إيران تشترط زيارة «مشعل» لتحسين علاقتها بـ«حماس»

الاثنين 10 أغسطس 2015 10:08 ص

قال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إن علاقة الحركة مع إيران، مستمرة في حالة مما وصفه بـ«الثبات البارد»، مشيرا إلى أن طهران تشترط زيارة رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، «خالد مشعل» لها، لتحسين العلاقات بين الطرفين.

وأوضح القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن إيران تشترط زيارة «مشعل» لطهران، لتحسين العلاقات بينهما، وهو ما تراه الحركة غير مناسب في هذه المرحلة.

وقال المصدر: «مشعل لن يزور طهران في الوقت الحالي، كافة المستويات القيادية في الحركة مستعدة لزيارة طهران، عدا مشعل، لأسباب كثيرة، منها التوقيت في هذه المرحلة، فهو غير مناسب».

وتابع: «إيران تشترط في العلاقة مع حماس زيارة مشعل لطهران، وهذا الأمر بالنسبة لنا، يحتاج إلى توقيت تكون فيه المنطقة أكثر استقرارا».

وأضاف: «إيران جعلت مشعل وزيارته لطهران أساس العلاقة، وحماس قالت لإيران وكل الأطراف، نحن منفتحون على الجميع، لسنا في جيب أحد، ولا يوجد توجه لدينا لتحالف ضد طرف، من أراد فلسطين، عليه دعم مقاومتها وشعبها، ونحن ما إلا طليعة تجمع الأمة على القدس».

وأوضح القيادي أن إيران، حاولت منذ بداية الثورة السورية مارس/آذار 2011 أخذ موقف من حركة «حماس» لصالح النظام في سوريا، لكن الحركة كان موقفها واضحا، بأنها «غير معنية بالتدخل في الملفات الداخلية لأي من دول المنطقة، كما أنها لن تقف في وجه طموحات الشعوب المقهورة».

وتابع: «على إثر ذلك، قرر النظام الإيراني، وقف كافة أشكال الدعم المالي والعسكري للحركة، وهذا الحال مستمر منذ أربع سنوات».

وأشار إلى أن بعض الجهات في إيران، لم يسمها، حاولت استثناء الدعم العسكري لكتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، واستمراريته، لكن هذا الأمر لم ينجح، وتوقف أيضا.

وأضاف: «كل ما يشاع عن وجود دعم إيراني للجهاز العسكري، ليس صحيحا بالمطلق».

وأكمل: «هناك حالة من التجاذب في الشرق، سواء كان ذلك في الملف السوري أو اليمني، أو العراقي، وحتى المصري وغير ذلك من ملفات مفتوحة، ظلت الحركة حريصة في الابتعاد عن أي منها، لكن للأسف حاول البعض جرنا إليها بقصد».

وقال: «نؤكد أن موقفنا من كل ما يجري في المنطقة، يرتبط بإرادة الشعوب، كما نعتبره شأنا داخليا، نتمنى فيه فقط للأمة التماسك، وحقن الدماء، وعودة الدور لمواجهة أعداء الأمة».

وتسببت زيارة «خالد مشعل»، للرياض ولقائه كبار المسؤولين السعوديين، منتصف يوليو/تموز الماضي، بزيادة التوتر الذي تتسم به علاقات طهران و«حماس»، حيث أظهر الهجوم الذي شنته وسائل إعلام إيرانية، على الحركة، مدى انزعاج إيران من خطوة «مشعل».

ووجهت «وكالة فارس الإيرانية» (شبه رسمية) اتهامات للحركة بأنها ستشارك بـ700 من عناصرها للقتال في اليمن، تلبية لطلب المملكة السعودية، كما اعتبرت عدة صحف إيرانية، أن «حماس» تعمل ضد مصالح طهران في المنطقة، بالنظر إلى صراع النفوذ في المنطقة بين الرياض وطهران.

وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت «حماس»، علاقات قوية ومتينة مع النظام الإيراني، ولكن اندلاع الثورة السورية، عام 2011، ورفض الحركة تأييد نظام «بشار الأسد» الذي يلقى دعما واسعا من طهران، وتر العلاقات بينهما.

ومنذ تولي العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، مقاليد الحكم  في يناير/كانون الثاني الماضي، خلف لشقيقه الراحل «عبدالله»، رأى مراقبون أن تحسنا ساد العلاقة بين الرياض و«حماس"، بعد قطيعة شهدتها السنوات الماضية.

من جهة أخرى، ألغت إيران زيارة كانت مقررة لوفد من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى طهران، وذلك على خلفية زيارة «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي للحركة إلى السعودية، والتي أحدثت ضجيجا سياسيا وإعلاميا.

وأبلغ مسؤول إيراني رفيع المستوى في «الحرس الثوري»، ممثلين لـ«حماس» في لقاء رسمي تم معهم في عاصمة عربية بعد الزيارة ببضعة أيام، احتجاج واستنكار إيران لزيارة وفد «حماس» إلى السعودية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة موجهة من السعودية ضد إيران.

وأبدى المسؤول الإيراني غضبه الشديد من الزيارة، متسائلا عن الأسباب، التي تجعل «مشعل»، يمتنع عن زيارة إيران، منذ نحو 4 أعوام، على الرغم من وجود دعوة مفتوحة له من قبل القيادة الإيرانية، في الوقت الذي يلبي الدعوة السعودية فور إبلاغها له.

وعلى الرغم من محاولات ممثلي «حماس» التأكيد على أن زيارة السعودية، تأتي في سياق علاقات «حماس» وانفتاحها على جميع الدول، وأن السعودية دولة مهمة ولها تأثيرها على المستويات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، وأن الزيارة ليست ضد إيران، أو أي دولة أخرى، أصر المسؤول الإيراني على موقفه، مشيرا إلى أن «حماس» تم جلبها على عجل، بعد التوقيع على الاتفاق الأمريكي-الإيراني حول البرنامج النووي، الذي عارضته السعودية علنا، نكاية في طهران.

وصفت مصادر مقربة من الطرفين الإيراني و«حماس»، اللقاء بينهما، بأنه كان عاصفا، وأن المسؤول الإيراني كان غاضبا طيلة فترات اللقاء، وأنه أبلغ وفد «حماس» في نهايته، أن زيارة وفدها إلى إيران، التي كان من المنتظر التفاهم حول ترتيباتها، لن تتم، لأن القيادة الإيرانية غاضبة من زيارة السعودية، وهي غير مهيأة نفسيا لاستقبال وفد «حماس».

  كلمات مفتاحية

فلسطين إيران السعودية حماس خالد مشعل الملك سلمان كتائب القسام

إيران تلغي استقبال وفد «حماس» ردا على زيارة «مشعل» للسعودية

«مشعل»: زيارتي للسعودية «خطوة في الطريق الصحيح»

«نيويورك تايمز»: لقاء الملك «سلمان» بـ«مشعل» مؤشر على رغبته بالعمل مع الإسلاميين

«مشعل» في السعودية: صفحة جديدة في العلاقات

«مشعل» يلتقي الملك «سلمان» لبحث المصالحة والوضع الفلسطيني

«خالد مشعل» يصل إلى السعودية في زيارة تنهي سنوات الفتور

وفد من «حماس» برئاسة «مشعل» يزور تركيا للقاء «أردوغان»

للمرة الثانية.. «مشعل» يلتقي الملك «سلمان» في الرياض منتصف الشهر المقبل

«مشعل» يلتقي «أردوغان» و«داود أوغلو» في أنقرة

مصادر: «إسرائيل» وافقت على ممر بحري بين غزة وقبرص مقابل هدنة طويلة

صحيفة إيرانية: تقارب طهران و«الأسد» من «فتح» يحمل رسائل لـ«حماس»

وفد رفيع من «حماس» برئاسة «هنية» يزور القاهرة ضمن جولة تشمل عدة دول

«أحمد مجدلاني»: بحثت في طهران إمكانية تعيين سفير إيراني بفلسطين

مصادر: «بلير» التقى «مشعل» 4 مرات ودعاه لزيارة بريطانيا

«حماس»: إيران أوقفت الدعم العسكري بسبب سوريا