فيروس كورونا يهدد الاقتصاد المصري

الأربعاء 11 مارس 2020 05:41 م

يمثل تفشي فيروس "كورونا" تهديدا متزايدا للاقتصاد المصري، تزداد به الضغوط على السياحة والتجارة وصادرات الغاز، بعد الإخفاق منذ فترة طويلة في تنشيط الاستثمار الخاص.

ويقول محللون إن انتشار الفيروس يجعل مصر التي تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة عرضة للخطر. كذلك فإن تراجع حركة التجارة العالمية قد يضر بإيرادات قناة السويس التي بلغت 5.7 مليارات دولار في 2019.

  تداعيات كارثية

وأعلنت مصر رصد 60 حالة إصابة بالفيروس من بينها 45 حالة على متن مركب سياحي في نهر النيل بمدينة الأقصر، التي تعد المعابد الفرعونية فيها من أهم عوامل الجذب السياحي. وتوفي سائح ألماني من المصابين بالمرض.

وقال اقتصاديون إن تداعيات الفيروس على الاقتصاد قد تكون كارثية في أسوأ الأحوال.

وقال "أنجوس بلير" رئيس مركز سيجنت البحثي لتوقعات الأعمال والاقتصاد "نحن في خضم حدث. إنه لا يزال في حالة تطور".

ومن المرجح أيضا ألا يكون لانخفاض أسعار النفط أثر يذكر، إذ إن قيمة واردات مصر من المواد البترولية البالغة 15.5 مليار دولار تعادل فعليا ما تحصل عليه من صادرات القطاع وهي من الغاز في الأساس.

غير أن "بلير" قال إن تحويلات العاملين في الخارج والتي تبلغ 25 مليار دولار سنويا قد تنخفض إذا خفضت دول الخليج، أكبر سوق للعمالة المصرية في الخارج، أحجام مشروعاتها.

وقد أوقفت بعض الدول الخليجية رحلاتها الجوية إلى مصر واشترطت على المصريين المسافرين إليها الحصول على شهادة تثبت خلوهم من كورونا. وحدث تزاحم شديد في مقر الحصول على الشهادات بالقاهرة، يوم الأحد الماضي.

وفي يناير/كانون الثاني، أشارت تقديرات الحكومة إلى أن معدل النمو سيبلغ نحو 5.9% في السنة المالية التي تنتهي في يونيو/حزيران المقبل و6% في 2020-2021 وهي تقديرات تتفق مع تقديرات الاقتصاديين.

سيناريو نزولي

وتعول مصر على ارتفاع النمو لاستيعاب 700 ألف مصري يدخلون سوق العمل كل عام في السنوات الخمس المقبلة وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي.

ويقول بعض الاقتصاديين إن خلق وظائف كافية يتطلب أن يكون معدل النمو السنوي في حدود 7.5%.

وقال "فاروق سوسة" الاقتصادي الأول في جولدمان ساكس: "يبدو أن المخاطر النزولية كبيرة جدا. ويبدو أن من المرجح جدا أننا بصدد الدخول في سيناريو نزولي".

وأضاف "إذا حسبت انخفاضا بنسبة 50 % في حركة السياحة في شهور مارس وأبريل ومايو ويونيو (آذار ونيسان وأيار وحزيران) فمن المرجح أن يعادل الضرر الواقع على نمو الناتج المحلي الإجمالي نحو نقطتين مئويتين" في السنة المالية 2019-2020.

وتابع: "لذا سينتهي بك الحال إلى نمو في حدود 3.5%".

إلغاء حجوزات

قطاع السياحة هو أول القطاعات التي تشهد علامات على التراجع. وكان هذا القطاع قد انتعش بعد ما لحق به من أضرار شديدة من جراء الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم "حسني مبارك" في 2011.

وقال رئيس شركة إمكو للسياحة في مصر "كريم المنباوي"، إن أعداد السياح الذين ألغوا حجوزاتهم حتى نهاية يونيو/حزيران محدودة، لكن فترتي الخريف والشتاء قد يلحق بهما ضرر كبير.

وقال "نحن نتلقى 10% مما كنا نتوقعه للربع الأول من العام المقبل".

ويتم الحجز في العادة قبل 6 إلى 8 أشهر من موعد الرحلات.

وزادت إيرادات السياحة إلى مستوى قياسي بلغ 12.57 مليار دولار في السنة المالية التي انتهت في يوليو/تموز الماضي. واستمرت الإيرادات في الزيادة في الربع التالي يوليو/تموز-سبتمبر/أيلول إذ سجلت أحدث الأرقام المنشورة من البنك المركزي 4.19 مليار دولار محققة أفضل أداء فصلي لها على الإطلاق.

فقدان وظائف

وقال الباحث الزميل غير المقيم بمعهد التحرير "تيموثي قلدس": "فشل المسؤولين المصريين في تعزيز نمو قطاع خاص قوي، وهو النمو الذي انكمش كل شهر تقريبا منذ صفقة الإنقاذ مع صندوق النقد الدولي، يزيد من هشاشة الاقتصاد المصري ومن الخطر على صحة الاقتصاد في هذه الفترة المقبلة".

وتابع "الاستهلاك ضعيف وكان عقبة أمام انتعاش القطاع الخاص قبل ذلك. وسيزيد فقدان الوظائف بسبب تراجع السياحة هذا الأمر. كما أن هبوط التحويلات يعني انخفاض القدرة الشرائية لكثير من الأسر المصرية أيضا".

ومن أبرز علامات الاستفهام ما إذا كان المستثمرون سيواصلون التدفق على مصر التي كانت أثيرة لدى المستثمرين في الأسواق الناشئة منذ صفقة صندوق النقد الدولي وذلك إذا ما تضررت مصادر الدخل الرئيسية لديها.

وقال المسؤول عن استثمارات الديون بالأسواق الناشئة في ألايانس جلوبال إنفستورز "ريتشارد هاوس"، إن مصر كانت تلقى إقبالا من السوق وإن السياحة كانت موردا كبيرا للدولارات ولذا فإن أثر الفيروس سيكون كبيرا.

وأضاف "لكن عليك استثمار مالك في شيء ما ومصر لا تزال قصة مناسبة. ما يقلقني هو أن أستثمر المال في سندات بالعملة المحلية لأن هذه الأسواق الناشئة لا تتمتع بسيولة كبيرة".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

ارتفاع مصابي كورونا في مصر إلى 67 شخصا

رغم الخسائر.. الأهرام المصرية تشتري 40 شاليها لكبار المسؤولين

حملة معارضة: إصابات بكورونا تطال ضباطا بالجيش المصري

ستراتفور: إعادة تقييم التداعيات الاقتصادية العالمية لكورونا

ماذا يعني كورونا بالنسبة للاقتصاد المصري؟

ستراتفور: كورونا قد يضعف قبضة السيسي على الحكم

الأساسات الهشة تحت وطأة الأزمة العالمية.. الاقتصاد المصري خلال وبعد كورونا