مسؤول عراقي رفيع: السفارة الأمريكية أحبطت محاولتين لاغتيال «العبادي»

الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 07:09 ص

كشف مسؤول عراقي رفيع المستوى أن السفارة الأمريكية في بغداد أحبطت محاولتين لاغتيال رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، كانت واحدة منهما في طور التخطيط، بينما الثانية وصلت إلى مراحل متقدمة للتنفيذ.

المسؤول العراقي قال في اتصال هاتفي من مقر إقامته في لندن لـ«الشرق الأوسط» إن «العبادي» تعرض بالفعل خلال الفترة الماضية لعدد من محاولات الاغتيال، إلا أن التي تم الكشف عنها من خلال مساعدة أمريكية لواحدة كانت في طور التخطيط من قبل عناصر في الداخل ومقربة من جهات مرتبطة بـ«العبادي»، فيما كانت الثانية عند مدخل المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق، التي يبدو أنها كانت عمليه تفجيرية، إلا أنه قد تم اعتقال ضباط اعترفوا بضلوعهم في هذه العملية.

وأشار المسؤول إلى أن أمريكا أبلغت «العبادي» بالمحاولتين من خلال سفارتها في بغداد، مضيفا أن محاولات الاغتيال التي تعرض لها «العبادي» قد يبدو أنها ناتجة من اتخاذه أحيانا قرارات ومواقف جريئة جدا تجاه بعض القوى السياسية، إلا أنه إما يتراجع أو يبدأ بالخشية من تبعات تلك المواقف والإجراءات.

إصلاحات العبادي

وكان «العبادي» أعلن، أمس (الاثنين)، في كلمة له خلال حضوره مؤتمر «حكومتكم في خدمتكم» أن «الفساد يختبئ خلف الإجراءات المعقدة والروتين في دوائر الدولة وتبسيط الإجراءات التي أصبحت تقضي على ذلك الفساد»، مبينًا أن «المحاصصة السياسية والتعيين على أساس الولاء للأحزاب، وعدم مراعاة المهنية والكفاءة سببت ظلمًا للمجتمع وسيؤدي إلى تدميره». (طالع المزيد)

وأضاف «العبادي» أن هناك مقاومة قوية لإفشال الإصلاحات التي قامت بها الحكومة من قبل المنتفعين من المال العام وخشية فقدانهم تلك المميزات»، مؤكدًا أنه «ماضٍ في تحقيق الإنصاف والعدالة ولن يتراجع عن الإصلاحات ولو كلفته حياته».

«العبادي» أشار إلى أن الهدف من تقليص أعداد الحماية للمسؤولين يأتي لتحقيق العدالة والإنصاف، وليس لتعريضهم إلى الخطر، مؤكدًا أن موكب حمايته الشخصية لا يضم المدرعات ولا يقطع الطرق خلال زيارته إلى المناطق والمحافظات، مشددًا في الوقت ذاته، على أن قرار تقليص الحماية سبب استياء لدى الكثير من المسؤولين ومن ضمنهم أقرباء له.

خلاف «العبادي» و«سليماني»

وذكر المسؤول العراقي الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه حادثة وقعت بين «العبادي» و«قاسم سليماني» قبل مدة، حينما سافر «العبادي» إلى محافظة البصرة وشاهد في الطريق المؤدي إلى مطار بغداد موكبًا كبيرًا من السيارات الفارهة، وحينما سأل عن تلك السيارات والموكب المهيب، قال له أحد مساعديه إنه يعود إلى الجنرال «قاسم سليماني» الذي سيصل إلى بغداد بعد لحظات، وأن «أبو مهدي المهندس» نائب قائد الحشد الشعبي سيكون في استقباله.

وأضاف المسؤول العراقي أن «العبادي» بدا متضايقًا من هذا الأمر ليوجه بوجه السرعة بعودة السيارات إلى المطار وعدم استقبال «سليماني» بمثل هذا الموكب، معلقا: «سليماني عندما يرغب بزيارة رسمية إلى العراق فلا بد أن يبلغنا بذلك، وإذا كان يرغب في زيارة العراق كمواطن إيراني فعليه أن يتقدم للحصول على (فيزا)».

وذكر المسؤول العراقي أن الحكومة الإيرانية بادرت بشكل عاجل لطمأنة «العبادي» لموقفه الذي اتخذه، وأن له الحق أن يمنع الموكب المخصص لـ«سليماني»، واصفة ذلك بأنه مجرد تصرف شخصي من «قاسم سليماني». إلا أن «العبادي» بقي يخشى تبعات ذلك القرار الذي اتخذه تجاه «سليماني»، لا سيما بعد أن أصبحت حياته مهددة بالخطر.

المظاهرات في العراق

وعلى صعيد المظاهرات في العراق قال «العبادي» إن «المظاهرات هي إنذار وتنبيه للنظام لإصلاحه»، مشيرًا لوجود تفاوت في الرواتب والامتيازات، كون بعض الحمايات لبعض الشخصيات تعادل مجموع ثلاث فرق، التي وصفها بـ«الشيء غير المعقول».

وتابع: «لقد وضعت قياسًا لنفسي كرئيس للوزراء ورأيت كم نحتاج»، مبينا أن «هذا التخفيض لما تعانيه الميزانية والاقتصاد العالمي من انهيار لأسعار النفط»، وأضاف قائلا: «كنا نعرف أن البعض، وخصوصا المقربين منا، سينقلبون علينا بعد هذه الإصلاحات، وهي قد تكلفنا حياتنا»، لافتا إلى أن «البديل عنها هي الديكتاتورية والفوضى، ولكن تبقى الإصلاحات لتصحيح الأوضاع».

وفي هذا السياق، أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون «موفق الربيعي» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الإصلاحات التي أقدم عليها رئيس الوزراء حيدر العبادي باتت تواجه تحديات كبيرة ومن بين هذه التحديات وأبرزها التي تأتي من داخل الطبقة السياسية، بعد أن أصبحت هذه الإصلاحات بالضد من المصالح السياسية والاقتصادية لهذه الطبقة السياسية، وكذلك بعض المتنفذين داخل الكتل السياسية». وأضاف «الربيعي» أن «الجانب الآخر هو استعجال المتظاهرين في الحصول على نتائج سريعة وهو أمر أدى إلى حصول إرباكات سواء في طبيعة الإجراءات الحكومية التي ينبغي اتخاذها أو على صعيد الشارع نفسه. يُضاف إلى ذلك اصطدام بعض حزم الإصلاح بالتحديات الدستورية والقانونية التي باتت تقيد العبادي».

وأشار إلى أن «الآمال كانت كبيرة، لكن واقع الحال الآن يشير إلى أن هناك الكثير من العقبات التي لا بد من تذليلها قبل المضي بالإصلاحات».

يذكر أن «العبادي» أجري خلال الأشهر الماضية عددا من حزم الإصلاحات التي صادق عليها مجلس النواب العراقي وتضمنت فضلاً عن إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء، قرارات بتقليص عدد المسؤولين واتخاذ سلسلة من الإجراءات القانونية الأخرى.

  كلمات مفتاحية

الغراق العبادي اغتيال بغداد أمريكا سليماني إصلاحات السفارة الأمريكية

«العبادي»: سأمضي بالإصلاحات حتى لو كان الثمن حياتي

«العبادي» دعم سرا جهود قطر للمصالحة السُنيّة في العراق ثم انتقدها بضغوط إيرانية

من يربح في العراق «العبادي» أم «سليماني»؟

«العبادي» يتعهد بمواصلة الإصلاحات وقتال «الدولة الإسلامية»

«العبادي» يعزل 123 مسؤولا رفيعا في إطار الإصلاحات

«العبادي»: الفاسدون المتضررون من الإصلاحات وراء اختطاف العمال الأتراك

مصادر عراقية: الميليشيات تحتشد في بغداد تمهيدا لـ«الانقلاب» على «العبادي»

تحالف القوى العراقية: كتل سياسية تبحث إقالة «العبادي»