استقبل تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي وسط سوريا، منذ إعلان بسط سيطرته على المدينة في الـ20 من شهر مايو/أيار من العام الجاري، قرابة 1340 شابا من أبناء المدينة والبلدات الأخرى القريبة؛ التي سيطر عليها التنظيم في وقت لاحق، أي بمعدل 335 متطوعا في الشهر الواحد، بحسب نشطاء في المدينة.
وبحسب الناشط الإعلامي «ناصر الثائر»، عضو تنسيقية الثورة في مدينة تدمر، فإنه تم توثيق التحاق 1340 مدنيا، غالبيتهم في سن الشباب، بتنظيم «الدولة» في مدينة تدمر، وغالبية هؤلاء المجندين ينحدرون من المدينة وريفها، إضافة إلى مدينة القريتين التي سيطر عليها التنظيم في الـسادس من شهر أغسطس/آب الحالي، مضيفا أنه يتم إخضاع المنتسبين الجدد لدورات شرعية وعسكرية.
وأوضح «الثائر» بأن عملية الانضمام إلى التنظيم كانت «كيفية»، وغالبية المتطوعين هم من الطبقات الوسطى والفقيرة في المجتمع، اضطرهم الفقر والحاجة وغياب البديل إلى التوجه نحو التنظيم لتأمين مرتب شهري يكفيهم شر السؤال والحاجة، بحسب قول الناشط الإعلامي.
وأضاف أن تنظيم «الدولة» تعامل مع المنتسبين الجدد إلى صفوفه بشكل جيد، ورفع من معنوياتهم بهدف إقناع بقية الشبان في الانخراط ضمن صفوفه.
من جهة أخرى، أكد مصادر ميدانية أن أعداد المنضمين إلى تنظيم «الدولة»، شهدت ارتفاعا ملحوظا، كان أكثرها في شهر يونيو/حزيران الماضي، حيث تجاوز أعداد المبايعين للتنظيم في ذلك 400 شاب، قسم منهم كان من أبناء المدينة، ممن كانوا يقطنونها أثناء فترة سيطرة النظام السوري عليها، ثم انتسبوا إلى التنظيم.
ومن أبرز المنشقين عن فصائل الثورة السورية في الأشهر الماضية، للالتحاق بتنظيم «الدولة» في مدينة تدمر، «أحمد القشعم»، الذي كان قائدا ميدانيا في «ألوية الفاروق»، قبيل التحاقه بـ«جيش الإسلام» في الشمال السوري، حيث انشق «القشعم» مع قرابة 20 عنصرا عن «جيش الإسلام، ليبايعوا التنظيم.
وفي أعقاب سيطرة التنظيم على مدينة تدمر، تمكن التنظيم من السيطرة على بلدة القريتين مطلع الشهر الجاري.
وتكمن أهميتها بقربها من المناطق والبلدات الموالية للنظام السوري، إضافة إلى قربها من حقلي حجاز وجزل النفطيين في الشمال، وتوسطها للطريق الصحراوي الرابط بين دمشق ومطار التيفور العسكري.
كما أن بلدة القريتين قريبة من مستودعات مهين، أحد أكبر المستودعات العسكرية للنظام السوري على مستوى البلاد، والذي كانت قد نجحت «جبهة النصرة» قبل عامين من السيطرة عليه قبل استعادته من قبل قوات النظام.