صحيفة إيرانية: تقارب طهران و«الأسد» من «فتح» يحمل رسائل لـ«حماس»

الأحد 16 أغسطس 2015 07:08 ص

قالت صحيفة «آفتاب» الإيرانية، إن تقارب كل من طهران، والنظام السوري بقيادة «بشار الأسد»، من حركة «فتح» الفلسطينية، مؤخرا يحمل عدة رسائل إلى حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، التي أغلقت مكتبها في دمشق، وتقاربت من السعودية المناهضة لـ«الأسد» والتي تقصف الحوثيين الشيعة في اليمن، بحسب الصحيفة.

وكانت حكومة النظام السوري قد وافقت على إعادة فتح مكتب حركة «فتح» في دمشق مجددا، بعد إغلاقه منذ عام 1982، كما زار «أحمد مجدلاني» عضو اللجنة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، طهران الأسبوع الماضي، والتقى وزير خارجيتها «محمد جواد ظريف»، وقال لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، إنه بحث مع المسؤولين الإيرانيين ترتيبات زيارة للرئيس الفلسطيني «محمود عباس» إلى إيران، خلال الشهرين المقبلين.

وأضافت الصحيفة أن تغيير موقف «عباس» وحركة «فتح» في العلاقة مع النظام السوري وإيران، يعود لعدة أسباب، من بينها أن «عباس» وبعد الاتفاق النووي الإيراني، كالكثيرين، يرغب في علاقة جيدة مع طهران، كما أن الأخيرة عثرت على فرصة سياسية جيدة، لإقامة توازن في علاقاتها مع كل من «حماس» و«فتح»، بحسب صحيفة «رأي اليوم».

وأوضحت الصحيفة، أن «إيران تطالب بهذا حماس أن تتصرف بشكل أكثر منطقية مع مجموعات أو دول محددة»، في إشارة على ما يبدو إلى السعودية، التي زارها «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» قبل نحو شهر، وهي الزيارة التي لاقت انتقادا إيرانيا.

ونقلت الصحيفة  الإيرانية عن «أحمد بخشايش» عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) قوله، «إن زيارة محمود عباس إلى طهران لا تعني تغييرا في مواقف إيران»، مشيرا إلى أن «طهران دعمت حماس بشكل دائم وشفاف وصادق».

وأضاف: «لقد دعمنا حماس في حروب غزة بكل طاقتنا، لكننا شاهدنا أنها اتخذت مواقف في سوريا معاكسة لمواقفنا، وفي عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، اتحدت معه ضد بشار الأسد، لقد تغاضت إيران عن كل هذا، إلا أننا رأينا كيف أن حماس اتخذت موقفا مؤيدا للسعودية، بينما تقصف الطائرات السعودية أنصار الله (الحوثيين) في اليمن».

وتابع النائب في البرلمان الإيراني: «لذا علينا أن نتصرف بشكل يؤثر على حماس، وهذا التأثير ينبع من العلاقة بين فتح وحماس (…) بحضور فتح في طهران نقول لحماس، بأنه ليس عليها أن تغير مواقفها بهذا الشكل، الحمساويون تحت القصف الإسرائيلي، وبالتأكيد يفهمون معنى القصف في اليمن».

ومضى قائلا: «عليهم (قادة حماس) ألا يتعاونوا مع السعودية لأجل قضايا مالية.. ونأمل أكثر من بعض قادة حماس، ونريد منهم ألا يتخذوا مواقف مخالفة لمواقف إيران».

وشدد «بخشايش» على أنه «عندما تحارب حماس إسرائيل، لا توجد أية دولة عربية تقدم لها المساعدة، وإيران هي الوحيدة التي تقدم العون لحماس، لذا نأمل منها ألا تتخذ مواقف مخالفة لمواقف إيران في سوريا واليمن».

واعتبر «بخشايش» أن «إعادة فتح مكتب حركة فتح في سوريا يأتي استكمالا للسياسة الإيرانية»، مؤكدا أن «بشار الأسد يدرك أنه لولا إيران لانهارت حكومته لذا فهو يتبع السياسات الإيرانية».

وقال: «عندما تغلق حماس مكاتبها في سوريا، من الطبيعي أن ترد سوريا بفتح مكاتب حركة فتح بعد 33 عاما من إغلاقها».

«بخشايش» أضاف أن «حماس وإيران وسوريا في محور المقاومة، لكن من الطبيعي استخدام السياسة في جبهة المقاومة، وإحدى هذه السياسات، إيجاد التوازن، وإيران قادرة على خلق هذا التوازن بين فتح وحماس».

وتابع قائلا: «لاتريد إيران استبدال حماس بفتح، لكنها تريد أن تقول لحماس، بأنها دعمتها لوجستياً طيلة هذه السنوات مقابل عدم تقديم أي عون سعودي لها، وحين تغير حماس مواقفها، فإنه يمكن لإيران أن تضم فتح إلى جانبها، لا تهدف إيران إلى التخلي عن حماس بأي شكل من الأشكال، لكنها ربما تريد تحقيق توزان في الدعم».

وختم «بخشايش» حديثه للصحيفة: «لا إيران ولا سوريا تريدان أن تفقدا حماس، لأنها المجموعة الوحيدة حاليا التي تحارب وتقاوم في قطاع غزة، إلا أن التطور في العلاقة بين فتح من جهة وإيران وسوريا من جهة أخرى، يحمل رسائل هامة إلى حماس».

وجاء هذا التحول في العلاقة بين «فتح» والنظام السوري، بعد أكثر من اثنين وثلاثين عاما من الصراع السياسي والدموي بين حركة «فتح» والنظام البعثي –الذي وصف فلسطينيي سوريا بأنهم ضيوف يسيئون الأدب- بدأت العلاقة تتحسن في الأشهر الأخيرة لتتوج مؤخرًا بتسليم النظام السوري المقر الرئيسي لتنظيم (فتح الانتفاضة الذى انشق سابقا عنها) لحركة فتح».

وقد بقيت العلاقات سيئة بين الجانبين، حتى عام 2011، وأكدت «فتح» حرصها على عدم التدخل في الشأن السوري، والتركيز فقط على مصير نصف مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا.

وبلغ الأمر ذروة التحول مطلع 2013، عندما قام التلفزيون السوري لأول مرة بتغطية فعاليات انطلاقة حركة «فتح» على الهواء مباشرة، ثم أعلنت دمشق استعدادها تسليم مكاتب «فتح الانتفاضة» إلى حركة «فتح» الأم، وهو ما تم لاحقا، كما بدا الخطاب السياسي لـ«محمود عباس» مغايرا، وتحول للحديث عن أهمية «مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه والعلاقات الثنائية».

  كلمات مفتاحية

فتح حماس سوريا بشار الأسد إيران محمود عباس السعودية طهران اليمن خالد مشعل

الحكومة السورية تعيد فتح مكتب حركة «فتح» في دمشق

للمرة الثانية.. «مشعل» يلتقي الملك «سلمان» في الرياض منتصف الشهر المقبل

إيران تشترط زيارة «مشعل» لتحسين علاقتها بـ«حماس»

إيران تلغي استقبال وفد «حماس» ردا على زيارة «مشعل» للسعودية

«مشعل»: زيارتي للسعودية «خطوة في الطريق الصحيح»

«أحمد مجدلاني»: بحثت في طهران إمكانية تعيين سفير إيراني بفلسطين

«حماس» تتقدم على «فتح»

«حماس»: إيران أوقفت الدعم العسكري بسبب سوريا