ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن مشروع التفريعة الجديدة لقناة السويس لم يكن له دراسة جدوى علنية بل كان مجرد أمر من الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في شهر أغسطس/ آب 2014، حيث أراد أن تحفر مصر قناة سويس جديدة في عام واحد.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته يوم 6 أغسطس/ آب الجاري تحت عنوان «هدية مصر للعالم مشروع غير ضروري بتكلفة 8 مليار دولار» إن «السيسي» افتتح الخميس وسط حالة من الأبهة، المجري المائي الجديد (توسيع للمجري الملاحي الأصلي)، الذي تسميه الحكومة المصرية «هدية مصر إلى العالم».
وتطرقت إلى حديث «مهاب مميش» رئيس هيئة قناة السويس الذي قال في حفل الافتتاح الضخم إن «الشعب المصري يعيد كتابة التاريخ، وإذا الشعب يوما أراد الحياة لابد أن يستجيب القدر».
ومضت الصحيفة بالقول إن مصر خلال الأسابيع القليلة الماضية شهدت سيلا من الرسائل والشعارات والدعاية التي تمجد فضائل التفريعة الجديدة، وادعى مسؤولون أنها ستضاعف حركة الملاحة وتغير العالم، وخلال العد التنازلي للافتتاح، قالت صحيفة حكومية مصرية «48 ساعة .. ويكتمل الحلم المصري».
وأشارت إلى أن «السيسي» مرتديا زيا عسكريا عبر الممر المائي خلال حفل الافتتاح على متن ياخت الملك فاروق، كما كان المؤدون في الحفل يرتدون الزي الفرعوني، وبثت الأغاني الوطنية من شاطئ القناة وتوافد المتظاهرون على ميدان التحرير (وسط القاهرة) للاحتفال بافتتاح التفريعة الجديدة.
وحضر الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» ورئيس الوزراء الروسي «ديمتري ميدفيديف» الحفل، وفرضت إجراءات أمنية مشددة، حيث تقول الصحيفة إن مصر تحارب جماعات إسلامية مسلحة في شبه جزيرة سيناء المجاورة.
وأوضحت الصحيفة أن التوسعة الجديدة التي تكلفت 8 مليار دولار لأحد أهم ممرات العالم المائية لم يكن مهما بالنسبة للعالم، ولم يكن ملحَا بالنسبة لدولة تُعاني ضائقة مالية مثل مصر.
وأضافت أنه عندما أنشئت قناة السويس الأصلية في 1869، حولت مجري تجارة العالم لأنها وصلت بين البحرين الأحمر والمتوسط، فكانت توفر نصف مساحة رحلات السفن بين أوروبا وآسيا، حيث كانت نعمة للاقتصاد المصري ومكانة البلاد على الساحة العالمية.
لكن توسيع القناة الذي يبلغ 23 ميلاً موازياً للقناة الأصلية، لن يكون بنفس تأثير القناة الأصلية على التجارة الدولية، بحسب الخبراء الذين قالوا إن النقل البحري العالمي أصبح بطيئا منذ الانهيار المالي العالمي في عام 2009.
ويقول أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة «أحمد كمالي» لـ«واشنطن بوست» إنها «سياسة، فالحكومة تريد أن تعطي انطباعاً بأننا ندخل في مرحلة جديدة للاقتصاد المصري، الأمر كله دعائي وهناك مبالغة في تقدير الفوائد».
وتابع «لقد عاني الاقتصاد المصري من اضطرابات الربيع العربي عندما تراجعت الاحتياطيات الأجنبية وتضررت صناعة السياحة».
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن «التعهدات بإصلاح سريع للاقتصاد المصري ربما تأتي بنتائج عكسية ضد السيسي (الذي دعا المصريين العام الماضي للمشاركة في تمويل المشروع الجديد من خلال شراء أسهم به وشهد إقبالا كثيفا من جانبهم) ؛ فمع تزايد الفقر بين المصريين، من المرجح أن ينمو السخط ضد حكومة السيسي».