كاتب مصري بارز: السعودية جمدت مشروع «السيسي» في ليبيا

الخميس 27 أغسطس 2015 09:08 ص

قال «جمال سلطان»، الكاتب المصري البارز ورئيس تحرير صحيفة «المصريون»، إن السعودية عطلت مشروع الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في ليبيا، عبر طلب المملكة تأجيل الاجتماع الخاص بتوقيع بروتوكول القوة العربية المشتركة والذي كان مقررا اليوم الخميس، وهو الطلب الذي وافقت عليه الجامعة العربية.

وأضاف «سلطان» في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإكتروني، أمس الأربعاء، أن «تأجيل توقيع بروتوكول القوة المشتركة، جاء بطلب من السعودية مشفوعا بموافقة دول خليجية أخرى منها قطر والكويت».

وتابع أن خبر التأجيل «جاء كالصاعقة على القيادة المصرية وعلى خليفة حفتر (قائد جيش طبرق المنبثق عن الحكومة والبرلمان المنحل) وحلفائه في ليبيا، لأن مشروع القوة العربية المشتركة كان شبه مفصل على مقاس الحالة الليبية، حيث تقود مصر دعوة للتحرك العسكري لدعم قوات حفتر في مواجهة الجيش الموالي للحكومة الليبية في طرابلس العاصمة والمدعومة من المؤتمر الوطني الليبي والممثلة لقوى الثورة الليبية التي أطاحت بحكم معمر القذافي في 2011».

وأشار إلى أن مشروع القوة العربية المشتركة، الذي دعا له «السيسي» في مارس/آذار الماضي، «لم يكن يحظى بحماسة أو دعم أي جهة عربية أخرى باستثناء الإمارات وحكومة طبرق الليبية الراعية للجنرال المغامر خليفة حفتر، وكانت السعودية مترددة تجاه المشروع».

واستطرد: «يبدو أن الدبلوماسية القطرية نجحت في إقناع المملكة بأن تشكيل القوة مخاطرة، وأن أي تورط في ليبيا قد يتسبب في تفجير أكبر ويعقد الأمور أكثر، كما أن الجزائر التي تدعم الحكومة المؤقتة في طرابلس لم تكن تشعر بالراحة تجاه الفكرة وأبدت تحفظا عليها، وهي بشكل عام تتحفظ على التدخل المصري الداعم لحفتر، وبالتالي فكان المشروع مقلقا لمراكز صنع القرار العربي الثقيلة في المشرق أو المغرب على حد سواء».

وكشف «سلطان» أن «خليفة حفتر والجناح الإماراتي في طبرق، كانوا قد تأهلوا نفسيا لمرحلة تدخل القوة العسكرية العربية في ليبيا لدعم حكومة طبرق وقوات حفتر، وخاصة أن شرعية برلمان طبرق تنتهي خلال شهر من الآن تقريبا، وبالتالي تصبح حكومة طبرق منزوعة الشرعية دوليا، وتصبح حكومة أمر واقع، مثل حكومة طرابلس أيضا».

وبين أن «العناد الذي تمارسه الدبلوماسية المصرية الآن في الملف الليبي سينعكس سلبيا على المصالح المصرية، ليس فقط لوجود أكثر من نصف مليون عامل مصري في ليبيا حاليا، بالإمكان أن يصلوا إلى مليونين في مرحلة إعادة البناء المنتظرة، وكل ذلك يدعم الاقتصاد المصري بقوة، بل أيضا باعتبار ليبيا قوة نفطية يمكن أن تقوي ظهر مصر، كما أنها في حال إنقاذ الدولة وتشكيل حكومة وطنية يمكنها أن تحمي ظهر مصر من أي خطر لجماعات متشددة».

«سلطان» أضاف أن «كل هذا تخسره مصر وتخسر مصالح تمس أمنها القومي، لمجرد العناد والمكابرة والإصرار على مطاردة أي وجود لأحزاب سياسية إسلامية في دول الجوار، وتحديدا أي أحزاب يكون لها أي وجه نسب بالإخوان المسلمين، وهذا ما جعل مصر تعيش حال أشبه بالحصار السياسي، شرقا من قطاع غزة وغربا من ليبيا وجنوبا من السودان، وجعل حضورها السياسي والأمني هامشيا وغامضا جدا في سوريا والعراق واليمن وتونس، وهي حالة غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث».

وكانت صحيفة الجارديان البريطانية كشفت قبل ساعات، أن الإمارات تبذل جهودا كبيرة حاليا بالتنسيق مع نظام الرئيس المصري «عبد الفتاح  السيسي» للتدخل عسكريا في ليبيا ضد الثوار الليبيين المحسوبين على الإسلام الوسطي بذريعة محاربة «الدولة الإسلامية»، رغم تأكيد الثوار أن القدرات الليبية الذاتية قادرة على التصدي للجماعات المتطرفة.

فيما عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا «برناردينو ليون»، في مقابلة مع تلفزيون «فرانس 24» بثت في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، عن تفاؤله، بالتوصل لاتفاق على تشكيل حكومة وحدة بحلول العاشر من الشهر المقبل، في خطوة ضرورية لإنهاء الأزمة السياسية والصراع العسكري في البلاد.

  كلمات مفتاحية

ليبيا السعودية الإمارات مصر السيسي القوة العربية المشتركة حفتر الجامعة العربية

المبعوث الأممي إلى ليبيا متفائل بالتوصل لاتفاق نهائي خلال أسبوعين

تأجيل اجتماع وزراء الخارجية والدفاع العرب الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة

«القوة العربية المشتركة» تمضي بخطوات سريعة وتساؤلات حول أهدافها وتأثيرها

«القوة العربية المشتركة»: حماية للأمن القومي.. أم للأنظمة؟

أسئلة بشأن القوة العربية المشتركة

خاص لـ«الخليج الجديد»: السعودية توجه صفعة لمخطط مصر والإمارات حول بقاء «الأسد»

لماذا تأجل اجتماع إقرار القوة العربية المشتركة؟

إعلامي ليبي في الإمارات يتهم الملك «سلمان» بتعطيل القوة العربية بأمر واشنطن

مراقبون: خلافات مصرية سعودية وراء تأجيل إنشاء القوة العربية المشتركة

«الأمم المتحدة» تسلم الفصائل الليبية النص النهائي لاتفاق السلام

كاتب مصري: «السعودية» وقطر أعداء مصر .. ولا يجب نعتهم بـ«الأشقاء»