هاجم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، تصريحات زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي»، «صلاح الدين دميرطاش»، المتعلقة بهجوم سوروج الانتحاري قبل 10 أيام، ووصفها بأنها «تتسم بالوقاحة، وعارية تماما عن الصحة».
وقال «أردوغان» في تصريحات صحفية، صباح اليوم الخميس، بالعاصمة الصينية بكين، التي يزورها رسميا، إن الرئاسة وصفتها الاعتبارية، أعلى من أن تهبط إلى هذا المستوى، مطالبا «دميرطاش» بأن «لا يتجاوز حدوده».
وكان زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي» (حزب تركي أغلبية أعضائه من الأكراد)، زعم أمس، الأربعاء أن القصر الرئاسي، له صلة بالهجوم الانتحاري في سوروج، في العشرين من يوليو/تموز الجاري، والذي راح ضحيته 32 قتيلا، وأكثر من 104 مصابين.
واتهم «أردوغان»، «دميرطاش» بأنه المسؤول الأول عن مقتل 50 شخصا، في الاضطرابات التي شهدتها بعض المدن التركية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مضيفا «أن دميرطاش، الذي يتمتع بالحصانة البرلمانية حاليا، عمل دائما على تشويه عملية السلام الداخلي في تركيا، وعرقلتها، ومحاولة العودة بها إلى الوراء».
كما اعتبر «أردوغان»، أن «دميرطاش» فشل في تبني موقف صريح تجاه «حزب العمال الكردستاني»، يماثل مواقف «الاتحاد الأوروبي» والولايات المتحدة الأمريكية، الذين أعلناه «منظمة إرهابية».
وشهدت بعض مدن جنوبي وجنوب شرقي تركيا، في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، مظاهرات وأعمال شغب، بدعوى التضامن مع أهالي بلدة عين العرب/كوباني السورية، التي كانت تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» حينذاك، الأمر الذي أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، في المدن ذات الأغلبية الكردية.
وقد وصل الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أمس الأربعاء، إلى بكين وسط تزايد التوترات في الآونة الأخيرة بسبب معاملة الصين لأقلية الإيغور المسلمة.
وعلى الرغم من أن الجانبين يتمتعان بعلاقات ودية ظاهريا فإن مشاعر الرأي العام التركي أججتها تقارير إعلامية تحدثت عن فرض سلطات بكين قيودا على ممارسة أقلية الإيغور المسلمة القاطنين في منطقة شنغيانغ شمالي غربي الصين شعائرها الدينية خاصة صوم شهر رمضان الماضي.
ويرتبط الأتراك والإيغور بوشائج اللغة والثقافة والدين، وكان المئات قد ساروا مؤخرا في شوارع إسطنبول التركية فأحرقوا الأعلام والقنصلية الصينية ولوحوا بأعلام تمثل موطن الإيغور مطالبين بمقاطعة البضائع الصينية.
ويرافق الرئيس التركي وفد مكون من أكثر من مئة رجل أعمال خلال الزيارة التي تهدف كذلك إلى زيادة الصادرات إلى الصين التي يصل مستواها الحالي إلى 2.8 مليار دولار سنويا.
ومن المقرر أن يزور «أردوغان» إندونيسيا أيضا ضمن جولة آسيوية تستغرق أربعة أيام.
وتكتنف العلاقات الصينية والتركية تعقيدات ناجمة عن تقارب أنقرة مع الولايات المتحدة والنزاع في سوريا، بحسب «وكالة أسوشيتد برس».
وقد ظلت الصين تعارض أي تدخل دولي في سوريا، بينما يعتبر «أردوغان» أحد أشد المنتقدين لنظام الرئيس «بشار الأسد».
وتشن أنقرة حاليا حملة عسكرية عبر الحدود السورية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ومواقع لـ«حزب العمال الكردستاني» في شمالي العراق وذلك بعد هجمات دموية تعرضت لها الأراضي التركية مؤخرا.
ويتوقع أن تكون خطة تركيا لحيازة منظومة صواريخ دفاعية جديدة مدرجة على جدول أعمال «أردوغان» لدى لقائه الرئيس الصيني.
وكانت تركيا، العضو في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، قد وافقت في عام 2013 من حيث المبدأ على شراء منظومة صواريخ جوية دفاعية من طراز إتش كيو9 من الصين التي عرضت أفضل الأسعار مع تزويد المنظومة بالتكنولوجيا.
غير أن الصفقة أثارت خلافا لتعارضها مع منظومات الأسلحة التي يمتلكها حلف «الناتو» وبسبب احتمال تسرب أسرار عسكرية إلى بكين.