كشفت طهران عن مساعي تبذلها لعقد محادثات قبل نهاية شهر سبتمبر/أيلول المقبل مع دول الخليج الست من أجل حل الخلافات القائمة، لافتة إلى أن الدوحة ومسقط تتوسطان لعقد هذه المحادثات، حسب وكالة أنباء «إسنا» الإيرانية.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، «حسين أمير عبد اللهيان» إن وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف» اقترح خلال زيارته الأخيرة للمنطقة عقد اجتماع بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي الست على مستوى وزراء الخارجية قبل نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وأضاف أن قطر وعمان تبنت هذا المقترح، وتعمل حاليا من أجل الحصول على موافقة باقي دول الخليج عليه.
ولفت إلى أن المؤتمر یمکن أن ینعقد في منطقة أو بلد آخر یتم التوافق علیه، «إلا أننا نرحب بإجراء الحوارات الإقلیمیة داخل المنطقة».
ورأى أن «مثل هذا الحوار سيوفر الأجواء لإزالة سوء التفاهم والوصول إلی فهم مشترك لجميع القضايا المطروحة، إضافة إلی التعاون لحل الأزمات التي تعاني منها المنطقة، والوصول إلی الأمن والاستقرار المنشودين».
والشهر الماضي، أجرى «ظريف» جولة خارجية شملت الكويت وقطر.
وأكد خلال هذه الجولة أنه يحمل «رسالة للجيران في المنطقة تدعو إلى إطلاق حوار يلغي سوء التفاهم بين طهران والآخرين»، قائلا إنه «ليس لدى إيران أي مشكلة مع الجيران».
واعتبر أن اختلاف وجهة النظر الإيرانية بخصوص ما يجري في سوريا والعراق واليمن «لا ينفي أن أمن إيران يبقى من أمن المنطقة».
ويقول مراقبون إن الدبلوماسية الإيرانية وضعت سياسة الانفتاح على دول المنطقة على رأس أولوياتها، وهو ما أكده المسؤولون الإيرانيون فور التوصل لاتفاق نووي؛ إذ تحدث رئيس البلاد «حسن روحاني»، كما وزير خارجيته «ظريف»، عن ضرورة أن تلعب إيران دورا إيجابيا في عدد من القضايا عبر التعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية، وجولة ظريف الأخيرة تصب في السياق نفسه.
وفي 14 يوليو/تموز الجاري، توصلت إيران ومجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، وألمانيا) في فيينا إلى اتفاق لتقييد الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات المفروضة عن إيران، وذلك بعد مفاوضات على مدى عشر سنوات.
ولم تخف دول الخليج، لاسيما السعودية، قلقها الشديد بخصوص الاتفاق حول النووي الإيراني، وهي تسعى إلى الحصول على ضمانات حول احترام طهران الالتزامات التي قطعتها على مستوى سياستها النووية.
