استبدعت روسيا القيام باستثمار ضخم حين تنفذ شركة "أرامكو" النفطية العملاقة المملوكة للحكومة السعودية، عندما تنفذ طرحها العام الأولي الذي طال أمد انتظاره، فيما أبدت النرويج عدم اكتراثها.

جاء ذلك خلال تعليقات من رئيسي الصندوق الاستثمار السيادي في كل روسيا والنرويج خلال تواجدهما بمؤتمر دافوس في الصحراء الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء بالرياض.

وقال "كيريل ديمترييف" الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، إن صندوق الثروة السيادية الروسي لن يقوم باستثمار ضخم في الطرح العام الأولي للشركة النفطية السعودية.

وأوضح "ديمترييف" في مقابلة لوكالة "رويترز" على هامش منتدى للاستثمار في الرياض: "بالتأكيد روسيا لن تقوم باستثمار ضخم في أرامكو بسبب أنها بالفعل منكشفة تماما على النفط".

وأضاف: "لكن الكثير من صناديق التقاعد تعتقد أن أرامكو تقدم عرضا مثيرا للاهتمام جدا... هناك اهتمام مؤكد من جانب صناديق تقاعد روسية وعدد من صناديق الاستثمار وبنوك الاستثمار الروسية".

وذكر "ديمترييف" أن مستثمرين روسا يبحثون ما يزيد على 10 مشاريع وفرصا جديدة في السعودية في قطاعات الطاقة والسياحة والبتروكيماويات والبناء.

من جانبه، أبدى الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي النرويجي يوم الأربعاء عدم اهتمام بالطرح، قائلا إن الصندوق لا يخطط للاستثمار في "أرامكو" السعودية.

وقال "ينفا سلينجستاد" في مؤتمر صحفي إن "السعودية ليست جزءا من مؤشرنا المرجعي".

وأضاف أن الصندوق النرويجي يملك بعض الاستثمارات الأصغر في شركات سعودية عبر محفظة للأسواق الناشئة، لكن شركة كبيرة مثل "أرامكو" لن تكون جزءا طبيعيا من هذه المحفظة.

والثلاثاء نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصادر مطلعة، قولها إن بدء اكتتاب شركة "أرامكو" في السوق السعودية، سيكون اعتبارا من 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وذكرت "العربية"، أن بدء تداول أسهم "أرامكو"، المصنفة كأكبر شركة نفط في العالم، بالبورصة المحلية، سيكون اعتبارا من 11 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وفي 14 أكتوبر/تشرين أول الجاري، قال رئيس مجلس إدارة "أرامكو"، "ياسر الرميان"، إن إعلان الشركة عن نية الطرح الأولي "قريب جدا جدا".

ومنذ 2018، أجلت السعودية في أكثر من 4 مناسبات، تأجيل طرح "أرامكو" في السوق المحلية إضافة إلى بورصة أو اثنتين عالميتين.

ويرى مراقبون أن الهجوم على "أرامكو" منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أدى إلى تنامي مخاوف ترافق المستثمرين العالميين في الملتقى إزاء قدرة المملكة على حماية واحد من أهم منشآت الطاقة العالمية.

ومنتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي "بقيق" و"خريص" التابعتين لشركة "أرامكو"، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة، تبنته جماعة "الحوثي".