دبلوماسي: «هادي» سيطرح هدنة لـ10 أيام تشترط «ضمانات حقيقية»

الأربعاء 8 يوليو 2015 11:07 ص

قال مسؤول دبلوماسي إن الرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، سيبعث، غدًا الخميس، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، تتضمن استعداد حكومته للمبادرة بهدنة إنسانية مدتها 10 أيام، على أن يقدم  الطرف الآخر«ضمانات حقيقية».

يأتي ذلك فيما توقعت مصادر سياسية قريبة من المباحثات التي يجريها المبعوث الأممي في صنعاء، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، بدء سريان الهدنة يوم الجمعة المقبل.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن المسؤول الدبلوماسي (لم توضح هويته) إن الهدنة، التي سيطرحها «هادي»، ستكون خلال الأيام الخمسة الأخيرة من شهر رمضان الجاري، والأيام الخمسة الأولى من شهر شوال المقبل.

وأوضح أن «هادي» يشدد على ألا تكون الهدنة الإنسانية من طرف واحد، وأنه يجب على الطرف الآخر (ميلشيات جماعة «الحوثي» والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، «علي عبد الله صالح») قبول الانسحاب من المدن، ووقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن «هادي» سيخطر الأمين العام بأن الهدنة الإنسانية تأتي بالتنسيق مع دول التحالف العربي، الذي تقوده السعودية؛ وذلك في عملية تسهيل دخول المواد الإغاثية والإنسانية والطبية العاجلة.

وأكد أن «هادي» سيخطر «كي مون» أن الإعلان عن الهدنة الإنسانية سيأتي من طرف الحكومة اليمنية الشرعية، صاحب المبادرة، حيث لن تتم الهدنة إلا بعد التأكد من الضمانات الجديدة من طرف الحوثيين و«صالح»، والتي تحملها الأمم المتحدة، ممثلة في مبعوثها إلى اليمن، على أن تكون هذه الضمانات «حقيقية».

وقال: «الضمانات الجديدة التي يحملونها من الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع صالح، لا تزال إلى حد الآن غامضة، وغير معروفة بالنسبة للحكومة الشرعية، وعلى الأمم المتحدة، التي تعتقد أن هناك استجابة كبيرة من الحوثيين، أن تكشف تلك الضمانات، حتى تكون واضحة أمام المجتمع الدولي».

وبخصوص الضمانات، قالت مصادر سياسية يمنية إن اللقاء الذي عقد مساء أمس الأول الإثنين بين جميع الأطراف السياسية اليمنية المتواجدة في الرياض، لتوحيد الموقف تجاه الهدنة الإنسانية، التي يطالب بها المبعوث الدولي، اتفق خلاله الجميع على توحيد الموقف من شروط عدة، أبرزها: إيجاد ضمانة دولية لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى المدن ومنع اعتراض أي من هذه المساعدات، فضلاً عن استمرار طيران التحالف في ضرب أية تحركات عسكرية للمليشيات خلال الهدنة في حال اختراقها كما حدث في السابق.

وقالت المصادر نفسها، حسب ما نقل عنها موقع «العربي الجديد» الإخباري، إنه لا ثقة لدى الأطراف السياسية في الرياض بالمبعوث الأممي وبضماناته، لكنها مع ذلك تتماشى مع مطالبه لمحاولة تخفيف معاناة اليمنيين.

تقدم في مشاورات صنعاء

وفي سياق جهود التوصل لهدنة، تستمر المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي في صنعاء مع قيادات في جماعة «الحوثي» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، الذي يتزعمه «صالح»، وبعض المكونات السياسية الأخرى.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» توقعات لمصادر سياسية يمنية مطلعة بأنه تم الاتفاق على كثير من القضايا المتعلقة بالهدنة، وتجاوز الكثير من التفاصيل التي يجري بحثها بشكل مكثف في صنعاء.

المصادر ذاتها وهي «قريبة من المشاورات الجارية في صنعاء» توقعت أيضا أن يتم التوصل إلى اتفاق الهدنة في غضون اليومين المقبلين، وأن يتم البدء في تطبيق الهدنة، اعتبارا من يوم الجمعة المقبل.

وقالت المصادر إن ذلك «متوقع ومحتمل إذا لم يطرأ أي شيء وإذا استمرت النقاشات على ما هي عليه الآن». وأضافت أن «الأمور إيجابية حتى اللحظة».

وتوقعت أن تستمر الهدنة الإنسانية في اليمن بين 15 إلى 20 يوما. وقالت إن «هذه الفترة سوف تتيح لكل الأطراف النقاش من أجل الخطوات التالية»، التي، بحسب المصادر، هي مناقشة تمديد الهدنة ووقف إطلاق النار والدخول والعودة إلى العملية السياسية مجددا.

وأشارت إلى أن «الحوار المرتقب بين الأطراف اليمنية المتنازعة، سوف يكون مختلفا عن النقاشات التي دارت في جنيف، منتصف الشهر الماضي»، في إشارة إلى آلية جديدة في الحوار أو المشاورات، دون أن تفصح تلك المصادر عن المزيد من المعلومات بهذا الخصوص.

والتقى المبعوث الأممي إلى اليمن، خلال اليومين الماضيين، بممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وبأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، غير أنه، كما في الزيارتين السابقتين للمبعوث الأممي، لم يتم الإعلان عن لقاءاته بقيادات في حركة «أنصار الله» الحوثية.

وتشغل الهدنة الإنسانية المواطن العادي في الشارع اليمني الذي يواجه مخاطر كارثية جراء الحرب الدائرة، وذلك في النقص الحاد في المواد الغذائية والخدمات، إضافة إلى مخاطر الموت والإصابة في مناطق المواجهات، وكذا الأمراض والأوبئة المعدية التي بدأت في الفتك بالمواطنين في عدد من المحافظات اليمنية.

وتأتي الجهود الدبلوماسية المكثفة من أجل التوصل لهدنة وسط غضب متزايد بشأن الوضع الإنساني المتردي في اليمن بعد القصف الجوي المستمر لطيران تحالف «عاصفة الحزم» منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وصنفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الحرب في اليمن بأنها أزمة إنسانية من المستوى الثالث، وهو المستوى الأعلى بمعايير المنظمة الدولية، وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدعوات لهدنة إنسانية.

  كلمات مفتاحية

اليمن هدنة إنسانية جماعة الحوثي عبد ربه منصور هادي علي عبدالله صالح

وكالة: اتفاق مبدئي على هدنة في اليمن لمدة 5 أيام

الحكومة اليمنية تتوقع اتفاق هدنة قريب حتى نهاية عطلة عيد الفطر

التحالف يدمر المقر الرئيسي لحزب «صالح».. والمبعوث الأممي يبحث هدنة جديدة بصنعاء

مقتل 70 حوثيا خلال يومين في اليمن وأنباء عن هدنة مرتقبة اليوم

الحوثيون: نناقش مع الأمم المتحدة هدنة حتى نهاية رمضان

«هادي» في رسالة لـ«كي مون»: حريصون على الهدنة ونأمل أن يلتزم الحوثيون بها

مصدر أردني: زيارة «بحاح» لعمان تهدف للتوصل لهدنة طلبها الحوثيون

المبعوث الأممي: الإعلان عن هدنة إنسانية في اليمن خلال 24 ساعة