هل يمكن لصفقة القرن أن تمحو فلسطين؟

الاثنين 10 فبراير 2020 11:43 ص

تدور الخطة الأمريكية حول إنهاء حلم فلسطين الحرة من خلال تشويه الجغرافيا. هذه المهزلة لا يمكن أن تحقق السلام

قد يشعر "نتنياهو" بالقوة بدعم من زعماء العالم اليمينيين الآخرين -مثل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ورئيس الوزراء الهنغاري "فيكتور أوربان" والرئيس البرازيلي "يير بولسونارو"- لكنه يجب أن يقلق بشأن اليوم الذي تتقلص فيه قوة (إسرائيل) وتهزم.

ينبغي على (إسرائيل) أن تقلق بشأن يوم ينمو فيه الأطفال الفلسطينيون ليقودوا معركة أكثر قوة من أجل الاستقلال، وهو اليوم الذي تتحول فيه خريطة العار التي قدمها "ترامب" إلى مرحلة جديدة في التاريخ تغذيها المزيد من الكراهية.

اختفاء فلسطين

هناك خريطة جديدة للشرق الأوسط في طور الإعداد، وذلك ببساطة لإرضاء جشع "نتنياهو" ورئيس الولايات المتحدة الذي لا صلة له بالأرض أو تاريخهاK الشخص الذي لا يستطيع حتى التمييز بين الأقصى و "الأكوا"، عند الإشارة إلى أقدس مسجد في القدس.

إن تحويل فلسطين إلى خليط من الجيوب التي تربطها أنفاق وجسور، يعني القضاء نهائياً على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. تؤيد إدارة "ترامب" المواقف القديمة لمهندسي احتلال (إسرائيل)، وتحول كل ما تبقى من فلسطين إلى "دولة" ليست دولة.

وتعتبر الصفقة غير مشروعة عندما يرفضها أحد أطراف الصفقة. حيث تهدف "صفقة القرن" إلى اختفاء فلسطين.

عند إعداد الخطة، قال مستشار "ترامب"، "جاريد كوشنر"، إنه قرأ 25 كتابًا عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أدعوه للكشف عن الكتب التي تبرر مثل هذه الصيغة للكوارث، واللعب بحياة وحقوق الملايين من الناس كما لو كان هذا مجرد شراء عقار آخر.

الفصل العنصري

بموجب القانون الدولي، ستعمل خطة "ترامب" على إطالة أمد الوضع غير القانوني الذي يحرم الفلسطينيين من حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير، من خلال إدامة الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري.

في عام 1917، بدأ إعلان "بلفور" ساعة الظلم هذه. إذا لم تكن عقود من الكراهية والقتل والتشويه كافية لعكس المسار، فماذا سيكون؟

بينما يبدأ "نتنياهو" في رحلة البقاء السياسي، فهو يفعل ذلك على حساب أبسط حقوق الشعب الفلسطيني. لم يختطف مستقبل (إسرائيل) فحسب، بل مستقبل المنطقة بأسرها -وخاصة شعب فلسطين- من أجل بقائه السياسي. جرى دعمه في هذا الطريق من قبل: المستوطنين غير الشرعيين والصهاينة المسيحيين والشعبويين اليمينيين.

وبما أن فريق "ترامب" قد حشد ملايين الدولارات لضمان بقاء (إسرائيل) دولة عنصرية، فإن قضية فلسطين حشدت الملايين من الناس لضمان تحقيق العدالة والسلام.

لقد أصبح فريق "ترامب" معزولًا عن بقية العالم، بعد أن اختار طريق المستوطنين على طريق القانون الدولي والتعددية.

بحر من الظلم

مع رفض جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة "ترامب"، إلى جانب الانتقادات الشديدة من الاتحاد الأوروبي وتركيا والأردن وغيرها، سترفع فلسطين قضيتها مرة أخرى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ستكون هذه لحظة قرارات داخلية صعبة، لكن عمل اليوم لا يتعلق فقط بحماية فلسطين، ولكن أيضًا بالحفاظ على المبادئ الأساسية للمجتمع الدولي.

ألقى "موسى" عصاه فانشق البحر وخلق طريقا آمنا، اليوم، لا يوجد "موسى"، وبالتأكيد لا عصا، بل بحر من الظلم يحتاج إلى صانعي سلام متدينين لاختراق موجاته التي لا تنتهي.

المصدر | صبري صيدم - ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن بنيامين نتنياهو دونالد ترامب

مرزوق الغانم يلقي وثائق صفقة القرن في سلة القمامة

نيويورك تايمز: خطة ترامب للشرق الأوسط تكشف الحقيقة القبيحة

عريقات ينفي سحب مشروع قرار مقدم لمجلس الأمن حول صفقة القرن

مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة: لا فرص للسلام في وجود عباس

ثلثا الفلسطينيين يؤيدون المقاومة ضد صفقة القرن

ردا على صفقة القرن.. معتمرون أتراك يهتفون للأقصى (فيديو)

فجر نابلس العظيم.. احتجاج فلسطيني على صفقة القرن