«فاينانشيال تايمز»: دول الخليج بدأت تشعر بوطأة انخفاض أسعار النفط

الثلاثاء 28 أبريل 2015 08:04 ص

قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» إن دول الخليج بدأت تشعر «بوطأة الركود في أسعار النفط الخام»، التي بدأت منذ يونيو/حزيران الماضي.

ولشهور، قالت حكومات المنطقة، التي تمتلك مخازن مالية كبيرة، للأسواق المالية، إنه سيكون هناك تغيير طفيف فقط في السلوك الاستثماري على الرغم من انخفاض أسعار النفط الخام بمقدار النصف تقريبا منذ الصيف.

وسعى المسؤولون الخليجيون أيضا لطمأنة المواطنين بأن «هذه الفترة من انخفاض أسعار النفط ستكون مؤقتة، وأكدوا التزامهم بالحفاظ على مستويات الإنفاق الأساسية الموجهة نحو تحسين الظروف الاجتماعية».

ووفقا للصحيفة، فإن الحكومات في جميع أنحاء المنطقة بدأت في الواقع تتجه نحو «خفض الإنفاق، وإعادة جدولة خطط الإنفاق الرأسمالي». والحال نفسه امتد لقطاع الخاص مما أثر على تقييم الشركات، وعلى عمليات الاندماج والاستحواذ في الأسواق الإقليمية.

وقالت أن المديرين الماليين في الشركات الخليجية يخططون لفترة طويلة أكثر من الأسعار المنخفضة. وقال «ديفيد ستابلز»، وهو المدير الإداري في وكالة التصنيف الائتماني «موديز» في دبي: «تقول لنا الشركات إنها أكثر حذرًا الآن بشأن خطط الاستثمار».

يدوره، سلط تقرير صندوق النقد الدولي الأخير الضوء على المشاكل التي تواجه المنطقة، وحذر أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة من مواجهتهم لعجز مالي يعادل 380 مليار دولار من العائدات المفقودة هذا العام؛ بسبب انخفاض أسعار النفط.

ووقال «مسعود أحمد»، وهو المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي، أنه على مجلس التعاون الخليجي الست أن تقوم بـ«تقليل وتيرة الإنفاق على المدى المتوسط»، وذلك لإنشاء موقف مالي مستدام، والحفاظ على الموارد.

ويظهر تحليل «مونيكا مالك»، وهي كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري (ADCB)، أن معظم هذه الدول قامت بالفعل بترشيد الإنفاق على المشاريع الرأسمالية لهذا العام.

ووفقا للصحيفة، فإنه على الرغم من أن القيمة الإجمالية لمنح مشاريع دول مجلس التعاون الخليجي في الربع الأول كانت 10 في المئة أعلى من نفس الفترة من عام 2014؛ إلا أن معظمها تركزت في قطر، التي تتسابق لبناء البنية التحتية اللازمة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022. وقالت «مالك»: «تتماشى البيانات حتى الآن مع توقعاتنا بتباطؤ في النمو الاستثماري في عام 2015 على خلفية انخفاض أسعار النفط».

وانخفضت قيمة العقود الممنوحة في المملكة العربية السعودية 10 في المئة عن الربع السابق، على الرغم من أنها لا تزال أعلى من متوسطها ​​على مدى العامين الماضيين. وأشار بنك أبو ظبي التجاري إلى أن العقود من السعودية تركزت على الرعاية الصحية والإسكان، وهما اثنان من المجالات الحيوية بالنسبة للمملكة التي تواجه ارتفاع تهديدات «التطرف الإسلامي».

وفي حين ضخت المملكة العربية السعودية ما يقدر بـ 150 مليار دولار لاستخدامها في مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية، انخفضت احتياطيات البنك المركزي في الرياض بمقدار 20 مليار دولار في شهر فبراير وحده، وهو أكبر انخفاض من نوعه على أساس شهري. واضطر هذا البنك إلى اللجوء إلى الـ 700 مليار دولار الاحتياطية لإبقاء عجلات الحكومة تعمل.

وأشارت «مالك» إلى أن المشاريع الملغاة في السعودية حتى الآن اقتصرت إلى حد كبير على المشاريع ذات الصلة بالهيدروكربونات. ولكن، من المرجح أن تأثير انخفاض سعر النفط سوف يزيد، ووضعت بعض المشاريع العقارية والصناعية الخاصة على قائمة الانتظار أيضًا.

وقال المدير الإقليمي لمجموعة أشمور للاستثمار: «تستكمل السعودية ما وعدت به، ولكنها لا تضيف مشاريع ضخمة»، مضيفا أن المدفوعات مقابل العمل المنجز باتت تتأخر لفترة أطول، وأصبحت الفواتير التي اعتيد على تسويتها بسرعة تأخذ الآن أربعة أشهر أو أكثر لتسويتها.

وانخفضت قيمة منح المشاريع في سلطنة عمان والبحرين، وهي دول الخليج الأكثر تضررًا من انخفاض أسعار النفط، 43% في الأشهر الثلاثة الأولى، وأقل بـ 20 في المئة من الربع السابق. وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان هذا الرقم 36 في المئة، وتركز بشكل رئيس على قطاع العقارات الذي شهد انخفاضًا ثابتًا خلال العام الماضي.

وقال أحد كبار المصرفيين الإقليميين: «إن الحكومات تسير قدمًا في المشاريع الرئيسة واستكمال العقود القائمة“. وأضاف: “ولكن، يتم رفض الأشياء الأخرى، وتوضع على قائمة الانتظار حتى تتعافى أسعار النفط».

وبدوره، قال رئيس تنفيذي لشركة أسهم خاصة: «هناك الكثير من الصفقات العالقة». وأضاف: «نحن نبحث في مناطق أخرى الآن، حتى يعود الوضوح إلى الخليج».

  كلمات مفتاحية

أسعار النفط عجز الموازنة الإنفاق الرأسمالي انخفاض أسعار النفط

السعودية تقر موازنة 2015 بمستوى إنفاق غير مسبوق وتتوقع عجزا يبلغ نحو 39 مليار دولارا

الذهب الأسود والبجعة السوداء

«موديز»: البحرين وسلطنة عمان الأكثر تضررًا من انخفاض أسعار النفط

اقتصاديون: تقليص الإنفاق واللجوء للاحتياطي بدائل السعودية لتجنب عجز الموازنة

23.5 مليار دولار عجز متوقع فى ميزانية الكويت لعام 2015

بنوك الخليج تشدد شروط الإقراض للشركات الصغيرة

الرياض تستضيف قمة خليجية تمهيدا لقمة كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي

القطاعات النفطية في الخليج لا تزال بمنأى عن السياسات النقدية

تراجع توقعات نمو الاقتصادات الخليجية باستمرار انخفاض أسعار النفط

مسح: أسعار النفط تظل ضعيفة في الفترة المتبقية من العام

ارتفاع أرباح الصندوق السيادي البحريني بنسبة 65% لعام 2014

صندوق النقد الدولي: هبوط النفط يدفع الإمارات لتسجيل أول عجز مالي منذ 2009

«وول ستريت جورنال»: الدول النفطية تكافح لتحقيق التوازن الصعب بعد صدمة تراجع أسعار الخام

البنك الدولي: ينبغي لدول الخليج خفض الإنفاق العام

البرلمان الكويتي يقر خطة سنوية بمشروعات قيمتها 17 مليار دولار

النفط والحرب… تحديات الراهن السعودي

عجز ميزانية دولة الكويت يهدد الاستقرار المالي والتنمية

«بلومبرغ بيزنس»: إلى أي مدى يمكن للاقتصاد السعودي أن يصمد ضد النفط الرخيص؟

رجال أعمال واقتصاديون سعوديون متخوفون من «غيمة اقتصادية سوداء» مع هبوط النفط

بورصات الخليج تتكبد خسائر في أغسطس بما يقارب نصف ميزانيات دولها

«سي إن إن»: ستة أسباب تمنع السعودية من خفض إنتاجها النفطي حاليا

صحيفة: وزير المالية السعودي يعترف بالأزمة المالية جراء هبوط النفط وعجز الميزانية

«ستاندرد آند بورز»: تراجع أسعار النفط قد يدفع الخليج لإلغاء مشروعات بنية تحتية

«فيتش»: من المستبعد سد عجز ميزانيات دول الخليج في ظل هبوط أسعار النفط

«الجارديان»: وثائق مسربة تظهر توجه الحكومة السعودية نحو تطبيق خطة تقشفية

مدير صندوق عالمي: لا أوصي بالاستثمار في الكويت

محافظ بنك الكويت المركزي: الإنفاق الحكومي يقلص تأثير هبوط النفط على البنوك

استشراف آثار عجز الموازنة بدول الخليج: حتمية الانكماش وتراجع دور الدولة

خبير اقتصادي: دول الخليج تدير ملف أسعار النفط عكس مقتضى الحسابات الاقتصادية

مركز الإمارات ونفط الخليج

النفط: تراجعات سِعْرية، خيارات سياسية

النفط بين النعمة والنقمة!

هل انتهت «دولة الرفاه» في الخليج؟