يقترب الصيف في نصف الكرة الشمالي من نهايته، وإذا لم نكن حذرين للغاية بشأن إعادة فتح المدارس ومراكز الرعاية النهارية، فإن الخبراء يحذرون من أن الأطفال قد يلعبون قريبًا دورًا أكبر بكثير في الجائحة.

فقد أظهر بحث جديد أن عدم ظهور الأعراض على الأطفال في كثير من الأحيان لا يعني أنهم لا يحملون أي آثار للفيروس.

وبينما قد يصاب الأطفال بـ"كورونا" بمعدلات أقل من البالغين وتظهر عليهم أعراض أكثر اعتدالًا أو لا تظهر عليهم، يقول العلماء إنهم قد يحملون كميات كبيرة بشكل غير عادي منه.

ويقول اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي للأطفال "أليسيو فاسانو": "تظهر نتائجنا أن الأطفال ليسوا محميين ضد هذا الفيروس. لا ينبغي أن نستبعد اعتبارهم ناشرين محتملين لهذا الفيروس".

ووجد الباحثون أن الأطفال المصابين كانت لديهم مستويات أعلى بشكل مفاجئ من الفيروس التاجي في مجاريهم الهوائية، مقارنة بالبالغين الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب "كورونا"، خاصة في اليومين الأولين من الإصابة به.

ويعترف أخصائي أمراض الرئة للأطفال "لايل يونكر" بأنه لم يتوقع أن يكون الحمل الفيروسي مرتفعًا جدًا، وأضاف: "في المستشفى هناك احتياطات متخذة لعلاج البالغين المصابين بحالة خطيرة، ولكن الحمل الفيروسي لهؤلاء المرضى في المستشفى أقل بكثير من الطفل السليم الذي يتجول مصابًا بحمل فيروسي عالٍ".

هذه نتيجة مزعجة، لأن وجود حمولة فيروسية أعلى قد يعني تحرر المزيد من الفيروس، وبالتالي خطرًا أكبر للعدوى.

وتشير بعض الأبحاث الأولية التي أجريت على البالغين إلى أن الأحمال الفيروسية المرتفعة مرتبطة بنتائج أكثر خطورة، ولكن لسبب ما، لا يبدو أن هذا هو الحال عند الأطفال.

في النهاية، يقول الباحثون إن هذا قد يجعل استراتيجيات مكافحة العدوى أكثر صعوبة في التنفيذ، خاصة وأن الأعراض الخفيفة لـ"كوفيد-19" تبدو مشابهة جدًا للأمراض الشائعة الأخرى.

وأضافوا: "سيصبح التعرف على عدوى كورونا لدى الأطفال أكثر صعوبة خلال موسم حساسية حبوب اللقاح وموسم الإنفلونزا هذا الخريف".

في حين أن الحمى عادة ما تكون أول أعراض "كوفيد-19"، وجدت الدراسة أن نصف الأطفال المصابين بعدوى "كورونا" لا يظهرون في الأعراض ارتفاع حرارة.

يشير هذا إلى أن فحص درجة الحرارة قد لا يكون أداة فعالة تعتمد عليها إعادة فتح المدارس ومراكز الرعاية النهارية، وبدلاً من ذلك، يقترح الباحثون التركيز على استراتيجيات مثل التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات وإجراء اختبارات الفيروس والتعلم عن بعد.