تضامن عربي ودولي واسع مع مصر ضد هجمات سيناء الأخيرة

الخميس 2 يوليو 2015 08:07 ص

أدانت دول عربية وغربية «الهجمات الإرهابية» التي استهدفت نقاط تفتيش للجيش والشرطة المصرية في محافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد، أمس الأربعاء، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وتلقي الرئيس «عبدالفتاح السيسي» اتصالات هاتفية وبرقيات من قادة ورؤساء الدول المختلفة، أكدوا خلالها علي تضامنهم مع مصر، وقدموا التعازي في قتلي الهجمات الأخيرة في سيناء.

تضامن عربي

وأكد العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وقوف المملكة إلى جانب مصر في «مواجهة الإرهابيين»، وفي برقية عزاء بعثها اليوم الخميس إلي «السيسي»، استنكر الملك «سلمان» «الأعمال الإجرامية النكراء»، ووصفها بأنها «من أعظم الجرائم في الإسلام لكونها جرائم ظلم وعدوان آثم، وإفساد في الأرض وهتك لحرمات الأنفس المعصومة».

وأضاف العاهل السعودي في برقيته: «نبعث لكم ولأسر الضحايا وللشعب المصري الشقيق باسمنا وباسم شعب وحكومة المملكة بأحر التعازي وصادق المواساة، سائلين المولى القدير أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل».

كما تلقي الرئيس «السيسي» اتصالا من أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الصباح»، وولي عهد أبو ظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، ورئيس وزراء العراق «حيدر العبادي» لتقديم العزاء في ضحايا الهجمات في سيناء.

وقدم الشيخ «محمد بن زايد» خلال اتصاله، التعازي في اغتيال النائب العام المصري المستشار «هشام بركات»، الإثنين الماضي، جراء حادث إرهابي استهدف موكبه، وكذا في ضحايا العمليات الإرهابية التي استهدفت عدداً من الكمائن الأمنية في سيناء.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، عن آلسفير «علاء يوسف»، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن ولي عهد أبوظبي أكد خلال الاتصال وقوف بلاده بقوة إلي جانب مصر ومساندتها لجهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب.

من جانبه، أعرب أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» خلال اتصال هاتفي بـ«السيسي» عن «خالص تعازيه ومواساته في سقوط ضحايا الهجمات الإرهابية بسيناء».

وأضاف «يوسف» أن أمير الكويت أعرب خلال الاتصال عن «استنكار بلاده وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية الآثمة التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر، مؤكداً تضامن الكويت الكامل مع مصر».

وبحسب «يوسف»، فإن «السيسي»، أعرب عن شكره وتقديره لموقف دولة الكويت، مؤكدا أن «مثل هذه الهجمات الغاشمة لن تثني الدولة عن عزمها لمكافحة الإرهاب وتطهير سيناء من تلك البؤر الإرهابية».

وشدد الرئيس على أهمية التكاتف وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهة التطرف والإرهاب والقضاء عليهما، واِستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

كما تلقى «السيسي» اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» الذي استنكر «الأعمال الإرهابية» التي استهدفت نقاطا أمنية بشمال سيناء أمس، وأدان كذلك الهجوم الذي راح ضحيته النائب العام المستشار «هشام بركات» أول أمس. 

وأعرب «العبادي» عن خالص التعازي باسمه وباسم الشعب العراقي في الضحايا، وأكد رئيس الوزراء العراقي خلال الاتصال تضامن العراق مع مصر في مواجهة الإرهاب، معتبرًا أن تلك الهجمات تعد «جريمة» بحق جميع المسلمين، ونوه إلى استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مختلف المجالات من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه.

كما بعث الرئيس الفلسطينى «محمود عباس»، أمس الأربعاء، برقية عزاء للرئيس «عبد الفتاح السيسي» في ضحايا «الهجمات الإرهابية» في سيناء، وللتضامن مع الشعب المصري الشقيق ضد الإرهاب.

وقال الرئيس في البرقية: «ببالغ من التأثر والغضب الشديد تلقينا نبأ الجرائم والاعتداءات التي نفذتها مجموعات إرهابية جبانة على أرض سيناء الطاهرة والتي راح ضحيتها عدد من أبناء القوات المسلحة المصرية الباسلة».

ومن جانبها أدانت تونس في بيان صدر عن وزارة خارجيتها أيضا، الهجمات ذاتها، وذكر البيان أن تونس تعبر عن شجبها العميق وإدانتها الشديدة لهذه «الأعمال الإجرامية الجبانة» المنافية لكل القيم والمبادئ الإنسانية والتي تستهدف النيل من أمن واستقرار مصر الشقيقة.

كما أدان الأردن، الهجمات، وذكرت الوكالة الرسمية الأردنية أن الحكومة أدانت بشدة «الهجوم الإرهابي»، وجدد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية «محمد المومني»، تضامن الأردن مع الحكومة والشعب المصري في مواجهة الإرهاب والعنف الأعمى والذي يستهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار مصر الشقيقة .

من جانبها أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية مصرية في شمال سيناء، وأودت بحياة العشرات من القتلى من عناصر الجيش والشرطة.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أصدرته مساء أمس الأربعاء، أن هذا «العمل الإجرامي» الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.

و جددت الخارجية تضامن دولة قطر مع الشعب المصري الشقيق، معربة في بيانها عن تعاطف دولة قطر العميق وتعازيها لأسر الضحايا الذين سقطوا جراء هذه الجريمة الآثمة.

وفي ذات السياق أدان المغرب ما وصفه بـ«الاعتداءات الإرهابية المقيتة» التي تعرضت لها مصر في الثلاثة أيام الأخيرة، وأودت بحياة مجموعة من الموظفين السامين وأفراد قوات الجيش والأمن.

وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، أمس الأربعاء، إن المغرب يدين بشدة الاعتداءات الإرهابية المقيتة التي تعرضت لها جمهورية مصر العربية الشقيقة في الثلاثة أيام الأخيرة، والتي أودت بحياة مجموعة من الضحايا من الموظفين السامين وأفراد قوات الجيش والأمن.

وعبر البيان عن تضامن المغرب المطلق مع جمهورية مصر العربية في كل ما يمس أمنها واستقرارها، مجددة رفض أي مبررات للإرهاب، وهذه الآفة الهدامة المتنافية مع القيم الإنسانية ومبادئ الدين الإسلامي السمحة.

 تضامن دولي

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي على لسان ممثلته العليا للأمن والسياسة الخارجية «فيديريكا موغريني»، في بيان صحفي، أمس من بروكسل عن إدانته للاعتداءات الإرهابية، وتعازيه لأسر الضحايا، والسلطات المصرية، والشعب المصري.

وشددت «موغريني» على دعم الاتحاد للشعب والحكومة المصرية في مكافحة الإرهاب، داعية إلى «تقديم مرتكبي ورعاة هذا الهجوم إلى العدالة».

وقالت المسئولة الأوروبية إن العنف والقتل وسائل يستخدمها «الإرهابيون» في محاولة لتقويض مجتمعاتنا، في أوروبا، وأفريقيا، ومنطقة الشرق الأوسط، مضيفة «سوف نبقى متحدين في مواجهة هذا التهديد المشترك، وجنبا إلى جنب مع جميع الذين يحترمون قيمة الحياة».

الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» أدان هو الآخر الهجمات التي وصفها بـ«الإرهابية القاتلة»، وأعرب في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، عن تعازيه لـ«عائلات الضحايا وللحكومة المصرية».

كما نددت الولايات المتحدة بشدة، بـ«الهجوم الإرهابي»، في بيان صدر عن البيت الأبيض، أمس، وأعرب البيان عن أعمق مشاعر العزاء إلى عوائل القتلى، وحكومة وشعب مصر، مبدية أمنيات أمريكا بالشفاء العاجل للجرحى.

وشدد البيان على وقوف الولايات المتحدة بعزم مع مصر وسط موجة من الهجمات الإرهابية التي داهمت البلاد، ومواصلة مساعدتها في التعامل مع هذه التهديدات التي تستهدف أمنها كجزء من شراكتهم طويلة الأمد.
 
من جانبها، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان نشر أمس الأربعاء، على موقعها على الانترنت: «ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي وقعت في محافظة شمال سيناء في مصر، ونشعر بحزن بالغ لسقوط عدد كبير من الضحايا جراء هذه الهجمات، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد من فقدوا حياتهم برحمته، ونتقدم بأحر التعازي لذويهم». 

ورغم توتر العلاقات بين القاهرة وأنقرة، إلا أن الأخيرة دائما ما تندد وترفض أي حوادث إرهابية تقع في مصر، سواء استهدفت المدنيين، أو العسكريين.

كما ذكرت السفارة الإيطالية لدى القاهرة أن الرئيس «سيرجو ماتتاريلا» ورئيس الوزراء «ماتيو رينزي» ووزير الخارجية «باولو جينتيلوني» أرسلوا ثلاثة خطابات إلى الرئيس «عبد الفتاح السيسي» ووزير الخارجية «سامح شكري» عبروا فيها عن استيائهم وإدانتهم للحوادث «البشعة» التي وقعت في شمال سيناء والتي وقعت خلال الأيام الماضية بالقاهرة والتي أدت إلى خسائر عديدة في الأرواح.

وأفاد بيان للسفارة الإيطالية صدر اليوم بأن كبار مسئولي إيطاليا عبروا عن تعازيهم الحارة لأسر ضحايا هذه الهجمات الإرهابية.

وكان مسؤولون أمنيون مصريون، قالوا إن مسلحين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» شنوا سلسلة هجمات منسقة، بينها سيارتين ملغومتين، صباح أمس الأربعاء، على عدة نقاط تفتيش تابعة للجيش في سيناء.

وفيما أكدت وسائل إعلام محلية وغربية، ومصادر أمنية مصرية، أن الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 70 جنديا، إضافة إلى عدد من المسلحين، قال المتحدث باسم الجيش المصري العميد «محمد سمير»، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الهجمات أسفرت عن مقتل 13 جنديا و4 ضباط من الجيش، دون أن يعلن عدد القتلى من الشرطة.

وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيان نشر باسم «ولاية سيناء» أن عناصر التنظيم تمكنوا من تنفيذ عدة هجمات على 15 موقعا أمنيا وعسكريا لما وصفه بــ«جيش الردة».

وقالت مصادر صحافية في سيناء وخبراء أمنيون إن الهجمات قام بها قرابة 500 عنصر مسلح، واستخدمت فيها قذائف «الهاون» و«آر بي جي» وصواريخ «سام 7» و«كورنيت» وعشرات السيارات، إضافة إلى سيارة ملغومة تم استخدامها في الهجوم على كمين السدرة، فيما وقعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين المهاجمين وقوات الأمن.

وأوضحت مصادر إعلامية أخرى، أن الجهات الرسمية في مصر لديها تحفظ شديد بشأن إعلان أرقام الضحايا.

وفي سياق متصل وافق مجلس الوزراء المصري أمس الأربعاء، على قانون مكافحة الإرهاب، الذي يسرع إجراءات التقاضي، ويمنع الاستئناف على أحكام الإعدام، ويعطي القاضي الحق في عدم الاستماع لشهود النفي في القضية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، وينتظر القانون مصادقة رئيس البلاد.

جاء ذلك في أعقاب تأكيد الرئيس المصري، أمس الأول الثلاثاء أثناء تشيع  جنازة النائب العام المصري «هشام بركات» الذي قتل الإثنين، بتفجير سيارة ملغومة استهدفت موكبه، بحي مصر الجديدة شرق القاهرة، اعتزام الدولة تعديل القوانين من أجل تحقيق «العدالة» بأسرع وقت، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ أحكام الإعدام والمؤبد ضد من صدرت بحقهم هذه الأحكام بالقانون.

  كلمات مفتاحية

السيسي سيناء ولاية سيناء الإرهاب

الاحتلال الإسرائيلي يوافق على زيادة أعداد القوات المصرية في سيناء

65 قتيلا على الأقل في أوسع هجوم لـ«ولاية سيناء» على نقاط عسكرية في سيناء

مقتل وإصابة 17 موظفا بهيئة الطرق في تفجير عبوة ناسفة بشمال سيناء

«ولاية سيناء» يسعى لاستقطاب شباب «الإخوان» عقب حكم الإعدام على «مرسي»

15 قتيلا من الجيش والشرطة في تفجيرات بسيناء .. وتغييرات في القيادة العسكرية على وقع الإخفاق

«الدولة الإسلامية» يحرض «ولاية سيناء» على تنفيذ عمليات ”جهادية“ في مصر

الاحتلال الإسرائيلي يوافق على زيادة أعداد القوات المصرية في سيناء

«غارديان»: هجمات سيناء مؤشر على تصاعد قدرات «الدولة الإسلامية»

مقتل أسرة كاملة في قصف بسيناء و«السيسي» يتفقد قوات الجيش بالزي العسكري

السلطات المصرية تبحث إجراءات قانونية ضد نشر معلومات «خاطئة» عن قتلى الجيش