أعلن مندوب روسيا الدائم لدى «الأمم المتحدة»، «فيتالي تشوركين» أن موسكو لن تلتحق بالتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بقيادة واشنطن، منوها بأن التحالف يقصف أراضي سوريا دون موافقة «مجلس الأمن الدولي».
وقال «تشوركين» في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء «أعتقد أنه إذا قررنا الالتحاق بالتحالف تبعا لشروطه فسيرحبون بنا في صفوفه، لكن المشكلة في أننا لن ننضم إلى التحالف الذي لا يأخذ في عين الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي»، وأردف أن «دول التحالف تقصف الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية ومجلس الأمن الدولي على ذلك».
وتابع قائلا: «كما يبدو، فإنهم (أعضاء التحالف) قد تلقوا موافقة الحكومة العراقية، لكنهم لم يحصلوا على موافقة الحكومة السورية».
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن دول التحالف لا تفهم حتى الآن ما هي الأهداف التي تسعى لإنجازها، هل هي مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» أو الإطاحة بحكومة رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وفي هذا الصدد أعرب «تشوركين» عن اعتقاد موسكو بأن محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» تعد أولوية واضحة الآن.
وأعاد إلى الأذهان أن من يعارض حاليا التعاون مع الحكومة السورية من أجل محاربة «الدولة الإسلامية» كان يتعاون معها بهدف تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا، لأنه في ذلك الحال «أدركنا كلنا أن تدمير هذه الأسلحة يعد أولوية».
وفي هذا السياق تساءل «تشوركين» عن «ماذا يمنعهم من التعاون مع نفس الحكومة من أجل محاربة التنظيم».
هذا وأشار المندوب الروسي إلى أن محاربة «الدولة الإسلامية» بجهود مشتركة قد تساعد أطراف النزاع السوري على إيجاد سبل تسوية الخلافات بينها.
وفيما يتعلق بالأنباء حول استعمال عناصر «الدولة الإسلامية» لأسلحة كيميائية في العراق، أفاد الدبلوماسي الروسي بأن موسكو لا تنوي طرح مشروع قرار حول إجراء تحقيق بهذا الشأن للتصويت عليه في «مجلس الأمن الدولي» حتى تعقد مشاورات مع الحكومة العراقية في هذا الموضوع.
وأكد «تشوركين» أن روسيا قلقة من ورود التقارير عن استخدام مواد سامة في العراق على يد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأعرب «تشوركين» عن اعتقاد موسكو بأن قرار «مجلس الأمن الدولي» في هذا الشأن سيحتاج إليه في المستقبل، لكنه أشار إلى أن روسيا «لا تنوي طرحه للتصويت على المجلس في الوقت الراهن، قائلا: «قبل أن يحدث ذلك يجب أن نبحث الموضوع مع الحكومة العراقية».
يذكر أن «مجلس الأمن الدولي» صوت في الـ7 من أغسطس/آب الماضي بالإجماع على مشروع قرار رقم 2235، والذي ينص على تشكيل آلية بمشاركة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، من أجل تحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيميائية، بما في ذلك الكلور، خلال النزاع في سوريا.
وأعلن «تشوركين» الإثنين الماضي أن روسيا ستقدم مشروع قرار من شأنه توسيع سير تنفيذ تلك الآلية في العراق.
وفي سياق متصل، لفت «تشوركين» إلى أنه يجب على «مجلس الأمن الدولي» التحليل الشامل للوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن أعضاء المجلس تعودوا على مناقشة تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية بشكل منفصل، مشيرا إلى ضرورة الربط بين هذه القضايا.