ديالى لا تزال في مرمى «الدولة الإسلامية» رغم مرور 6 أشهر على خروجه منها

الثلاثاء 21 يوليو 2015 09:07 ص

رغم إعلان الجيش العراقي في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي،تحرير محافظة ديالى الاستراتيجية، شرقي البلاد، من تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن وقائع عدة تؤكد أن المحافظة لا زالت في مرمى التنظيم وأن يده لم تكف عن العبث بها.

وعاش العراق حالة صدمة عقب استهداف سيارة مفخّخة، يوم الجمعة الماضي، سوق خان بني سعد، وهي المدينة ذات الأغلبية الشيعية في محافظة ديالى على بعد 20 كيلومتًرا شمال بغداد، إذ أتت العديد من العائلات للتسوّق عشية احتفال الطائفة الشيعية بعيد الفطر، عندما انفجرت سيارة مسلّحة بحمولة 3 طن وفقًا لبيان تنظيم «الدولة الإسلامية».

 وقُتل 115 شخصًا على الأقلّ، وجُرح أكثر من 100 آخرين في هذا الهجوم الأكثر دموية منذ سيطرة التنظيم على مساحات واسعة في العراق في يونيو/حزيران 2014، وقد ألغيت الاحتفالات بعيد الفطر، وأُعلن الحداد 3 أيّام.

ومن خلال التوقيع على هذا الهجوم، أظهر «الدولة الإسلامية»، قدرة متجدّدة على زعزعة الاستقرار في ديالى، لا سيما أن هجمات التنظيم على المحافظة تكررت خلال النصف الأول من العام الجاري، أي منذ إعلان السلطات العراقية تحرير المحافظة من التنظيم في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بمشاركة قوات البيشمركة الكردية.

تكرار الهجمات منذ 6 أشهر أكد بما لا دع مجالا للشك، بقاء جيوب للتنظيم في المحافظة، فمع العديد من المناطق الريفية الّتي يصعب الوصول إليها، تصبح مهمّة تأمين ديالى من قِبل القوّات الحكومية معقّدة لذا جعل إعادة نشرها على باقي الجبهات - مثلما يتمّ حاليًا في منطقة الأنبار السنية في الغرب - المجال مفتوحًا أمام تنظيم «الدولة الإسلامية» من أجل إعادة التواجد، وتكثيف الهجمات الهادفة أحيانًا إلى التضليل.

وبحسب موقع التقرير، فإن اتجاه تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى محافظة ديالي، في بداية دخوله العراق، كان امتدادا للتواجد الجهادي في المحافظة والذي يمتد لعام 2007 بعد الحملة الّتي قامت بها القوّات الأمريكية ضدّ تنظيم «القاعدة» في العراق.

ولم تنجح الحملة الأمريكية في القضاء على «القاعدة» في المحافظة، إذ أنّ زعيمها «أبو مصعب الزرقاوي»، قد قُتل في يونيو/حزيران 2006 في غارة أمريكية ولكن انطوت الخلايا حول بحيرة حمرين شمال شرق المحافظة، حيث تمكّن الجهاديون من اللعب على الانقسامات في هذه المحافظة الّتي يسكنها العرب والأكراد والتركمان والسنة والشيعة من أجل الحفاظ على تجذّرها.

وكسب الجهاديون المؤيدون للانسحاب الأمريكي في نهاية 2011 وإلى التمرّد السني بعد عام موطئ قدم في المحافظة متقدّمين على طول وادي ديالى، ومع الهجوم على خان بني سعد، لعب تنظيم «الدولة الإسلامية» من جديد على «الحبل الطائفي المروع» على حدّ تعبير رئيس البرلمان العراقي، السنّي سليم الجبوري.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، بالتوازي مع السيطرة على الفلوجة والرمادي في صحراء الأنبار، أعلن «الدولة الإسلامية»، ديالى جبهة ذات أولية في يونيو/حزيران 2014، وبسرعة انتشرت القوّات الشيعية في المحافظة من أجل تأمين المناطق الشيعية ودفع تقدّم الجهادي.

 وقد زادت هذه المواجهة من حدّة التوترات الطائفية بين السنّة والشيعة ممّا أدّى إلى تشريد السكّان والعديد من المجازر المنسوبة إلى هذا الطرف أو ذاك.

وتشكّل محافظة ديالى قاعدة خلفية محتملة للجهاديين بين إيران في الشرق وكردستان العراق في الشمال ومحافظات صلاح الدين في الغرب وبغداد في الجنوب، وقد قادت إيران فيها في بداية 2015 ضربات جويّة من أجل دحر «الدولة الإسلامية» بعيدًا عن حدودها، وتخشى السلطات العراقية من أنّ يؤدّي زعزعة استقرار ديالى إلى خلق تهديد جديد للعاصمة.

  كلمات مفتاحية

ديالى الدولة الإسلامية بغداد القاعدة العراق إيران الأنبار

115 قتيلا و170 جريحا في تفجير ديالى و«العبادي» يتوعد «الدولة الإسلامية»

العثور على معسكر سري ومقبرة جماعية تضم 21 جثة لمسلحي «الدولة الإسلامية» في ديالى

«ستراتفور»: مظاهر القوة والضعف التي كشفتها مكاسب «الدولة الاسلامية»

«الدولة الإسلامية» يعلن نجاحه في تحرير 30 من معتقليه في سجن الخالص بديالى

فرار عشرات السجناء من سجن بديالى ومقتل 40 آخرين بعد تدخل ميليشيا شيعية للسيطرة عليه

مقتل 13 من «الدولة الإسلامية» بينهم 3 قيادات في غارات للتحالف شرقي العراق

الحكومة العراقية تعلن عودة أكثر من 8700 أسرة نازحة إلى ديالى

مأساة «ديالى» .. حرب «الميليشيات الشيعية» الاستئصالية الاستيطانية!