«لوفيغارو»: حلفاء «الأسد» يشعرون أن ساعته اقتربت

الأربعاء 12 أغسطس 2015 09:08 ص

قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إن هناك عدة مؤشرات جعلت حلفاء النظام السوري الذي يرأسه «بشار الأسد»، يشعرون أن ساعته اقتربت، ما أدى لتكثيف التحركات الدولية في هذا الملف، وفتح الباب أمام التفكير في مرحلة ما بعد «الأسد».

وأوضحت الصحيفة في تقرير أعدته عن الأزمة السورية، أن النظام السوري وصل لدرجة كبيرة من «الإنهاك، باعتراف بشار الأسد نفسه في شهر يوليو/تموز الماضي، حيث أقر أن الجيش العربي السوري (جيش النظام) أصابه التعب».

وأضاف التقرير أن «القوات النظامية السورية أصبحت عاجزة على استرجاع المناطق الخارجة عن سيطرتها، ما دفعها إلى تركيز ثقلها في جهة الغرب، حيث تقع دمشق ومحافظة اللاذقية، معقل العلويين (الذين ينتمي لهم بشار الأسد)، المطلة على البحر الأبيض المتوسط»، بحسب موقع «عربي 21».

ووفق «لوفيغارو»، فإن «ما زاد الطين بلة بالنسبة للنظام، هو المشكلات والانقسامات الداخلية التي تفاقمت في الفترة الأخيرة، حيث قام سليمان هلال الأسد، نجل ابن عم بشار، بقتل ضابط في الجيش وسط مدينة اللاذقية بدم بارد أمام أسرته، بسبب خلاف على الطريق، ما أدى لاندلاع احتجاجات في هذه المنطقة، مطالبة بإعدام سليمان».

ورغم أن «الأسد» سعى لتجاوز هذه الأزمة من خلال التعهد بمعاقبة الجاني، فإن ما حدث «يؤشر على درجة الاحتقان داخل الطائفة العلوية»، وفق بحسب التقرير.

وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى أن «مختلف فصائل المعارضة تحقق تقدما ملحوظا على الميدان، إضافة إلى تمدد تنظيم الدولة الإسلامية المسيطر على ثلث البلاد، كما يتواصل تقدم جيش الفتح، الذي نشأ في مطلع السنة الحالية من تحالف فصائل متنوعة من أبرزها جبهة النصرة، مدعوما من المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر».

وأضاف التقرير أن «هذا التحول على الميدان رافقه تطور دبلوماسي، حيث ارتكزت الدبلوماسية الأميركية على الاتفاق النووي الإيراني وتغير موازين القوى بسوريا، لمحاولة إيجاد حل للأزمة التي خلفت إلى حد الآن أكثر من 230 ألف قتيل».

وأشار التقرير إلى أن «الملف السوري كان منذ بداية الشهر محورا للقاءات دبلوماسية عديدة لمسؤولين أميركيين وروس وإيرانيين وخليجيين، حيث يسعى باراك أوباما لدفع طهران لتعديل موقفها تجاه النظام السوري، خاصة بعد الوصول إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وفي السياق ذاته، ذكر التقرير أن «الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يسعى بدوره لإحداث تغيير في الموقف الرسمي الروسي حول الملف السوري، بعد أن سبق ووافقت موسكو في 6السادس من الشهر الجاري على إحداث لجنة تحقيق مستقلة، للتحقيق في استعمال الأسلحة الكيميائية في النزاع السوري، خاصة من قبل النظام».

ورغم كل ما سبق، فإن دبلوماسي فرنسي قال للصحيفة الفرنسية، إن باريس «غير متفائلة بحدوث تغيير حقيقي، حيث إن موسكو تدعي منذ ثلاث سنوات أنها لا تدعم بشار الأسد، أما طهران فهي تحرك بيادقها في المنطقة بشكل براغماتي، وتسجّل نجاحات عسكرية ودبلوماسية على أرض الواقع، ما يجعلها غير مضطرة لمراجعة حساباتها».

وأضاف المصدر ذاته أن «الحلول الدبلوماسية تبدو مستبعدة في المرحلة الحالية، حيث سبق لجميع مبادرات السلام أن فشلت أمام اختفاء المعارضة السورية العلمانية من المشهد، وانقسام سوريا بين المعارضة الإسلامية وقوات تنظيم الدولة والقوات النظامية».

واعتبرت الصحيفة أن تدخل تركيا عسكريا في مواجهة «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا، هو وحده القادر على قلب موازين القوى في المستقبل.

وشهدت الأيام الماضية جولات مكوكية لمسؤولين روس وإيرانيين ومن النظام السوري، كما طرحت مبادرة روسية وأخرى إيرانية وثالثة سعودية لحل الأزمة السورية.

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الأسد روسيا إيران السعودية مبادرة إيرانية

«ظريف» يلتقي «الأسد» الخميس لعرض مبادرة إيران حول أزمة سوريا

«الجبير»: لا مكان لـ«لأسد» في مستقبل سوريا وموقف السعودية لن يتغير

خبير روسي: موسكو تلعب دور الرابط بين مبادرتي السعودية وإيران لحل أزمة سوريا

صحيفة: «مملوك» حاور السعوديين باسم «الأسد» وطلب «إجراءات حسن نوايا»

«أوباما» يرى بارقة أمل في سوريا إثر مبادرة إيرانية وتحركات روسية

«الأسد» ورقة مساومة لإيران في سوريا

اللعبة الكبرى: كيف تمزق القوى الإقليمية سوريا؟

«الأسد»: سوريا مع الجيش المصري وشعبه في مواجهة «الإرهابيين»