جولات «محمد بن سلمان» المكثفة .. خطوة جديدة على سلم العرش؟

الأحد 9 أغسطس 2015 02:08 ص

زار فرنسا وأمريكا وروسيا، ثم التقي مدير المخابرات السورية في مدينة سانت بطرسبرغ، ثم زار مصر والأردن، وهناك ترتيبات تجرى لزيارة ألمانيا وبريطانيا والصين وربما إسبانيا، ويستعد لزيارة إيران، وبالتوازي مع ذلك كله، تصاعدت وتيرة صلاته بأبوظبي مع تنامي الدور الإماراتي في اليمن خاصة في معركة تحرير عدن، بخلاف مغامراته المالية في صفقة طائرات ايرباص وقيامه بشراء جزيرة في المالديف، وترتيبه لقيام شركة (ثروات) العائلية بحق تمويل الصفقة من بنوك عالمية بضمان الحكومة السعودية.

كل هذه الأنشطة المكثفة والسريعة التي قام بها الأمير الصغير «محمد بن سلمان» ولي ولي العهد، أثارت التساؤلات حول حقيقة دوره في الحكم، وهل يسعي قريبا للإطاحة بولي العهد «محمد بن نايف»، أم بدأت خطة إزاحة «بن نايف» بالفعل عبر هذه التحركات للوصول للحكم؟ أم أنه يمارس دورا ملكيا وهو «الملك الحقيقي» في ظل ما يتردد عن حالة والده الملك «سلمان» الصحية؟!

أسئلة كثيرة مطروحة لا أحد يعلم إجابتها بدقة: هل أعطيت له الملفات الخارجية الحساسة من قبل الملك «سلمان» كي يخلصها مثل الأزمة مع مصر وأزمة سوريا واليمن، أم أنه ينتزعها بحكم الأمر الواقع؟ وهل يدفع «بن سلمان» ثمن دور الإمارات في اليمن في ملفات أخرى مثل سوريا ولهذا تردد أنه التقي مدير المخابرات السورية؟ وهل تراهن الإمارات عليه في ظل انغلاق الطرق بينها وبين «بن نايف»؟.

بحسب المغرد السعودي الشهير «مجتهد» الذي يعتقد على نطاق واسع أنه مقرب من العائلة المالكة، فقد قدم «محمد بن سلمان» تنازلات لمصر رغم السباب الموجه للمملكة ما أثار غضبا داخليا، كما أنه لم يناقش مع «السيسي» مسألة التقارب مع إيران وكل ما جاء في الإعلان عن الأمن العربي لم يصاحبه تغيير موقف «السيسي» من إيران، وأن «بن سلمان» نفسه سيزور إيران ربما قبيل الحج وذلك لأن تطلعه للحكم يستدعي الدخول في التفاهمات الجديدة بعد الاتفاق النووي.

إزاحة «بن نايف»

وبحسب المغرد السعودي، فإن «محمد بن نايف يحاول التعويض عن تهميشه من قبل محمد بن سلمان من خلال مجلس يستقبل فيه الأمراء وكبار المسؤولين وبعض المواطنين في يوم الثلاثاء، ولكن لم يحضر جلسة الثلاثاء الماضي إلا موظفون في إمارة مكة وعدد من الأمراء الصغار، ولم يتضح إن كان البقية قاطعوا قصدا (وهو وارد) أو لأسباب أخرى».

وأضاف «مجتهد»: «وقد بذل محمد بن نايف جهدا كبيرا لإقناع أكبر عدد من الأمراء بالحضور حتى لا يسود الاعتقاد بأنه منبوذ في الأسرة وأن هناك توجه لمقاطعته، ولكن تكررت مقاطعة الغالبية العظمى من آل سعود لجلسة محمد بن نايف يوم الثلاثاء وقد أجل إزاحة بن نايف لما بعد الحج لأنه لا يريد ارتباكا في فترة الحج، ثم يتخلص منه ويعين نفسه ولي عهد ثم يتخلى والده عن الحكم له فيصبح ملكا».

ويلاحظ أن «بن سلمان» بات يمارس دور ولي العهد ودور وزير الخارجية معا إضافة إلي دوره كوزير للدفاع، فهو يعقد الصفقات والمعاهدات والبروتوكولات ويمارس دورا ملكيا بمقابلته رؤساء الدول حيث التقي «أوباما وهولاند وبوتين والسيسي والملك عبدالله ملك الأردن»، وهو ما يؤكد أنه هو الذي يمثل الملك «سلمان بن عبد العزيز»، وليس «محمد بن نايف» ولي العهد.

وتأكيدات المغرد السعودي «مجتهد» بأن «محمد بن نايف» وزير الداخلية وولي العهد السعودي، يعاني من تهميشه من قبل «محمد بن سلمان»، أكدها أيضا نشطاء سعوديون حيث تردد أن «بن نايف» يتحاشى طرده من قبل «محمد بن سلمان» وزير الدفاع وولي ولي العهد، ويحرص على رضاه وأنه يتنازل عن كل مواقفه إرضاء لـ«بن سلمان».

وجاءت إشارة «مجتهد» إلى أن «بن سلمان» أجل إزاحة «بن نايف» لما بعد موسم الحج، لأنه لا يريد ارتباكًا في فترة الحج، ليشير لاحتمالات تخلصه من «بن نايف» وتولي منصب ولي العهد، حتي اذا ما تخلي والده عن الحكم يصبح ملكًا، وأن «آل سعود» يتداول بينهم وصف صعود «بن سلمان» بهذه السرعة وإزاحة الآخرين عن طريقه بقصة «الطفل الذي أُلبس التاج وأُركب الحمار وطيف به في القرية».

صفقات «بن سلمان»

وكان «بن سلمان» قد عقد خمس صفقات استثمارية مع روسيا، بخلاف صفقات سياسية غير معروفة حول الوضع في سوريا، لو صح لقاؤه مع مدير المخابرات السورية في روسيا فإن هذا يعد تمهيدا كبيرا لتغيير الموقف السعودي في سوريا.

كما وقع «بن سلمان» على اتفاقيات بقيمة 12 مليار دولار في فرنسا تشمل مفاعلات نووية وطائرات مروحية، أما زيارة «بن سلمان» إلى مصر، فقد بردت الخلافات بين الطرفين، وأعطت انطباعا من خلال (إعلان القاهرة) أن مصر ستعاود الحصول على دعم مالي سعودي.

ولوحظ انتشار انتقادات سعودية لهذه الصفقات السياسية والاقتصادية واعتبار البعض لها انقلابا في السياسة السعودية ناتجة عن الخسائر في اليمن، وقبول حلول إماراتية وروسية قدمت لحل أزمتي اليمن وسوريا بما يحفظ للرياض هيبتها في المنطقة.

وكان من الملفت أن صحيفة «العرب» المدعومة من الإمارات هي التي أشادت بجولة «بن سلمان»، ووصفتها بأنها «جولة من أجل وحدة الصف العربي في مواجهة التمدد الإيراني والإرهاب»، ما أثار تكهنات حول تواصل وتنسيق بين «بن سلمان» و«محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي.

فقد زعمت «العرب» نقلا عما وصفتها بأنها «مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي» إن : «الهدف من زيارة وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر والأردن هو إعادة ترتيب الأولويات لدى القيادة الجديدة في السعودية التي لم تجد الوقت الكافي لإجراء لقاءات ومشاورات مع شركائها الإقليميين لتبيان استراتيجيتها».

وقالت أنه منذ تسلم العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» مقاليد الحكم في يناير/كانون الثاني الماضي كان هدفه الأول مواجهة سيطرة الحوثيين على اليمن، وهي سيطرة كانت طهران تديرها من وراء الستار في محاولة لتطويق المملكة بسبب مواقفها الرافضة للتمدد الإيراني.

وقال مراقبون إن زيارة الأمير «محمد بن سلمان» إلى الأردن ولقاءه العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» يعكسان رهان الرياض على الدور المفصلي للأردن في إنجاح خيارها ببناء تحالف عربي قوي بمواجهة خطط إيران من جهة، وضرب تمدد داعش ومختلف التيارات المتشددة الأخرى في المنطقة.

إذ يحوز الأردن على دور محوري في التنسيق الإقليمي ضد داعش والقاعدة، وأكد الملك «عبد الله الثاني»، والأمير «محمد بن سلمان» رفضهما القاطع لمحاولات تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية، والهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها.

أيضا تمتلك عمّان مفاتيح التأثير في الملف السوري سواء من ناحية تسهيل العلاقة مع المعارضة ومع العشائر السنية، أو من ناحية خنق المجموعات المتطرفة التي تسللت إلى سوريا وكانت سببا في تشويه صورة المعارضة المعتدلة ومطالب الشعب السوري.

حيث يزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كم، تتخللها العشرات من المنافذ غير الشرعية، التي كانت ولا زالت معابر للاجئين السوريين، الذين يقصدون الأردن، ما جعله من أكثر الدول تأثّرا بالأزمة السورية.

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان مجتهد الملك سلمان السعودية محمد بن نايف الخلافة آل سعود العائلة الحاكمة السعودية

«مجتهد»: «بن سلمان» أمر بتحويل كافة مكالمات الملك في المغرب إلي «بن نايف»

«صنداي تايمز»: «علي مملوك» التقى «بن سلمان» في الرياض بوساطة روسية

«السيسي» و«بن سلمان» يتفقان على تطوير التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي

«محمد بن سلمان» يبحث مع رئيس الأركان الأردنى تعزيز العلاقات على الصعيد الدفاعي

«بن سلمان» يلتقي «بوتين»: هل يمكن لموسكو أن تحصل على الكعكة وتأكلها أيضا؟

«محمد بن سلمان» يهاتف «السيسي» ويتبادل معه تهاني العيد

«فورين بوليسي» تختار «محمد بن سلمان» ضمن قائمة القادة الأكثر تأثيرا في العالم

«محمد بن سلمان» يرأس اجتماعا جديدا لمجلس الشؤون الاقتصادية

فيديو.. «محمد بن سلمان» يزور الشيخ «صالح الفوزان» في منزله

«محمد بن سلمان» يشارك في اجتماعات «الناتو» نهاية الأسبوع

صحف مغربية: الملك «سلمان» قد يستقر بشكل دائم في طنجة