قال «بوريس دولغوف»، الخبير في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن بلاده تلعب دور الرابط بين المبادرتين السعودية والإيرانية لحل أزمة سوريا، مشيرا إلى أن هذا الدور صعب.

وفي تصريحات لفضائية روسيا اليوم، أوضح «دولغوف»، أنه لا يرى أن هناك تغيرا يمكن أن يحدث في موقف بلاده تجاه الأزمة السورية بعد المحادثات التي ستجري في موسكو، مع وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير».

وأضاف: «أما زيارة ممثلين عن الائتلاف السوري لموسكو فهو اتجاه إيجابي ويجب أن يقول السوريون كلمتهم لأن حل الأزمة يجب أن يكون من السوريين أنفسهم».

وأشار إلى أن «روسيا تلعب دور الرابط في حل الأزمة السورية بين المبادرتين الإيرانية والسعودية»، مضيفا: «روسيا يمكنها أن تربط بين الاحتمالين السوري والإيراني، ومطلوب الوقت للتوصل إلى حل وسط، ..ولكن الوصول إلى حل للأزمة السورية في وقت قريب أمر من الصعب أن نراه».

وتابع: «محاولة تسوية الأزمة السورية بشكل سلمي تجري منذ فترة طويلة، وهذا هو اللقاء الثالث في موسكو بين السوريين».

وكانت صحيفة «الحياة»، المملوكة لأحد أمراء العائلة الحاكمة في السعودية، نقلت، أول أمس السبت، تأكيدات لـ«مصادر سعودية رفيعة المستوى» بأن السعودية قدمت مبادرة للحل في سوريا ربطت خلالها مصير «بشار الأسد» بعملية سياسية في سوريا شرطها الأول انسحاب إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها و«حزب الله» مقابل وقف دعم المعارضة، ليبقى الحل سوريا- سوريا، ما يمهد إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة.

ويوم الجمعة الماضي، قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، في تصريحات صحفية، إن «الفرصة الوحيدة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، هي في الاستناد إلى المسار السياسي، الذي نص عليه إعلان جنيف 1».

وأوضح أن «هذا المسار يعني تبني عملية انتقالية، تشكل خلالها سلطة تتكون من تمثيل واسع للقوى السياسية السورية، وتعمل على صياغة دستور جديد، والإعداد لانتخابات عامة في البلاد، مع كل ما يصاحب ذلك من إجراءات، تفضي إلى تشكيل حكومة منتخبة، لا يكون بشار الأسد طرفا فيها».

«الجبير» أكد أيضا أن «نظام الأسد فقد الشرعية ولا يوجد لديه دور يلعبه في مستقبل سوريا، بعدما قتل أكثر من 300 ألف شخص من أبناء شعبه، وقام بتهجير 12 مليونا منهم».  

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت الجمعة الماضية، عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي إلى موسكو غدا الثلاثاء، حيث ستركز محادثاته مع المسؤولين الروس على تفعيل التسوية السورية ومبادرة موسكو الخاصة بإنشاء تحالف إقليمي لمواجهة «الدولة الإسلامية».

واللافت أن زيارة «الجبير» إلى موسكو تأتي بعد لقاء ثلاثي في الدوحة جمعه مع نظيريه الروسي «سيرغي لافروف»، والأمريكي «جون كيري» الأسبوع الماضي، كذلك يثير الاهتمام أن وفدا من الائتلاف الوطني السوري بزعامة رئيسه «خالد خوجة» سيزور موسكو يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

وتحدثت مصادر إعلامية، في وقت سابق عن أن وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم»، الذي أجرى مباحثات في العاصمة العمانية مسقط بعد مباحثات في طهران مع مسؤولين إيرانيين وروس، طرح على المسؤولين العمانيين اقتراحا سوريا لحل الأزمة.

والأسبوع الماضي، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبد اللهيان»، في تصريح خاص لقناة «العالم»، عن مبادرة إيرانية «معدلة» لحل الأزمة السورية ستطرح للنقاش إقليميا ودوليا، دون الإشارة إلى تفاصيل المبادرة، غير أنه قال إنها تتضمن أربعة بنود، وضعها وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، وهي بحسب قوله من أفضل المقترحات، وأكثرها جدية وواقعية.