زعمت صحيفة «رأي اليوم» اللندنية، نقلا عن مصادر وصفتها بأنها «مطلعة جدا»، أن الجنرال «علي مملوك»، رئيس مكتب الأمن القومي بالنظام السوري، عندما تحدث في اللقاء المفترض مع مسؤولين سعوديين بارزين، مؤخرا، كان يصر على أنه يمثل رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، وموفد من قبله، وهو ما لاحظه المسؤولون الذين قابلوا الرجل.
المصادر، التي لم تسمها الصحيفة، زعمت أيضا أن المسؤولين السعوديين اتفقوا مع «مملوك» على عقد جولة ثانية من اللقاءات، برعاية الوسيط الروسي؛ وذلك لبلورة الاتفاق الأولي بخصوص تعديل موقف السعودية من «الأسد».
وواصلت المصادر مزاعمها، لافتة إلى أن «مملوك» طلب من السعودية باسم «الأسد» اتخاذ خطوات معينة لإظهار ما وصفه بـ«حسن النوايا»؛ أولها إعادة النظر ليس في برنامج إسقاط النظام، ووقف المساعدات المالية للمعارضة السورية، عارضا في الوقت نفسه الاستعداد لجبهة موحدة ضد «الإرهاب».
كانت صحيفة صحيفة «الأخبار» اللبنانية نشرت في 31 يوليو/تموز الماضي تقريرا زعمت فيه أن «مملوك» التقى في السعودية ولي ولي العهد، الأمير «محمد بن سلمان»، بوساطة روسية، دون أن تحددا موعدا محددا لهذا اللقاء المزعوم.
وقالت إن اللقاء كان متعلقا بطرح الرئيس الروسي، «فلادمير بوتين»، إقامة تحالف رباعي ضد «الإرهاب» يضم: سوريا (النظام السوري) والسعودية وتركيا والأردن.
قبل أن تزعم الصحيفة ذاتها أن «مملوك» أجرى زيارة ثانية للسعودية خلال الشهر الجاري.
صمت سعودي رسمي
وحتى الساعة، لم تنف الرياض أو تؤكد رسميا نبأ زيارتي «مملوك» للمملكة، لكن صحيفة «الحياة»، المملوكة لأحد أمراء العائلة الحاكمة في السعودية، نقلت، أول أمس السبت، تأكيدات لـ«مصادر سعودية رفيعة المستوى» بحدوث لقاء بين المسؤول في النظام السوري ومسؤولين سعوديين في مدينة جدة، غربي السعودية، في السابع من يوليو/حزيران الماضي؛ أي بعد نحو 20 يوما من لقاء سان بطرسبورغ الذي جمع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» مع الأمير «محمد بن سلمان».
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن السعودية قدمت مبادرة للحل في وسريا ربطت خلالها مصير «الأسد» بعملية سياسية في سوريا شرطها الأول انسحاب إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها و«حزب الله» مقابل وقف دعم المعارضة، ليبقى الحل سوريا- سوريا، ما يمهد إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة.
وأكدت المصادر أن مملوك طلب «فرصة للتفكير» في ختام اللقاء يتمحور حول كيفية التعامل مع «حزب الله».
وسخرت من الأنباء التي تحدثت عن تحالف رباعي يضم السعودية والأسد وتركيا والأردن لمحاربة «الإرهاب».
وقالت: «لم يطرح أي من ذلك»، مضيفة: «الأسد يشعر بالحنق لعلمه بتفاصيل المفاوضات مع حليفيه روسيا وإيران، بل ويشعر بالرعب الآن كون المفاوضات وصلت إلى حد التساؤل عمن سيقبل استضافته؟».
ويوم الجمعة الماضي، قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، في تصريحات صحفية، إن «الفرصة الوحيدة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، هي في الاستناد إلى المسار السياسي، الذي نص عليه إعلان جنيف 1».
وأوضح أن «هذا المسار يعني تبني عملية انتقالية، تشكل خلالها سلطة تتكون من تمثيل واسع للقوى السياسية السورية، وتعمل على صياغة دستور جديد، والإعداد لانتخابات عامة في البلاد، مع كل ما يصاحب ذلك من إجراءات، تفضي إلى تشكيل حكومة منتخبة، لا يكون بشار الأسد طرفا فيها».
وأكد أن «نظام الأسد فقد الشرعية ولا يوجد لديه دور يلعبه في مستقبل سوريا، بعدما قتل أكثر من 300 ألف شخص من أبناء شعبه، وقام بتهجير 12 مليونا منهم».