قالت وكالة «رويترز» للأنباء إن الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي والاشتباكات قتلت 176 مقاتلا ومدنيا في اليمن، أمس الاثنين، في تصاعد لأعمال العنف في الوقت الذي تناقش فيه الأطراف المتحاربة إمكانية الاتفاق على هدنة إنسانية.
وأوضحت الوكالة أنها نقلت هذه الأرقام عن سكان ووسائل إعلام تابعة للحوثيين، دون أن تضيف أية تفاصيل أخرى حتى الساعة.
وإذا تأكد عدد القتلى فسيكون، يوم أمس الاثنين، أكثر الأيام دموية في اليمن منذ بدأ التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، عملية «عاصفة الحزم» في 26 مارس/ آذار الماضي؛ لإعادة الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، المقيم في الرياض، إلى منصبه
ويُخشى أن يؤثر هذا التصاعد في أعداد الضحايا على جهود الوساطة من أجل هدنة إنسانية.
وتسعى الأمم المتحدة لوقف القتال والضربات الجوية اللذين تسببا في مقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص في اليمن منذ مارس/ آذار الماضي.
وأجرى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» محادثات مع مسؤولين من جماعة الحوثي في محاولة للوساطة في وقف لإطلاق النار حتى يتسنى إدخال المساعدات الإنسانية.
وقالت الحكومة اليمنية، التي تمارس عملها من الرياض، إن المحادثات تركز على تنفيذ قرار من الأمم المتحدة صدر في أبريل/نيسان، ويدعو جماعة الحوثي للانسحاب من المدن التي سيطرت عليها منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وإرسال إمدادات الإغاثة إلى المدنيين المنكوبين في البلاد.
وقال «راجح بادي»، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، إن الحكومة تجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة.
وأضاف أن الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة تطالب بضمانات حقيقية بأن المساعدات ستصل لمن يحتاجونها، مشيرا إلى أن المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن وتعز ولحج والضالع.
وتضررت مدن كبرى في وسط وجنوب اليمن بسبب المعارك العنيفة في البلاد.
وذكر «بادي» أن الهدنة الإنسانية ستستمر حتى نهاية عيد الفطر المتوقع أن يحل في 17 يوليو/تموز الجاري.
وأبدى الحوثيون استعدادهم لاحترام الهدنة.
وتأتي الجهود الدبلوماسية المكثفة وسط غضب متزايد بشأن الوضع الإنساني المتردي بعد القصف الجوي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، والذي بدأ بسبب تقدم الحوثيين إلى منطقة خاضعة لسيطرة حكومة «هادي».
وصنفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الحرب في اليمن بأنها أزمة إنسانية من المستوى الثالث، وهو المستوى الأعلى بمعايير المنظمة الدولية، وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدعوات لهدنة إنسانية.