توقعت الحكومة اليمنية، اليوم الإثنين، إبرام اتفاق في وقت قريب بشأن هدنة إنسانية تمتد حتى نهاية عطلة عيد الفطر.
وقال «راجح بادي» المتحدث باسم الحكومة اليمنية التي تعمل من الرياض، إن «الحكومة تجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة».
وأشار إلى أن «الهدنة الإنسانية ستستمر حتى نهاية عيد الفطر المقرر أن يبدأ في 17 يوليو/ تموز الجاري»، دون أن يحدد موعد نهاية العطلة غير أن عطلة عيد الفطر في اليمن غالبا لا تقل عن 3 أيام ولا تزيد عن 7 أيام.
وبخصوص المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن ، لفت «بادي» إلى أن المحادثات تركز على تنفيذ قرار الأمم المتحدة الصادر في أبريل/ نيسان الماضي ويدعو جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران للانسحاب من المدن التي سيطرت عليها منذ سبتمبر/ أيلول ولإرسال إمدادات الإغاثة إلى المدنيين المنكوبين في البلاد.
وأضاف أن الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ القرار رقم 2216 تطالب بضمانات حقيقية بأن المساعدات ستصل لمن يحتاجونها، مشيرا إلى أن المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن (جنوب) وتعز (وسط) ولحج والضالع (جنوب).
وتضررت مدن كبرى في وسط وجنوب اليمن بسبب المعارك العنيفة بين الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس الشرعي «عبد ربه منصور هادي».
ويقوم المبعوث الأممي إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، في عواصم عربية مختلفة منها صنعاء التي وصلها أمس الأحد، لبحث هدنة إنسانية جديدة تسمح بدخول مواد إغاثية، بعد أكثر من 100 يوم من المعارك.
ونقلت وسائل إعلام يمنية محلية، عن «ولد الشيخ أحمد»، قوله لدى وصوله صنعاء أمس، أن زيارته لليمن تأتي بهدف الإسراع في التوصل إلى هدنة إنسانية في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني.
وأضاف: «نكثف جهودنا من أجل الوصول إلى حل سلمي في هذه الأزمة التي أصبحت كارثية بالنسبة للشعب اليمني خاصة ما يتعلق بالقضايا الإنسانية».
وتحدثت بعض وسائل الإعلام ذاتها، عن أن المبعوث الأممي بدأ مشاوراته بالفعل من أجل الهدنة، فور وصوله، دون مزيد من التفاصيل.
يذكر أن فريقا إنسانيا تابعا للأمم المتحدة يرافق مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته لليمن.
وكان الحوثيون، أعلنوا أمس الأول السبت، أنهم يجرون نقاشا مع الأمم المتحدة، لوقف القتال حتى نهاية شهر رمضان، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما قالت مصادر إن المبعوث الأممي إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، يناقش الأمر ذاته مع الحكومة اليمنية، وسط تكهنات صحفية عن إعلان مرتقب لهدنة.
وصنفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الحرب في اليمن بأنها أزمة إنسانية من المستوى الثالث وهو أشد مستوياتها وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدعوات لهدنة إنسانية.
وأبلغت الأمم المتحدة منظمات الإغاثة بان الهدنة قد تبدأ قريبا ونصحتها بأن تكون على أهبة الاستعداد لبدء شحن المساعدات. وتوسطت الأمم المتحدة في هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام في مايو/ أيار لكن منظمات الإغاثة قالت إنها لم تكن كافية لتلبية كل احتياجات اليمن.
يأتي ذلك فيما يتواصل القتال في عدد من المدن اليمنية بين الحوثيين، والقوات الموالية لـ«هادي»، وكانت المعارك خلفت أمس، أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الحوثيين، بحسب مصادر متطابقة.
ففي جنوب اليمن قال سكان إن قصفا نفذته طائرت التحالف الذي تقوده السعودية تسبب في مقتل 30 شخصا على الأقل في سوق ببلدة الفيوش على الطريق بين ميناء عدن ومحافظة لحج.
وذكروا أن عشرة من القتلى كانوا حوثيين بينما كان الباقون من المدنيين الذين كانوا يتسوقون في سوق شعبية مجاورة.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون، إن 42 شخصا في المجمل قتلوا في ضربات جوية تقودها السعودية في جميع أنحاء البلاد اليوم الاثنين.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من التحالف الذي تقوده السعودي، حول ما ذكرته الوكالة.
وفي وقت سابق فجر اليوم، استهدفت طائرات التحالف مقر «اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر» (القيادة الموسعة للحزب)، في شارع حي حدة بالعاصمة اليمنية صنعاء، والذي يقوده الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح».
وبحسب الموقع الرسمي للحزب، فقد أدى القصف إلى تدمير المقر بشكل كامل وسقوط ضحايا لم يحدد عددهم.