كيف يستقطب تنظيم «الدولة الإسلامية» مقاتليه الجدد؟

الأحد 2 أغسطس 2015 03:08 ص

تجربة فتى بريطاني تبين أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يتبع تكتيكات تشبه تلك المتبعة في جعل «الإيذاء الذاتي» و «الأنوراكسيا» (إنقاص وزن الجسم بشكل خطير) يبدو طبيعيا.

فتح «ساجد» حسابا باسم مستعار على «تويتر» بعد انقطاع أخبار شقيقه «أرشاد»، الذي لم يكن قد أبدى أي ميول متطرفة في السابق، أو أي اهتمام واضح بالنزاع في سوريا.

فجأة اختفى «أرشاد»، واختفى جواز سفره، وبدا من تاريخ البحث في حاسوبه المحمول أنه بحث عن مواد لها علاقة بتنظيم «الدولة الإسلامية».

ثم اتصل «أرشاد» بشقيقه «ساجد» من سوريا وأبلغه أنه قرر أن يصبح مقاتلا في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية»، أسوة بمئات الشبان الآخرين من بريطانيا.

كان «ساجد» في السادسة عشرة، لا يزال طالبا، وأراد معرفة المزيد.

استخدم اسما عربيا مستعارا لحسابه على موقع «تويتر»، وبدأ البحث عن معلومات حول «تنظيم الدولة» ومتابعة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم تمض فترة طويلة قبل أن يتابعه أحد المؤيدين لـ«تنظيم الدولة»، وبعد مضي ساعتين كان عدد متابعيه قد بلغ 5 آلاف.

أقام محادثات مع العديد منهم، ثم بدأ يراسل ستة أشخاص بشكل منتظم، بعد أن توطدت علاقته بهم.

كان بعضهم في سوريا، وبعضهم كان من مؤيدي «تنظيم الدولة» في الغرب.

ثم يتابع «ساجد» رواية تجربته، فيقول إن الغريب أن أحدا لم يحاول استقطابه بشكل مباشر أو دعوته للانضمام إلى صفوف التنظيم.

كل ما فعلوه أنهم بدأوا يعرضون لقطات فيديو وينشرون مواد تظهر «اضطهاد المسلمين السنة على أيدي قوات الأمن العراقية التي يسيطر عليها الشيعة».

وتفعل هذه المواد فعلها في التحريض، وتعزيز الرغبة بالانتقام.

حين شاهد «ساجد» لقطة فيديو يظهر فيها إعدام جندي عراقي أحس بأنه في خطر.

«هل هذا ما تعرض له شقيقي؟»، بدأ «ساجد» يتساءل.

ثم تذكر تأثير اختفاء شقيقه على العائلة، وكيف انقطع أشقاؤه وشقيقاته الصغار عن الأكل والنوم، وفكر أن هذا سيحصل مجددا لو انضم للتنظيم مثل شقيقه.

كان ما حفزه لمقاومة الإغراء ذاتيا كما تطور الانجذاب بشكل ذاتي.

تغريدات محذوفة

«أعتقد أن هناك مستويات لنشر التطرف»، يقول «ساجد»، ويتابع «تصوروا شابا مسلما يفكر أن الجنود العراقيين يقتلون السنة ولا يعاقبهم أحد، ثم يأتي تنظيم الدولة ويدعوهم للقتال في صفوف الخلافة للانتقام، سيحسون أن حلمهم قد تحقق».

كان بين معارف «ساجد» على «تويتر» شخصان يقاتلان في صفوف التنظيم في سوريا، يرسلان له أخبارا فورية عبر أحد التطبيقات.

هكذا أصبح يعلم أشياء أكثر من غيره، وأحس بالتميز، ثم جعل يتظاهر بأنه مؤيد للتنظيم، وكان هذا صعبا ، فهو من جهة يقدم نفسه كمؤيد للتنظيم ومن جهة أخرى يحاول أن يثني الشبان عن الالتحاق به.

ويروي كيف أن فتاة صومالية تعيش في لندن اتصلت به وقالت إنها تفكر بالانضمام لتنظيم الدولة، فنهاها، فردت مصدومة : ما هذا؟ هل أنت جاسوس ؟

شعر «ساجد» بالخوف من أن تبلغ عن موقفه لـ«تنظيم الدولة»، لكن هذا لم يحدث، وحذفت الفتاة تغريداتها بعد دقيقتين.

انضم ما لا يقل عن 700 شخص بريطاني للتنظيم، كما تقول الشرطة البريطانية.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية المقاتلون الأجانب استقطاب المتطوعين بريطانيا سوريا العراق تجنيد

«الدولة الإسلامية» يعتذر عن استقبال مقاتلين جدد لـ«اكتظاظ معسكراته»

«بيزنس إنسايدر»: السعودية تعاني لمنع «الدولة الإسلامية» من تجنيد الشباب

اتهامات لـ«الدولة الإسلامية» وميليشيات شيعية وكردية بتجنيد المراهقين لاستخدامهم في المعارك

اعتقالات في إسبانيا والمغرب للتحقيق في تجنيد عناصر لـ«الدولة الإسلامية»

إجراءات أوروبية محمومة بشأن المقاتلين في الخارج

«ديفيد هيرست»: إيران والدكتاتوريون السنة هم أكثر من يجند لـ«الدولة الإسلامية»

السعودية.. السجن 9 سنوات لعسكري انضم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»