فجر تنظيم «الدولة الإسلامية» مقامين دينيين في مدينة «تدمر» الأثرية، بوسط سوريا، التي سيطر عليها التنظيم الشهر الماضي، وفق ما أكده المدير العام للأثار والمتاحف بالننظام السوري «مأمون عبد الكريم».
وقال «عبد الكريم» في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، إن التنظيم فجر قبل ثلاثة أيام مزار «محمد بن علي»، الذي قال إنه ينحدر من الصحابي «علي بن أبي طالب»، رابع الخلفاء الراشدين.
ويقع المزار في منطقة جبلية تبعد نحو أربعة كيلومترات شمال مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لـ«منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونيسكو).
وعلى صفحات منسوبة له على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، نشر التنظيم صورا تظهر مقاتلين يحملون بنادق على أكتافهم، وقوارير مملوءة على الأرجح بالمتفجرات، أثناء صعودهم إلى مكان مرتفع حيث يقع المزار.
ونشر التنظيم تعليقا على الصور جاء فيه: «تفخيخ المزار تمهيدا لتفجيره»، قبل أن ينشر صورا تظهر المزار قبل تفجيره، وأخرى لحظة تفجيره وتناثر حجارته والسحب الرملية.
«عبد الكريم» أشار، أيضا، إلى تفجير التنظيم أيضا لمزار العلامة التدمري «أبو بهاء الدين» الذي يعود إلى ما قبل 500 عام، ويقع في واحة البساتين (500 مر عن قوس النصر في المدينة الأثرية)، دون ان يذكر تاريخا محددا لتفجيره.
ولفت إلى أن مسلحي التنظيم دمروا أكثر من خمسين مزارا يعود تاريخها إلى ما بين مئة ومئتي عام، تقع جميعها في مناطق تحت سيطرتهم في شمالي وشرقي البلاد.
وكان مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» فخخوا نهاية الأسبوع بالألغام والعبوات الناسفة بعض المواقع الأثرية في مدينة تدمر، من دون أن يتضح الهدف من ذلك، وما إذا كان (التنظيم) يخطط لتفجيرها أم زرعها لمنع تقدم قوات النظام الموجودة غرب تدمر، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسيطر التنظيم في 21 مايو/آيار على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة أيام.
وأثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم «لؤلؤة الصحراء»، حيث يقطنها نحو 50 ألف شخص، وتضم بعضا من أكبر الآثار الرومانية وأفضلها حالا في العالم.\