شهدت أسواق الخليج منذ بداية الشهر الحالي تراجعات ربما لم نشهد مثلها في بعض منها منذ 7 سنوات، وتكبدت سبعة أسواق على إثر تلك التراجعات خسائر سوقية تقدر بـ184.25 مليار دولار تعادل 44.75% من إجمالي الميزانيات العامة المرصودة من قبل حكومات دول الخليج الستة العام الحالي والبالغة 412 مليار دولار.

وحسب إحصائية كانت أكثر الأسواق خسارة السوق السعودي فخسر 118.86 مليار دولار تعادل 51.8% من ميزانية الدولة للعام الحالي البالغة 229.3 مليار دولار، تلاه سوقا الإمارات واللذان بلغت خسائرهما مجتمعين 36.1 مليار دولار وهي تعادل 269.4% من قيمة الميزانية الاتحادية للدولة والتي تقدر بـ13.4 مليار دولار.

والميزانية الاتحادية لدولة الإمارات معنية بالقطاعات والشؤون الاتحادية الإماراتية، وفي المقابل تقر كل إمارة وبشكل منفصل ميزانيتها السنوية المتعلقة بالشؤون والقطاعات المحلية -غير الاتحادية- الخاصة بها.

وفي المرتبة الثالثة جاء السوق القطري والذي خسر 18.6 مليار دولار تعادل 31% من ميزانية الدولة والتي تقدر بـ218.4 مليار دولار.

ومن المعلوم أن قطر أعلنت نهاية مارس/آذار الماضي استمرار العمل بموازنة السنة المالية 2014/2015 حتى نهاية 2015 كفترة انتقالية، على أن تبدأ الموازنة الجديدة في الأول من يناير/كانون الثاني 2016، وبلغ إجمالي المصروفات في جميع الأبواب بموازنة 2014/2015 مبلغ 218.4 مليار ريال (59.8 مليار دولار) بينما بلغ إجمالي المصروفات في تقديرات التسعة أشهر 163.8 مليار ريال (44.8 مليارات دولار)، وفي موازنة الـ21 شهرا مبلغ 382.2 مليار ريال (104.7 مليارات) دولار.

وبلغت خسائر السوق الكويتية 8.16 مليار دولار تعادل 12.9% من ميزانيتها البالغة 63 مليار دولار، بينما منيت أسواق البحرين بخسارة تقدر بـ0.57 مليار دولار، ومسقط بـ1.93 مليار دولار.

وعلى الرغم من تلك التراجعات التي منيت بها الأسواق الخليجية خلال ما مر من جلسات شهر أغسطس/آب إلا أنها لا تقارن بما حققته بعض المؤشرات الأوروبية من تراجعات، حيث أغلق مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي منخفضا 5.4% في جلسة يوم الاثنين فقط ليفقد نحو 450 مليار يورو؛ أي ما يعادل 521.42 مليار دولار من قيمته السوقية في أسوأ أداء يومي له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2008، وفقد المؤشر ما يزيد على تريليون يورو من قيمته منذ بداية الشهر.

وتراجعت الأسهم الصينية أكثر من 8% اليوم مسجلة أكبر خسارة في يوم واحد منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2007، وأحجمت بكين عن أخذ إجراءات دعم كانت متوقعة مطلع الأسبوع بعد تراجع الأسهم 11% الأسبوع الماضي.

وتراجع الخام الأمريكي في يوم الاثنين إلى 37.75 دولار بانخفاض 6.7% عن يوم الجمعة، وفي أقل سعر لعقد أقرب استحقاق منذ فبراير/شباط 2009.

وبلغت خسائر الخام الأمريكي 17% هذا الشهر وفي يوم الجمعة 21 أغسطس/آب الجاري كان قد انخفض للأسبوع الثامن على التوالي في أطول موجة خسائر أسبوعية منذ 1986.