أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «طالبان» الأفغانية في قطر، «محمد طيب آغا»، استقالته من منصبه، وذلك في أحدث مؤشر على احتمال وقوع انقسام في الحركة عقب الإعلان عن وفاة زعيمها الملا «محمد عمر».
وجاء في بيان صدر عن «آغا»، مساء أمس الاثنين، وأكدته مصادر من طالبان، اليوم الثلاثاء، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، إن «طيب آغا رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي فُتح في الدوحة لتسهيل إجراء حوار سلام مع الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة، استقال من منصبه».
وأضافت المصادر أن «مقربين من طيب آغا ما زالوا يحاولون إقناعه بالعودة عن قراره، الذي يعزز الانقسامات في صفوف طالبان».
فيما قال «آغا» في بيانه إنه «من أجل أن يبقى ضميري مرتاحاً وأحترم مبادئ الملا عمر، قررت إنهاء عملي كرئيس للمكتب السياسي»، مضيفا: «لا أريد التورط في أي نزاعات داخل طالبان، ولن أدعم أي طرف في النزاع الحالي داخل الحركة».
ولفت «آغا» إلى أن «موت الملا عمر أخفي لعامين، وهذا خطأ تاريخي»، معبرا عن أسفه لأن «القادة في أفغانستان لم تتم مشاورتهم في اختيار الملا منصور، ونائبيه الملا هيبة الله أخندزاده المسؤول السابق عن محاكم الحركة، وسراج الدين حقاني نجل الملا جلال الدين حقاني».
وأعلنت طالبان، الجمعة الماضية، تعيين الملا «أختر منصور» زعيماً جديداً لها خلفاً للملا «عمر»، لكن هذا التعيين أثار معارضة بقيادة نجل الملا «عمر» وشقيقه، اللذين أدانا هذه الخطوة واعتبرا أنها متسرعة وغير توافقية، وشككا في شرعية «منصور».
ويواجه «منصور» معارضة من داخل الحركة، ومن «يعقوب»، ابن الملا «عمر»، الذي كان ضمن مجموعة تزيد على عشرة من رموز طالبان انسحبوا من اجتماع للقيادة، الأربعاء الماضي، في مدينة كويتا، غربي باكستان، وفقا لرواية ثلاثة أشخاص في مجلس شورى الحركة.
وأمس الإثنين، اتهمت جماعة «فدائي ماهاز»، التابعة لحركة طالبان، الزعيم الجديد للحركة، الملا «أختر محمد منصور»، بقتل زعيمها السابق، الملا «محمد عمر»، بأدوية مسمومة مصدرها دبي، وفق ما نقلت عنها وكالة «الأناضول» للأنباء.
وكانت عائلة الملا «عمر» قد رفضت مبايعة الزعيم الجديد الملا «أختر منصور»، حسبما أفاد تقرير إخباري أول أمس الأحد.
وذكرت قناة (جيو) التليفزيونية الباكستانية أن الملا «عبد الله منان»، الشقيق الأصغر للزعيم الراحل، طلب الدعوة إلى عقد اجتماع للأئمة المواليين لطالبان وقادة الجماعة للمناقشة والتوصل لحل للتحدي الذي يواجه ما تصفه طالبان بـ«الإمارة الإسلامية».
وفي رسالة صوتية سجلت بلغة البشتو، قال منان إن «عائلته لم تبايع أي زعيم ولا تعتزم أن تفعل»، مشيرا إلى أن رغبة الملا «عمر» كانت تتمثل في بقاء «طالبان» متحدة، وأن عائلته مستعدة الآن لضمان تنفيذ رغبته.
وذكرت (جيو) أن «منان»، وهو عضو بارز في مجلس قيادة طالبان، قد حث الزعماء الدينيين الموالين لطالبان على التركيز على حل الانقسامات الآخذة في التعمق داخل الحركة أكثر من التركيز على تأييد ومبايعة زعيم واحد.
