زعمت واشنطن، اليوم السبت، إن التحالف الدولي، الذي تقوده، نجح منذ بداية تشكيله قبل عام في استعادة 25% من الأراضي المأهولة التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ونفذ خلال هذه الفترة أكثر من 5 آلاف غارة جوية على مواقع التنظيم في البلدين، وفق وكالة «الأناضول» للأنباء.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، «جوش إيرنست»، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في واشنطن، إن «قوات التحالف حققت خلال 12 شهراً، تقدماً ملحوظاً في حملتها لإضعاف وتدمير داعش (الدولة الإسلامية)».

المتحدث أضاف أن "الولايات المتحدة وحلفائها شنت أكثر من 5000 غارة جوية، أسفرت عن تدمير آلاف من المواقع القتالية، والدبابات، والمركبات، ومصانع القنابل، ومعسكرات التدريب، وقتلت الكثير من مقاتلي داعش".

ولفت إلى أن التحالف الدولي تمكن من طرد داعش من 25% من الأراضي المأهولة التي كان يسيطر عليها، وأن التنظيم لم يعد «على الأقل يستطيع التحرك بحرية»، معتبرا ذلك «مؤشرا على انحسار داعش».

واستطرد إيرنست قائلًا: «لقد تمكنت قوات التحالف من تحرير سنجار (في العرق) وكوباني وتل أبيض (في سوريا) وقتل قيادي بارز لداعش في سوريا وآخر في مجموعة خراسان".

من جانبه، قال رئيس أركان قوة المهام المشتركة لعملية العزيمة الصلبة، العميد الأمريكي «كيفن كليا»، اليوم، إن هناك أكثر من 1200 عسكري يتبعون للقوات المشاركة في التحالف الدولي، يشرفون على تدريب القوات الأمنية العراقية.

وأضاف: «هناك قرابة 1100 مقاتل سني من صفوف القبائل قد تدرب في قاعدة التقدم الجوية» بمحافظة الأنبار (غربي  العراق)، إضافة إلى «أكثر من 400 مقاتل للبيشمركة (جيش إقليم كردستان) أتموا برنامج التدريب في أربيل (عاصمة الإقليم)".

وزعم «كليا» أن القوات المناوئة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، استطاعت استعادة أكثر من 5300 كيلومتر منذ مايو/ آيار من العام الجاري، والتقدم مسافة 45 كيلومتر في يوم واحد خلال هذا الأسبوع.

يذكر أن تنظيم «الدولة الإسلامية» برز في سوريا العام 2013، امتداداً لـ «دولة العراق الإسلامية»، فرع تنظيم «القاعدة» في العراق، إلا أنه ما لبث أن ابتعد من «القاعدة»، التي تمثلها «جبهة النصرة» في سوريا، وأعلن في يونيو/حزيران 2014 إقامة «دولة الخلافة» في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، منصباً عليها زعيمه «أبو بكر البغدادي» خليفة. وفي وقت لاحق، أعلن التنظيم توسعة في مناطق أخرى بينها: مصر، وليبيا، واليمن، والسعودية. 

وتقود الولايات المتحدة منذ عام، حلفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة التنظيم، لكن الأخير تمكن خلال الشهور القليلة الماضية من ضم مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي العراق، وأجزاء واسعة من سوريا. 

والأربعاء الماضي، كشف «ألكسندر بورتنيكوف»، رئيس «هيئة الأمن الفيدرالية الروسية» أن تقديرات الاستخبارات الروسية تشير إلى أن مسلحين من ما يربو على مئة دولة يقاتلون حاليا في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية».

وحذر «بورتنيكوف» من أن توسع دائرة الدول «المصدرة للإرهابيين» مع تنامي تدفق المقاتلين الجدد، الذين ينتمون إلى مختلف المجموعات الإثنية والطبقات الاجتماعية، «يدل إلى استيلاء  التنظيم على زمام المبادرة وشروعه في تطبيق إستراتيجية عدوانية على الجبهة الدعائية».