من يريد إشعال حرب طائفية في الكويت؟

الاثنين 17 أغسطس 2015 07:08 ص

يشير الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء الكويتي برئاسة ولي العهد نواف الأحمد الصباح أمس الأحد «لبحث آخر التطوّرات الأمنية»، وكذلك إصدار النائب العام الكويتي قرارا بمنع نشر أي أخبار حول «الخلية الإرهابية» التي اعتقلت مؤخرا إلى ظهور ذيول جديدة خطيرة لهذه الخلية التي ذكرت وسائل الإعلام أنها مرتبطة بحزب الله اللبناني وإيران.

بدأت المسألة بإعلان وزارة الداخلية الكويتية، الخميس الماضي، عن «تمكن الأجهزة الأمنية، من ضبط ثلاثة من أعضاء خلية إرهابية» ومصادرة «ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة»، ولكن التسريبات والمعلومات التي بدأت تتوارد من الكويت تقول إن ارتباط الخلية المذكور بإيران وحزب الله، هما الغطاء الذي يخبئ تحته الكثير من الأسرار.

ما يثير التساؤل، بداية، في أمر هذه الخلية هو أن العلاقات الرسمية الكويتية مع إيران جيدة نسبياً (مقارنة مع البحرين على سبيل المثال)، وكانت زيارة أمير الكويت صباح الأحمد الجابر إلى طهران في بداية شهر حزيران/يونيو الماضي تتويجاً لهذه العلاقة الحسنة، وقد تبدّت الإيجابية والودّية الكويتية خلال تلك الزيارة في تصريح لافت لأمير الكويت قال فيه إن علي خامنئي ليس مرشداً للثورة الإيرانية ولكن للمنطقة كلها.

معلوم أيضاً أن السلطات الكويتية تعتمد في توازناتها السياسية على دعم النواب الشيعة في مواجهة التيار السلفيّ السنّي، إضافة إلى كون الشيعة الكويتيين لا يعانون ما يعانيه بعض أشقائهم في بعض بلدان الخليج الأخرى.

التسريبات القادمة من الكويت تشير إلى بدء حملة للقبض على خلايا مسلحة عديدة، تتشكل من كويتيين ومن جنسيات أخرى، كما أنها تشير إلى احتمال تورّط نواب وسياسيين وفنانين، ووجود أسماء شخصيات كبيرة على قوائم اغتيالات، مما يعيد التذكير بفصول الخضة السياسية الكبيرة المسماة «بلاغ الكويت» والتي كان بطلها الشيخ أحمد الفهد الصباح، وهو وزير سابق لعدد من أهم الوزارات الكويتية، ورئيس سابق لجهاز الأمن الوطني، الذي اتهم في بلاغه رئيس وزراء ورئيس برلمان سابقين بملفات فساد كبيرة وبالارتباط بإيران، ثم انتهت فصول «التراجيديا» تلك باعتذار الشيخ الفهد لأمير الكويت وللمتهمين.

خبر اعتقال الخلية، معطوفا على الاجتماع الأمني لمجلس الوزراء الكويتي، وحظر النائب العام لتفاصيلها، إشارات تفتح المجال لأسئلة كبيرة حول الكويت وإيران ومنطقة الخليج عموما.

أوّل هذه الأسئلة يتعلّق بالتأكيد بالمقصود الإيرانيّ منها، فوجود خلايا مدربة ومسلحة يعني، حكماً، تجهيزها للقيام بأعمال إرهابية وهو ما يهدد القواسم الإيجابية المشتركة في علاقات طهران مع الكويت، كما يتعارض مع حملات الدبلوماسية الإيرانية التي تتحدث عن رغبتها بالحوار مع دول الخليج.

يثير التساؤل أيضاً هذا التناظر بين إرهاب تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي ضرب الدولة والمجتمع الأهلي الكويتي ضربة موجعة بتفجيره جامع الإمام الصادق الشيعي في 26 حزيران/يونيو الماضي، والإرهاب الكامن الذي كشفه خبر القبض على الخلايا المرتبطة بإيران عن وجود تأهب للقيام بإرهاب معاكس وربّما أكبر من إرهاب تنظيم «الدولة»، الأمر الذي قد يعمل على تصعيد العنف الطائفي في الكويت، وما يعنيه ذلك من تدمير ممكن للنظام والنسيج الأهلي.

تنوء البلدان العربية، بما فيها الغنيّة منها، كالكويت، تحت أزمات سياسية هائلة، وبدلاً من طرق التسويات الأهلية والنضال الديمقراطي والمدني، هناك محاولات حثيثة، محلّية وإقليمية، للاستثمار الطائفيّ في تلك الأزمات.

.. غير أن الحرب الطائفية، لو اشتعلت، لن تكتفي بحرق الكويت ولكنها ستشعل ثياب اللاعبين الكبار فيها أيضاً.

  كلمات مفتاحية

الكويت الطائفية حزب الله إيران العلاقات الكويتية الإيرانية

مصادر: الحرس الثوري درب خلية «حزب الله بالكويت» في جزيرة يمنية

خلية «حزب الله» بالكويت.. انتفاضة غضب «تويترية» رباعية الأسباب

اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء الكويتي لبحث الأوضاع الأمنية

صحف: أسلحة «خلية العبدلي» المضبوطة في الكويت وصلت عبر البحر من إيران

كشف كواليس القبض على أخطر «خلية إرهابية» في تاريخ الكويت

وزير الداخلية الكويتي يشيد بالتعاون الأمني مع واشنطن

بريطانيا قررت وقف رحلاتها الجوية للكويت والتطبيق خلال أسابيع

المتغير الإقليمي في المعادلة الطائفية خليجيا

السلطوية .. الخطر الذي يهدد الكويت

عن التحريض الطائفي