ذكرت صحيفة «التليغراف» البريطانية أن جريمة عالم الآثار السوري «خالد الأسعد» الذي أعدمه تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة تدمر السورية، هي أنه رفض الإفصاح عن أماكن الآثار الثمينة التي يمكن نقلها للحفاظ عليها.
وقالت الصحيفة في عددها المنشور الخميس إن «خالد الأسعد» (82 عاما) الذي كان مديرا لآثار تدمر لفترة طويلة وهب حياته للمدينة، وقد اعتقله تنظيم «الدولة الإسلامية» وعذبه وأعدمه في أحد ميادين المدينة.
وأضافت أن جريمة «الأسعد» أنه رفض الإفصاح عن الأماكن التي خبأ فيها الآثار الثمينة التي يمكن نقلها للحفاظ عليها، مشيرة إلى أن هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم أوصاف المقاتلين في حرب مقدسة ليسوا سوى لصوص، بحد قولها.
واعتبرت الصحيفة أن «الأسعد» ينتمي إلى نخبة من الناس هي التي تدافع وتحمي، وقت الأزمات، الكتب والآثار والوثائق الإنسانية من أجل الأجيال القادمة.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم الثلاثاء المدير العام السابق لمديرية تدمر للآثار والمتاحف في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
وقال أحد المقربين من عالم الآثار إن التنظيم أعدم «خالد الأسعد»، الحاصل على شهادة دكتوراه في علم الآثار، في الساحة العامة بتدمر وعلق جثته على عمود وسط تجمهر عشرات المواطنين في مكان تنفيذ الإعدام، حيث قاموا بذبحه بوساطة سكين، بعد اعتقاله منذ نحو شهر.
ويعمل «الأسعد» منذ أكثر من 50 عاما مديرا للآثار في تدمر، وعمل أيضا في العقود القليلة الماضية مع بعثات آثار أمريكية وفرنسية وألمانية في أعمال حفريات وبحوث في أطلال وآثار المدينة التي يرجع تاريخها إلى 2000 سنة وهي مدرجة ضمن قائمة منظمة «الأمم المتحدة» للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» لمواقع التراث العالمي.
وكان «الدولة الإسلامية» قد استولى على تدمر الأثرية في مايو/أيار الماضي، وقام مقاتلو التنظيم بتدمير معبدين قديمين، وفقا للحكومة السورية، كما تم تدمير تمثال لأسد على مدخل المتحف في تدمر.
وتعرف مدينة تدمر السورية بآثارها العريقة، كما أنها تحمل لقب «عروس البادية»، وكانت قديما تقع على خط التجارة الذي يصل بين إيران، والهند، والصين، والإمبراطورية الرومانية.