ألغت إيران زيارة كانت مقررة لوفد من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى طهران، وذلك على خلفية زيارة «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي للحركة إلى السعودية، والتي أحدثت ضجيجا سياسيا وإعلاميا.
وقد أثارت زيارة وفد «حماس» إلى السعودية، قلق عواصم عربية وإقليمية ودولية، ولكن ردة الفعل الأشد والأقوى، جاءت من طهران.
وأبلغ مسؤول إيراني رفيع المستوى في «الحرس الثوري»، ممثلين لـ«حماس» في لقاء رسمي تم معهم في عاصمة عربية بعد الزيارة ببضعة أيام، احتجاج واستنكار إيران لزيارة وفد «حماس» إلى السعودية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة موجهة من السعودية ضد إيران.
وأبدى المسؤول الإيراني غضبه الشديد من الزيارة، متسائلا عن الأسباب، التي تجعل «مشعل»، يمتنع عن زيارة إيران، منذ نحو 4 أعوام، على الرغم من وجود دعوة مفتوحة له من قبل القيادة الإيرانية، في الوقت الذي يلبي الدعوة السعودية فور إبلاغها له.
وعلى الرغم من محاولات ممثلي «حماس» التأكيد على أن زيارة السعودية، تأتي في سياق علاقات «حماس» وانفتاحها على جميع الدول، وأن السعودية دولة مهمة ولها تأثيرها على المستويات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، وأن الزيارة ليست ضد إيران، أو أي دولة أخرى، أصر المسؤول الإيراني على موقفه، مشيرا إلى أن «حماس» تم جلبها على عجل، بعد التوقيع على الاتفاق الأمريكي-الإيراني حول البرنامج النووي، الذي عارضته السعودية علنا، نكاية في طهران.
وصفت مصادر مقربة من الطرفين الإيراني و«حماس»، اللقاء بينهما، بأنه كان عاصفا، وأن المسؤول الإيراني كان غاضبا طيلة فترات اللقاء، وأنه أبلغ وفد «حماس» في نهايته، أن زيارة وفدها إلى إيران، التي كان من المنتظر التفاهم حول ترتيباتها، لن تتم، لأن القيادة الإيرانية غاضبة من زيارة السعودية، وهي غير مهيأة نفسيا لاستقبال وفد «حماس».
ووصف «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، زيارته للسعودية بأنها «خطوة على الطريق في الاتجاه الصحيح»، مشيرا إلى أن «حماس» لا تستغني عن أحد، ولا تخوض لعبة المحاور، وطرقت وما زالت تطرق كل الأبواب العربية والإسلامية من أجل فلسطين.
وقد التقى وفد من حركة «حماس» برئاسة «خالد مشعل»، العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وولي عهده وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» في العاصمة السعودية الرياض، منتصف يوليو/تموز الماضي.
وأوضح مصدر فلسطيني أن اللقاء بحث الوحدة والمصالحة والوضع السياسي الفلسطيني.
وأضاف المصدر أن الوفد الفلسطيني أطلع العاهل السعودي على تطورات ما يجري على الساحة الفلسطينية من حوارات، والوضع الإقليمي في المنطقة.
وتابع: «هذه اللقاءات تهدف لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات مع السعودية بعيد تولي العاهل السعودي منصب ملك البلاد» في يناير/كانون الثاني الماضي.
ورافق «مشعل» في زيارته إلى الرياض كلا من: عضو المكتب السياسي في حركة حماس «محمد نزال»، والقيادي في الحركة «صالح العاروري»، وعضو المكتب السياسي للحركة «موسى أبو مرزوق».
وكان «مشعل» وصل إلى السعودية في زيارة مفاجئة هي الأولى من نوعها منذ يونيو/ حزيران 2012.
ويرى مراقبون وخبراء سياسيون فلسطينيون أن زيارة «مشعل» للسعودية تتضمن رسالة سياسية تؤذن بـ«مرحلة جديدة» في العلاقات بين حركة حماس والسعودية في عهد الملك «سلمان بن عبدالعزيز».