حثت المرجعية الشيعية العليا في العراق، بزعامة «علي السيستاني»، اليوم الجمعة، الرئاسات الثلاث في البلاد على تفهم مطالب الشعب العراقي في الإصلاحات، مطالبة هذه الرئاسات باتخاذ قرارات جريئة ومقنعة للشعب العراقي، الذي هو مصدر جميع السلطات في البلاد، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وقال «عبد المهدي الكربلائي»، معتمد المرجعية الشيعية في كربلاء، أمام آلاف من المصلين في خطبة صلاة اليوم الجمعة في صحن الإمام الحسين إن «من متطلبات معركة الإصلاح في العراق هو تفهم الساسة الذين بيدهم مقاليد الأمور في البلاد أحقية مطالب الشعب بتوفير الخدمات ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وقيامهم بخطوات أساسية تحقق الثقة والاطمئنان لدى المواطن بأنهم يتجاوبون مع هذه المطالب ويؤمنون بها ويسعون بجد وصدق لتحقيقها».
وأضاف: «المواطن جرب عهودا سابقة لم يجد منها على أرض الواقع ما يفي بحل المشاكل التي يعاني منها طويلا، بل وجد فيها مجرد تهدئة المشاعر بصورة مؤقتة».
وتابع مشددا: «لابد أن يعمل المسؤولون في هذه المرة بصورة مختلفة عما مضى لكسب ثقة المواطنين بأنهم جادون في الإصلاح وصادقون في نواياهم تجاه الشعب».
ووجه «الكربلائي» إلى الشعب العراقي، مطالبا إياه بأن «يتنبه إلى أن النجاح في معركة الإصلاح يتطلب توظيفا سليما وصحيحا لآلياتها لضمان الوصول إلى الهدف المنشود، ومن ذلك أن يحسن المواطنون المنادون بالإصلاح اختيار عناوين لمطالبهم تعبر عن أصالة وحقانية هذه المطالب، ولا يسمحوا بحرفها إلى عناوين تعطي المبرر للمتربصين بهذه الحركة الشعبية، والنيل من أصالتها الوطنية، أو تمنح الفرصة لذوي الأغراض الخاصة لاستغلالها».
وقال: «نأمل أن تتخذ الرئاسات الثلاث في البلاد قرارات جريئة ومقنعة للشعب العراقي الذي هو مصدر جميع السلطات».
وتحت ضغط احتجاجات شعبية، بدأ رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، خلال الأسبوعين الماضيين، بالإعلان تدريجا عن تطبيق خطوات إصلاحية، شملت تقليص عدد المناصب الوزارية إلى الثلثين، وتخفيض أعداد أفراد حماية الشخصيات، وإصلاح سلم الرواتب.
وتتضمن الإصلاحات المقترحة إجراءات أكثر جذرية، أهمها: إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية التي يشغلها سياسيون بارزون هم «نوري المالكي» و«إياد علاوي» (شيعيان) و«أسامة النجيفي» (سني).
